"إيلاف" من تونس: في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 55 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أشرف الرئيس زين العابدين بن علي على موكب تولي أثناءه تسليم جائزة رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان لسنة 2003 للاتحاد الوطني للمكفوفين.
وألقى رئيس الجمهورية بهذه المناسبة كلمة أكد فيها تمسك تونس بحماية حقوق الإنسان وإيمانها بقيمها النبيلة والتزامها بترسيخها ونشر ثقافتها بين كل الأفراد والفئات باعتبارها كل لا يتجزأ.
أضاف أن ما اتخذ من إجراءات ومبادرات وما تم وضعه من تشريعات وآليات أسهم في تعزيز مقومات هذه الحقوق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وضمن شموليتها لمختلف الميادين.
وأكد رئيس الدولة في هذا الصدد الحرص على أن يشمل الإصلاح كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع العمل على توسيع مجال الحريات الفردية والعامة وتطوير التشريعات بما يرسخ الديمقراطية ويكرس التعددية في مختلف مؤسسات الجمهورية إلى جانب تطوير المجلة الانتخابية بما يضمن مزيد الشفافية ويؤمن أوسع مشاركة ممكنة للمواطنين من خلال اعتماد نظام المراجعة الدائمة للقوائم الانتخابية .
وأوضح من جهة أخرى أن مختلف المؤشرات تكشف عن ارتقاء نوعية حياة المواطن في تونس بفضل ما توفر له من مرافق الحياة ومقومات العيش الكريم فضلا عن المساندة الخاصة للفئات الضعيفة وتمكين محدودي الدخل من تغطية قانونية بلغت نسبتها 6ر85 بالمائة.
وبين أنه في إطار المراهنة على إذكاء قيم التآزر والتكافل لدي شرائح المجتمع كافة تم إدراج التضامن في نص الدستور الجديد بما يستبعد مخاطر الإقصاء والتهميش مشيرا إلى أن التجربة التونسية حققت بذلك النجاح والتميز وجلبت إليها اهتمام الرأي العام العالمي و كانت محل تقدير وإكبار في المحافل الدولية.
وتميز هذا الموكب بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي لـ "الريشة الذهبية للصحافيين التونسيين" التي أسندتها له جمعية الصحافيين التونسيين تقديرا لما اقره سيادته من إجراءات ومبادرات لتطوير الإعلام و ترسيخ التعددية الإعلامية ورفع أداء المؤسسات الإعلامية وعرفانا لما أحاط به هذا القطاع من دعم ورعاية بما مكن الإعلاميين من أداء رسالتهم في افضل الظروف، كما جاء في بيان الجمعية.

وقد أكرم الرئيس زين العابدين بن علي خلال هذا الموكب الاتحاد الوطني للمكفوفين بتسليم جائزة رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان إلى السيد عماد الدين شاكر رئيس هذه المنظمة لتميزها بإسداء خدمات جليلة في مجال حقوق الإنسان ودعمها وتطويرها وإسهامها في نشر ثقافتها علاوة على ما أنجزته في مجال رعاية المكفوفين وتكوينهم وإعادة تأهيلهم لتيسير اندماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتجاربها المتقدمة في توفير الوسائل التربوية و الاتصالية الملائمة للمكفوفين مما وفر لها إشعاعا متميزا عربيا وإقليميا ودوليا.
وكان الأستاذ مصطفي بلحارث القى محاضرة بعنوان "التنمية البشرية من خلال منظومة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية" أكد فيها ان اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي بهذا الموضوع يعكس إيمان سيادته القوي بحقوق الإنسان وقيمها النبيلة التي تدين بكرامة الإنسان وبالحرية والعدالة .
وبعد التذكير بالأهمية التي أضحى مؤشر التنمية البشرية يحتلها في تقييم مدى تطور أي بلد بين المحاضر ان المقاربة التونسية لموضوع التنمية تتميز برؤية متقدمة لكرامة الإنسان حرص رئيس الدولة على تفعيلها من خلال الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تم اقرارها منذ التغيير والتي ساهمت في تحقيق نمو اقتصادي متواصل بلغت نسبته ما يناهز 5 بالمائة.