احسان الطرابلسي
&
أعلنت& قناة "الجزيرة" أن التسجيل الصوتي الذي نسبته محطة "العربية" لأسامة بن لادن هو نفسه الذي بثته الجزيرة في 18 تشرين الأول (أكتوبر)&الماضي. وكان مسؤول بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد أعلن أن الشريط الصوتي الذي بثته "العربية" يبدو شريطاً قديما، سبق أن أذاعته قناة أخرى في إشارة على ما يبدو إلى "الجزيرة".
بئس هذا الإعلام المفلس الذي يتسابق لكسب مزيد من جمهور الغوغاء، إلى بث وإذاعة كل مخلفات العصر السياسية القذرة والمشينة المتمثلة سابقاً ولاحقاً ببيانات "القاعدة" التالفة وبيانات الشقي الأكبر صدام.
بئس هذا الإعلام الذي لا يريد أن يضحي بالغالبية من غوغاء من الشارع العربي، ويحاول بشتى الطرق أن يُرضي هذه الغوغاء ببث وإذاعة كل ما يُدغدغ عواطفها ويدعها تنام في العسل هانئة على المصائب والنكبات والفقر والجهل الذي هو فيه.
بئس هذا الإعلام الذي لا يجرؤ على قول الحقيقة للغوغاء بأنها هي التي انتجت الديكتاتوريات الغوغائية التي يهاجمها هذا الإعلام ليلاً نهاراً.
بئس هذا الإعلام الذي يسيطر عليه القومجيون ورجال المؤسسات الدينية الحزبيين، ولا يأتي بالليبراليين إلا كشهود زور، أو كمحامين للشيطان.
بئس هذا الإعلام الذي لا يهدف إلى الحقيقة ومنطق العقل، ولكن إلى التهييج والاثارة لكسب أكبر عدد من المتلقين الغوغاء.
بئس هذا الإعلام الذي يزيد الجاهل جهلاً والمتخلف تخلفاً، وينزع من تبقى من عقل في رؤوس القلة القلية من المتلقين الحزانى على عقولهم ورشدهم.
بئس هذا الإعلام الذي ما أن يدخل بيتاً حتى يتراءى لأهل البيت أن العفاريت قد بدأت تعبث في البيت، وبعقول أهل البيت.
بئس هذا الإعلام الذي هلكنا من شدة تقويمه، ولفت انتباهه، ولكنه ممعن في غيه وتزويره للحقيقة في كل مظاهر الحياة العربية.
بئس هذا الإعلام الذي لا يجد المفكر الحر الطليق مكاناً فيه ليقول كلمة حق عن سلاطين جائرين، وعند متلقين غوغاء، لا تتجاوب إلا مع غرائزها وانفعالاتها.
بئس هذه الإعلام الذي يصور القبض على الطغاة بأنه اهانة للأمة التي هي مجموعة من الغوغاء، وبأن هؤلاء الطغاة هم رموز هذه الأمة التعيسة.
بئس هذا الإعلام الذي يخرج بنتائج مهينة للعقل والمنطق على شاكلة نتائج أن 98 بالمائة من الغوغاء يصوتون على أن القبض على الطغاة هو اهانة للأمة العربية التي لم يبق من عروبتها غير حرف العين والهاء والراء.
بئس هذا الإعلام الذي يرى في ابن لادن والظواهري وأبي حفص وأبي جحش هم منقذو هذه الأمة وهم الذي سيذيقون اسرائيل وأمريكا مرّ العذاب، وسوء الشراب، وعزم الشباب.
بئس هذا الإعلام في انكساره، وخيباته، وكذبه، ودعارة كتابه، وعهر محلليه، وجهل متلقيه، وغباء صانعيه، وتفاهة مقدميه، وتهافت سياسييه.
&
التعليقات