"إيلاف" من لندن: يبدأ وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر وقائد حملة الرئيس بوش الانتخابية السابقة جولة مهمة في دول خليجية عربية في غضون ساعات يزور خلالها المملكة العربية السعودية والكويت ودول أخرى.
وهدف الجولة هي الطلب إلى هذه الدول إما تخفيف الديون العراقية أو شطبها من جانب الدول القادرة ماليا، والشطب على ما يبدو معنية به دول الخليج العربية التي ساعدت العراق في حربه في الثمانينيات ضد إيران حيث دفعت هذه الدول للعراق مبالغ تتجاوز الستمائة دولار دعما وهي تعتبرها ديونا ويجب تسديدها في حال عود العراق مستقرا وآمنا.
ولعل أكبر الدائنين للعراق هما المملكة العربية السعودية ودولة الكويت تليهما دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان الرئيس الأميركي عن بيكر مفوضا دوليا خاصا لبحث مسألة شطب أو جدولة أو إلغاء ديون العراق التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات لدول أوروبية وعربية وآخرين.
واعتبرت الولايات المتحدة أن جولة بيكر التي شملت دولا أوروبية تشكل "بداية جيدة" في المحادثات الهادفة إلى تخفيف الديون العراقية، لكنها أكدت انه "ما زال هناك عمل كثير يتوجب القيام به".
وكان موفد الرئيس الأميركي من أجل مسألة الديون العراقية عاد من موسكو بعد محادثات مهمة ومضنية إلى واشنطن أمس الجمعة في ختام جولة قادته قبل ذلك إلى باريس وبرلين وروما ولندن.
وهو يستعد في اليام القليلة المقبلة التوجه إلى عواصم دول الخليج العربية وخصوصا الرياض والكويت، وقال أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية& وهو آدم إيريلي أن "هذه الرحلة شكلت بشكل عام بداية جيدة"، مشيرا إلى أن "كل هذه الدول قبلت العمل معنا حول مسألة تخفيف الديون وهو أمر مهم لمستقبل الشعب العراقي".
&وعبر ايريلي عن ارتياحه لتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبته "العمل بروح التعاون" ليتمكن نادي باريس من التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".
لكن ايريلي أوضح انه "ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به"، مشيرا إلى أن بيكر "سيواصل جهوده". وتابع أن "المفاوضات ستكون معقدة وتتطلب عملا شاقا"، رافضا التكهن بنتائجها.
&وأكد على أن الولايات المتحدة من جهتها "ستعمل على الحصول على أقصى ما تستطيع" من شركائها الدوليين، متابعا أن بيكر سيتوجه "خلال الأسابيع المقبلة إلى عواصم أخرى" لم يحددها، وهي على ما يبدو ستكون عواصم دول الخليج العربية.
وكان الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي بادر في تصريحات نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية اليوم إلى القول بأن بلاده مستعدة "لاستقبال الوزير الأميركي الأسبق، ولكن العراق بلد ثري، وقد أعاد إلى الأذهان القرارات المتخذة في نادي باريس في شأن هذه الديون".
وقالت مصادر في الخليج أمام "إيلاف" أن دول الخليج العربية منفردة أو مجتمعة ستنظر بمطالب بيكر في شأن شطب الديون على العراق أو خفضها أو جدولتها عبر أجندة "يستفيد منها العراق الجديد، ولا تخسر منها دول المنطقة"، وسيصل وزير الخارجية الأميركي الأسبق إلى طوكيو هذا الأسبوع من بعد جولته الخليجية.
وللمعلومات، يذكر أن حوالى ثلث الديون العراقية التي تقدر في مجموعها بـ 120 مليار دولار تعود إلى الدول الــ 19&&& الأعضاء في نادي باريس الذي يضم الدول الغربية الكبرى وروسيا.
وترى واشنطن أن الإبقاء على هذه الديون سيضر إلى حد كبير بفرص إعادة إعمار العراق بينما يفترض أن يسمح له إسقاط نظام صدام حسين بالانطلاق على أسس جديدة.
&وكانت كل من ألمانيا وفرنسا أصدرتا بيانا مشتركا دعتا فيه إلى خفض الديون العراقية بينما تعهدت لندن أنها ستبذل جهودا لدى دول أخرى للانضمام إلى هذه المباردة، ومن جانبه& ودعا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني إلى خفض الديون العراقية.& إلا أن أيا من هذه الدول لم تذكر رقما محددا.
وكان البيت الأبيض أعلن في 16 الجاري ان الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا اتفقت "على انه ينبغي تقليص الديون العراقية تقليصا كبيرا في نادي باريس للدائنين في عام 2004 وستعمل هذه الدول سوية بصورة وثيقة ومع بلدان أخرى لتحقيق هذا الهدف."
وصدر بيان بهذا الخصوص بعد أن تحدث الرئيس بوش مع مبعوثه الخاص بيكر بشأن مباحثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني جيرهارد شرودر حول قضية إعادة جدولة الديون العراقية.
وقال البيان الآتي :" قبل فترة وجيزة تحدث الرئيس بوش إلى الوزير (الأسبق) بيكر بشأن مباحثات الأخير& مع الرئيس شيراك والمستشار شرودر في وقت سابق من هذا اليوم بشأن مسألة إعادة جدولة الديون العراقية وتخفيف عبئها".
وتابع القول "أن إعادة جدولة الديون العراقية وتقليصها امر حاسم لمساعدة الشعب العراقي على بناء دولة حرة ومزدهرة. وعليه تتفق فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة على انه ينبغي تقليص الديون العراقية بشكل كبير في نادي باريس في عام 2004 وستعمل هذه الدول سوية بصورة وثيقة ومع بلدان أخرى لتحقيق ذلك الهدف، وماذا يشكل بالضبط خفضا "كبيرا" للدين سيحدده اتفاق مستقبلي بين الأطراف".