خضير طاهر

&
&
&&
&
من المهم أطلاع العالم العربي على أتجاهات الرأي العام العراقي، بعد سقوط نظام صدام، فالتوجهات ( القطرية ) التي تنادي العراق أولا واخيرا هي الغالبة على الشارع العراقي.
وفك الارتباط بالقضية الفلسطينية، واسقاطها من حساباتهم، واهمالها، اصبح قناعة لدى - اغلب- العراقيين.
وصار العديد من العراقيين يجهرون بأعجابهم بالديمقراطية الاسرائلية، والقفزات التنموية التي حققتها اسرائيل، ويمكن تلمس هذا التوجه مباشرة& في غرف الدردشة العراقية (( البالتاك)).
وبعيدا عن الخطاب السياسي العربي الغوغائي، ومن منظور مصلحة العراق العليا نتساءل: هل يحتاج العراق لمساعدة جهاز الموساد الاسرائيلي لمكافحة الخطر الايراني - السوري؟!
لايخفى على المتتبع للشأن العراقي، ان الساحة العراقية تشهد صراعا& ضاريا بين اجهزة المخابرات الصديقة للعراق، والعدوة، فأجهزة المخابرات الصديقة للعراق هي: المخابرات الامريكية، والبريطانية، والاسبانية، والتركية.
وكذلك جهاز الموساد الاسرائيلي الذي يصنف صديقا للعراق.
أما المخابرات العدوة للعراق فهي: الايرانية، والسورية.
قد يستغرب القاريء من تصنيف جهاز الموساد صديقا للعراق، وسيزول السبب اذا عرفنا& ان لاول مرة تلتقي مصالح العراق مع مصلحة اسرائيل في وجود عراق ديمقراطي مسالم، يشع في تأثيراته على دول المنطقة.
لماذا يحتاج العراق لمساعدة جهاز الموساد؟
يتمتع الموساد بمزايا تجعله متفوقا على المخابرات الامريكية، والبريطانية ، فهو يمتلك طواقم يهودية& من أصول عراقية، يجيدون اللهجة العراقية المحلية، وكذلك تساعدهم ملامحهم العراقية، وهذا ماتفتقر اليه اجهزة المخابرات الامريكية، والبريطانية، زائدا الخبرة الكبيرة للموساد في الشأن العراقي.
لقد نجحت المخابرات الايرانية في التغلل داخل المجتمع العراقي بصورة خطيرة، فهي استطاعت عن طريق المال اختراق المؤسسة الدينية الشيعية، وايضا نجحت في التمركز داخل معظم المدن العراقية تحت غطاء المشاريع التجارية، يساعدها في هذا أنخراط العديد من العراقيين الذين ينحدرون من اصول ايرانية، والذين هجروا من العراق الى ايران، وانضموا للمخابرات الايرانية، وعادوا مؤخرا الى داخل العراق.
وكذلك فيما يخص المخابرات السورية التي يرتبط بها مباشرة حزب البعث العراقي المنشق المقيم& في سوريا، وايضا عناصر المخابرت السورية الذين ينحدرون من المنطقة الحدودية المشتركة مع العراق (( دير الزور )) ويمتازون بالسحنة واللهجة العراقية، فهولاء& يوفرون ميزة هامة تمكن سوريا من التسلل داخل العراق.
وامام خطر المخابرات الايرانية، والسورية، واهدافهما لتدمير استقرار العراق، وعرقلة اعماره، وتجربته الديمقراطية...& وضعف الاجهزة الامنية العراقية، يصبح من الواجب الوطني، والاخلاقي، والديني، الاستعانة بجهاز الموساد الاسرائيلي لمحاربة الارهاب، والتخريب الايراني - السوري في العراق.