فهان كيراكوس
&
&
&
&
" هو ذا دمشق تُزال من بين المدن وتكون رجمة ردمٍ"
" هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فَ ترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها"
" قاتلوهم يعذبهم الله بِ أيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"
" وأهيِّج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة. وتهراق روح مصر داخلها وأفني مشورتها فيسألون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين. وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول رب الجنود"
" الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة"
هذه نماذج من الأوامر و النبوءات التي تعجُّ بها كتب السماء المنتشرة تحت كثبان الرمال وكهوف الظلام في هذا الشرق المبتلى بِ هكذا خطاب، وبهذه الثقافة الهمجية البدائية.
إنها لعنة الطبيعة، لا أقول لعنة الجمال والحب، بِ الرغم من أنها هي الحقيقة، فأنا لا أقول ذلك لأني لا أريد أن أقحم الحب في هذه الثقافة المخيفة، فَ الحب أسمى من أن نلصق به تهمة الحقد والكراهية. الحب لا يعرف سوى الحب، والحب ليس بِ مقدوره القيام بِ عمل سوى الحب، ولا حقيقة في الحياة على الإطلاق سوى الحب، فَ الحب هو الحقيقة الوحيدة تحت هذا الشمس( إنني غيَّرتُ الجنس ما بين الشمس والقمر في مقال سابق هنا في إيلاف، فَ القمر هي الأنثى بامتياز)،
وكل الحقائق التي يسوقها الإنسان ليست سوى أوهاما وأساطير وخرافات، ولأننا سَبَيْنا الحب وانتهكنا حرمته وقدسيته، نرى أنفسنا نتمرَّغ( منذ ذاك التاريخ وإلى يومنا هذا) في أوساخنا، ونفترس بعضنا بِ شراسة تفوق شراسة الضواري، فَ بدل هذه الآلهة المرعبة التي خلقها هذا الشرق ونصَّبها طواغيت على رقابنا وأرواحنا المتعبة، وإذا كان ولا بد من إله لِ هذا الكون، فأنا أقدم لكم إلهي أنا، وأدعوكم لاعتناق ديانتي أنا، ديانة المحبة، والتي إلهها هو الحب، هذا الإله الجميل الذي ليس لديه جيوش محاربة، وليس لديه أسلحة فتاكة تقتل الحياة وتدمر البلدان، لا يدعو لِ القتل والقتال، ولا يدعو لِ الحقد والكراهية والانتقام. إلهي أنا لا يفرِّق ولا يميِّز ولا يفضِّل أحدا على أحد، ولا يدعونا لِ عبادته، إنه يرفض العبودية حتى له، فَ نحن إخوته أحبته أولاده أصدقاؤه، لا طقوس ولا فرائض ولا وسطاء بيننا وبينه، لأن إلهنا واضح كَ عين الشمس وشفاف كَ الهواء، ومفهوم كما الورد والمطر، لا أسرار فيه ولا طلاسم لديه، ليست لديه مغريات ولا حوافز أو رشوات لِ كسب الأتباع والفدائيين إلى صفوفه، ليس لنا أعداء ولا نعادي أحدا، إنما نتحاور مع عناصر الحياة كلها.
نحن المحبون( نسبة إلى ديانة المحبة، كَ أن تقول المسيحيون، المسلمون، البوذيون...إلخ) نعلن لكم بِ اسم حبنا الجميل الخالد(= بِ اسم إلهنا، لأن الله لدينا هو الحب) أن لا جنَّة ولا جهنم واقعيين وحقيقيين موجودين في مكان ما في طبقات السماوات السبع أو التسع أو المائة، كما تصفها آلهة الشرق الطغاة، إنهم أمراء الحرب وقادة جيوش سماوية وأرضية، عرَّابي الجنس في الأرض والسماء، مفسدي أخلاق البشر من حيث أنهم يشجِّعونهم على الارتشاء والكراهية والأنانية والحقد والقتل، إنهم(= الآلهة) يكذبون علينا في مسألة الخير والشر وبالتالي مسألة الصراع بين الخير والشر، أي بين الله( الخير) والشيطان( الشر)، فَ إذا كان الله مثلما يقولون عنه، هو الخالق الرحيم وكليّ القدرة، وقادر على كل شيء، فَ إن قال كنْ فَ يكون، وإن قال لِ العظم المفتت قمْ فَ سيحيا، فَ لماذا لا ينهي هذه الشرور ويقضي على زعيم الشر، لماذا لا يمسك الشيطان من أرنبة أنفه ويزجه في السجن هناك لديه، أو لماذا لا يهديه إلى طريق الخير مرة وإلى الأبد، ولماذا لم ينه مأساة الإنسان وعذابات البشرية التي سببها ذاك الشيطان؟
إنه(= الله) لم يقل الحقيقة بِ خصوص الإله الشيطان، ولم يقل لنا بِ أنهما الإثنان(= الله والشيطان) شريكان متفقان في قيادة الحياة هكذا وبهذه الطريقة البراغماتية.
إنهم أفسدوا الحياة، ولا زالوا يفسدونها، وذلك من خلال بثِّهم لِ هذه الأخلاق اللا إنسانية
( الأنانية، النفعية، الغدر، الثأر، الحقد، القتل، الكراهية...إلخ)، كيف يستطيع الله رؤية المآسي البشرية وذبول وجنات الرضَّع جوعا حتى الموت؟ كيف يسمح لِ نفسه بِ تسليط الجراد والبعوض والدماء والطاعون...إلخ على البشر وينظر من عليائه إلى تخبطهم في أوحالهم وجثث موتاهم، ويستمتع بِ موسيقى أنينهم الصاعد إلى عرشه، أيَّة سادية هذه؟؟!! وكيف يستطيع النظر إلى أشلاء بشرية تتطاير هنا وهناك بِ فعل أحد جنوده البواسل؟؟!!
الأمر الذي يدعو لِ الحيرة و الدهشة والقرف هو في هؤلاء الأخوة والأخوات فرسان جوقة المبجلين الذين يستميتون في الدفاع عن الظلم والظلام والعبودية والجهل، إنهم يتحدَّون الحب
بِ الكراهية، والعلم بِ الجهل، والواقع بِ الوهم، والسلام بِ القتل والقتال، والتسامح بِ الحقد، والعدالة البشرية بِ الظلم الإلهي.
إنها الثقافة...
إنها ثقافة آلهة عشائرية، قبَلية، رعوية. إنهم كرَّسوا ثقافة الرعاة، البدو الذين لا مجتمع لديهم ولا مدنية، والذين لا ولاء لهم سوى ولاءهم لِ العشيرة، القبيلة. إله الرعاة فضَّل الراعي على المزارع المستقر في الأرض، وجعل من الراعي نموذجا بريئا، طيبا، مسالما، مخلصا، صادقا، ضحية، وجعل من المزارع نموذجا خبيثا، حقودا، مجرما.
هذه الصورة واضحة في التراجيدية الإلهية التي أخرجها الله حين طلب من الأخوين قايين وهابيل تقْدمات(= قرابين) لِ عرشه، فَ قام بِ مباركة وقبول تقدمة هابيل( الراعي) ورفض تقدمة قايين( المزارع)، هذا التفضيل هو الذي أسس لِ الجريمة الأولى في الحياة، حيث أقدم قايين على قتل أخيه هابيل، وكما هو واضح فَ هذه الجريمة تمَّت لأنها مثبتة في المخطط الإلهي، فَ هذا الإله البدوي أفرز ثقافة بدوية وعمَّمها، أو بِ الأحرى فرضها بِ القوة والإرهاب على هذه الجغرافيا التي كانت المدنية فيها مزدهرة ومنتشرة انتشارا واسعا، وجوهر تلك الثقافة هو عدم الاعتراف بِ قانون أو دستور، وبالتالي عدم الاعتراف بِ الآخر، وهذا يقود إلى استباحة الآخر بِ كل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، وكل ما تحمل هذه الصورة من بشاعة و وحشية.
أيها الحب، قل لهم بِ أننا لا علاقة لنا بهم، وأننا لا نحمل بِ أيدينا سوى الورود والأقلام، وفي قلوبنا سوى الحب والسلام، وليسمعوا ابتهالاتي لك يا حبي، فَ أنا أحبك أيها الحب وأحتاجك
فَ أنت بِ النسبة لي كما الهواء والماء، تعال إليَّ، ادخل في قلبي، في كل خلية من خلايا جسدي الفاني، كنْ أنت أيها الحب عيوني ولساني، كلمتي الأولى والأخيرة، شهيقي وزفيري، أنت الوحيد الذي بك أتطهَّر من أوساخي، بك تستقيم أخلاقي ويرفرف السلام فوق رأسي، وتمتلىء نفسي هدوءا وسكينة، لا تهجرني يا حبي(= إلهي)، فَ بدونك يزوغ بصري ويتشعَّب لساني، تسيطر غرائزي على دماغي، ويجتاح الظلام روحي وكياني، وأغدو صيدا ثمينا وسهلا لآلهة الفساد والجهل والظلام، إنهم يتربصون بنا، ويعدُّون لنا الدسائس تحت وهج السيوف وصدى الله في المغاور والكهوف: أنْ اقتلوا كل مَن لا يؤمن بي، وكل مَن لا يخضع ويطيع مفرزاتي، كَ تلك التي رمَيْتها فوق طور سيناء لِ صاحب العصا السحرية، لِ الذي يأمر الله بِ إنزال المنِّ والطيور السمَّن في قيظ الصحراء لأتباعه الذين يمنُّون عليه وعلى ربِّه لأنهم يتبعونه تحت اسم ذاك الرب الذي يهلك شعبا بِ أكمله لأجل سواد عيونهم وعيون أنبيائهم العظام.
إنها الثقافة... لا بل إنها المهزلة، مهزلة إلهية استمرت إلى يومنا هذا، لأ. إنها ليست مهزلة، بل هي قمة المأساة الإنسانية، أن تستمر هذه اللعبة الخرقاء منذ آلاف السنين وبهذه البدائية الببغاوية المقدسة إلى هذا اليوم، وبهذه العدوانية العمياء تجاه الآخر، ولِ الأسف الشديد أنها ليست فاعلة إلاَّ في شرقنا البائس المسكين المبتلى؛ إنها ثقافة العنف والكراهية والحقد والقتل ضد ثقافة الحب المتسامح المسالم الهادىء المنفتح الإنساني الوردي الجميل المعانق لِ طيف الألوان وأوتار الكمان، وغَزَل عنترة وجبران، وصوفية الحلاج، وخيال المعري الجامح في الخلق والأكوان، حلِّق فوق رؤوسهم أيها الحب الجميل الخالد كي يسود السلام والمحبة بين البشر.
" هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فَ ترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها"
" قاتلوهم يعذبهم الله بِ أيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"
" وأهيِّج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة. وتهراق روح مصر داخلها وأفني مشورتها فيسألون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين. وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول رب الجنود"
" الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة"
هذه نماذج من الأوامر و النبوءات التي تعجُّ بها كتب السماء المنتشرة تحت كثبان الرمال وكهوف الظلام في هذا الشرق المبتلى بِ هكذا خطاب، وبهذه الثقافة الهمجية البدائية.
إنها لعنة الطبيعة، لا أقول لعنة الجمال والحب، بِ الرغم من أنها هي الحقيقة، فأنا لا أقول ذلك لأني لا أريد أن أقحم الحب في هذه الثقافة المخيفة، فَ الحب أسمى من أن نلصق به تهمة الحقد والكراهية. الحب لا يعرف سوى الحب، والحب ليس بِ مقدوره القيام بِ عمل سوى الحب، ولا حقيقة في الحياة على الإطلاق سوى الحب، فَ الحب هو الحقيقة الوحيدة تحت هذا الشمس( إنني غيَّرتُ الجنس ما بين الشمس والقمر في مقال سابق هنا في إيلاف، فَ القمر هي الأنثى بامتياز)،
وكل الحقائق التي يسوقها الإنسان ليست سوى أوهاما وأساطير وخرافات، ولأننا سَبَيْنا الحب وانتهكنا حرمته وقدسيته، نرى أنفسنا نتمرَّغ( منذ ذاك التاريخ وإلى يومنا هذا) في أوساخنا، ونفترس بعضنا بِ شراسة تفوق شراسة الضواري، فَ بدل هذه الآلهة المرعبة التي خلقها هذا الشرق ونصَّبها طواغيت على رقابنا وأرواحنا المتعبة، وإذا كان ولا بد من إله لِ هذا الكون، فأنا أقدم لكم إلهي أنا، وأدعوكم لاعتناق ديانتي أنا، ديانة المحبة، والتي إلهها هو الحب، هذا الإله الجميل الذي ليس لديه جيوش محاربة، وليس لديه أسلحة فتاكة تقتل الحياة وتدمر البلدان، لا يدعو لِ القتل والقتال، ولا يدعو لِ الحقد والكراهية والانتقام. إلهي أنا لا يفرِّق ولا يميِّز ولا يفضِّل أحدا على أحد، ولا يدعونا لِ عبادته، إنه يرفض العبودية حتى له، فَ نحن إخوته أحبته أولاده أصدقاؤه، لا طقوس ولا فرائض ولا وسطاء بيننا وبينه، لأن إلهنا واضح كَ عين الشمس وشفاف كَ الهواء، ومفهوم كما الورد والمطر، لا أسرار فيه ولا طلاسم لديه، ليست لديه مغريات ولا حوافز أو رشوات لِ كسب الأتباع والفدائيين إلى صفوفه، ليس لنا أعداء ولا نعادي أحدا، إنما نتحاور مع عناصر الحياة كلها.
نحن المحبون( نسبة إلى ديانة المحبة، كَ أن تقول المسيحيون، المسلمون، البوذيون...إلخ) نعلن لكم بِ اسم حبنا الجميل الخالد(= بِ اسم إلهنا، لأن الله لدينا هو الحب) أن لا جنَّة ولا جهنم واقعيين وحقيقيين موجودين في مكان ما في طبقات السماوات السبع أو التسع أو المائة، كما تصفها آلهة الشرق الطغاة، إنهم أمراء الحرب وقادة جيوش سماوية وأرضية، عرَّابي الجنس في الأرض والسماء، مفسدي أخلاق البشر من حيث أنهم يشجِّعونهم على الارتشاء والكراهية والأنانية والحقد والقتل، إنهم(= الآلهة) يكذبون علينا في مسألة الخير والشر وبالتالي مسألة الصراع بين الخير والشر، أي بين الله( الخير) والشيطان( الشر)، فَ إذا كان الله مثلما يقولون عنه، هو الخالق الرحيم وكليّ القدرة، وقادر على كل شيء، فَ إن قال كنْ فَ يكون، وإن قال لِ العظم المفتت قمْ فَ سيحيا، فَ لماذا لا ينهي هذه الشرور ويقضي على زعيم الشر، لماذا لا يمسك الشيطان من أرنبة أنفه ويزجه في السجن هناك لديه، أو لماذا لا يهديه إلى طريق الخير مرة وإلى الأبد، ولماذا لم ينه مأساة الإنسان وعذابات البشرية التي سببها ذاك الشيطان؟
إنه(= الله) لم يقل الحقيقة بِ خصوص الإله الشيطان، ولم يقل لنا بِ أنهما الإثنان(= الله والشيطان) شريكان متفقان في قيادة الحياة هكذا وبهذه الطريقة البراغماتية.
إنهم أفسدوا الحياة، ولا زالوا يفسدونها، وذلك من خلال بثِّهم لِ هذه الأخلاق اللا إنسانية
( الأنانية، النفعية، الغدر، الثأر، الحقد، القتل، الكراهية...إلخ)، كيف يستطيع الله رؤية المآسي البشرية وذبول وجنات الرضَّع جوعا حتى الموت؟ كيف يسمح لِ نفسه بِ تسليط الجراد والبعوض والدماء والطاعون...إلخ على البشر وينظر من عليائه إلى تخبطهم في أوحالهم وجثث موتاهم، ويستمتع بِ موسيقى أنينهم الصاعد إلى عرشه، أيَّة سادية هذه؟؟!! وكيف يستطيع النظر إلى أشلاء بشرية تتطاير هنا وهناك بِ فعل أحد جنوده البواسل؟؟!!
الأمر الذي يدعو لِ الحيرة و الدهشة والقرف هو في هؤلاء الأخوة والأخوات فرسان جوقة المبجلين الذين يستميتون في الدفاع عن الظلم والظلام والعبودية والجهل، إنهم يتحدَّون الحب
بِ الكراهية، والعلم بِ الجهل، والواقع بِ الوهم، والسلام بِ القتل والقتال، والتسامح بِ الحقد، والعدالة البشرية بِ الظلم الإلهي.
إنها الثقافة...
إنها ثقافة آلهة عشائرية، قبَلية، رعوية. إنهم كرَّسوا ثقافة الرعاة، البدو الذين لا مجتمع لديهم ولا مدنية، والذين لا ولاء لهم سوى ولاءهم لِ العشيرة، القبيلة. إله الرعاة فضَّل الراعي على المزارع المستقر في الأرض، وجعل من الراعي نموذجا بريئا، طيبا، مسالما، مخلصا، صادقا، ضحية، وجعل من المزارع نموذجا خبيثا، حقودا، مجرما.
هذه الصورة واضحة في التراجيدية الإلهية التي أخرجها الله حين طلب من الأخوين قايين وهابيل تقْدمات(= قرابين) لِ عرشه، فَ قام بِ مباركة وقبول تقدمة هابيل( الراعي) ورفض تقدمة قايين( المزارع)، هذا التفضيل هو الذي أسس لِ الجريمة الأولى في الحياة، حيث أقدم قايين على قتل أخيه هابيل، وكما هو واضح فَ هذه الجريمة تمَّت لأنها مثبتة في المخطط الإلهي، فَ هذا الإله البدوي أفرز ثقافة بدوية وعمَّمها، أو بِ الأحرى فرضها بِ القوة والإرهاب على هذه الجغرافيا التي كانت المدنية فيها مزدهرة ومنتشرة انتشارا واسعا، وجوهر تلك الثقافة هو عدم الاعتراف بِ قانون أو دستور، وبالتالي عدم الاعتراف بِ الآخر، وهذا يقود إلى استباحة الآخر بِ كل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، وكل ما تحمل هذه الصورة من بشاعة و وحشية.
أيها الحب، قل لهم بِ أننا لا علاقة لنا بهم، وأننا لا نحمل بِ أيدينا سوى الورود والأقلام، وفي قلوبنا سوى الحب والسلام، وليسمعوا ابتهالاتي لك يا حبي، فَ أنا أحبك أيها الحب وأحتاجك
فَ أنت بِ النسبة لي كما الهواء والماء، تعال إليَّ، ادخل في قلبي، في كل خلية من خلايا جسدي الفاني، كنْ أنت أيها الحب عيوني ولساني، كلمتي الأولى والأخيرة، شهيقي وزفيري، أنت الوحيد الذي بك أتطهَّر من أوساخي، بك تستقيم أخلاقي ويرفرف السلام فوق رأسي، وتمتلىء نفسي هدوءا وسكينة، لا تهجرني يا حبي(= إلهي)، فَ بدونك يزوغ بصري ويتشعَّب لساني، تسيطر غرائزي على دماغي، ويجتاح الظلام روحي وكياني، وأغدو صيدا ثمينا وسهلا لآلهة الفساد والجهل والظلام، إنهم يتربصون بنا، ويعدُّون لنا الدسائس تحت وهج السيوف وصدى الله في المغاور والكهوف: أنْ اقتلوا كل مَن لا يؤمن بي، وكل مَن لا يخضع ويطيع مفرزاتي، كَ تلك التي رمَيْتها فوق طور سيناء لِ صاحب العصا السحرية، لِ الذي يأمر الله بِ إنزال المنِّ والطيور السمَّن في قيظ الصحراء لأتباعه الذين يمنُّون عليه وعلى ربِّه لأنهم يتبعونه تحت اسم ذاك الرب الذي يهلك شعبا بِ أكمله لأجل سواد عيونهم وعيون أنبيائهم العظام.
إنها الثقافة... لا بل إنها المهزلة، مهزلة إلهية استمرت إلى يومنا هذا، لأ. إنها ليست مهزلة، بل هي قمة المأساة الإنسانية، أن تستمر هذه اللعبة الخرقاء منذ آلاف السنين وبهذه البدائية الببغاوية المقدسة إلى هذا اليوم، وبهذه العدوانية العمياء تجاه الآخر، ولِ الأسف الشديد أنها ليست فاعلة إلاَّ في شرقنا البائس المسكين المبتلى؛ إنها ثقافة العنف والكراهية والحقد والقتل ضد ثقافة الحب المتسامح المسالم الهادىء المنفتح الإنساني الوردي الجميل المعانق لِ طيف الألوان وأوتار الكمان، وغَزَل عنترة وجبران، وصوفية الحلاج، وخيال المعري الجامح في الخلق والأكوان، حلِّق فوق رؤوسهم أيها الحب الجميل الخالد كي يسود السلام والمحبة بين البشر.
التعليقات