عادل الزعنون من رفح:ما إن انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة الذي نفذ فيه عملية عسكرية فجر الثلاثاء واستمرت حتى صباح الاربعاء حتى انشغل أصحاب المنازل المدمرة بالبحث عما قد يجدونه من حاجياتهم فيما اختلطت دماء تسعة من القتلى بأغراضهم وسط منطقة سكنية سوتها الجرافات الاسرائيلية بالارض.
&وقال مصدر أمني&أن عدد المنازل التي دمرها الجيش الإسرائيلي كليا بواسطة الجرافات أو نسفها بالمتفجرات تجاوز الثلاثين إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بحوالى عشرين منزل اخر في منطقة يبنا بالمخيم.&وقد سويت هذه المنازل بالارض بعد ان دمرتها القوات الاسرائيلية بواسطة الجرافات العسكرية او نسفتها بالمتفجرات.
&ووسط المنازل المدمرة بنايتان سكنيتان تضم كل واحدة منهما خمسة عشر شقة سكنية وتؤوي اكثر من مائة وعشرين شخصا باتوا بلا ماوى وفقدوا كل ما يملكونه بما في ذلك الملابس وحاجيات اطفالهم.&وقامت لجان شعبية محلية بالتعاون مع محافظة رفح ووكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بايواء هذه العائلات مؤقتا في مدرسة تابعة للانروا بالمخيم دون ان تتوفر لهم كل مستلزمات الحياة المؤقتة، على ما اكد مسؤول في هذه اللجان.
&وروى سامي ابو سليمان (32 عاما) الذي يسكن في احدى هذه الشقق انه "استاجر الشقة لعائلته قبل عدة اشهر وصعقت بتدمير البنايتين بما فيهما من اثاث ومستلزمات ابقتنا دون ماوى او حتى ملابس".&واضاف ابو سليمان الذي يعمل سائق سيارة اجرة قديمة وقد بدت عليه ملامح الاعياء ان الجيش الاسرائيلي الذي كانت تسانده اكثر من اربعين دبابة والية اقتحم فجر الثلاثاء البناية واجبر سكان الشقق الخمسة عشر مغادرتها الى منزل صغير وقريب واغلقوا الابواب علينا كالزنزانات".
&واكد ابو سليمان، الاب لستة اطفال، ان الجنود الاسرائيليين ابقوهم 24 ساعة في هذا "السجن وقاموا بالتحقيق مع كل الشباب واستجوبوننا حول معرفتنا بمطلوبين وانفاق او مخازن اسلحة ونحن مدنيون لا علاقة لنا بشيء".&ولم يكن حال جاره محمد ابو شبيكة افضل منه حيث خرج من الشقة التي بالكاد كان يستطيع دفع اجارها "بملابس النوم" وقال لفرانس برس "حملت انا وزوجتي اطفالي الثمانية واسرعنا الى الخارج وسط اطلاق النار والقذائف. انه يوم اسود في حياتنا".
&وفي نفس المنطقة من المخيم دمرت الجرافات الاسرائيلية بالكامل عشرين محلا تجاريا لتمهيد الطرق امام الدبابات لمزيد من التوغل في عمق اراضي المخيم الفقير.&واخذ رجل عجوز ستيني يبكي امام محله الصغير لبيع الخضار وهو يرفع يديه الى السماء ويستغيث.
ولم يتمكن المرضى في المخيم من الوصول الى العيادة الطبية التابعة للانروا على الرغم من انسحاب الدبابات والاليات العسكرية الاسرائيلية الى محيط مواقعها العسكرية على الشريط الحدودي مع مصر.&وقال مصدر امني ان العيادة الطبية اصيبت باضرار نتيجة نسف عدد من المنازل بجانبها وهي بحاجة الى اعادة اصلاح.&واضاف ان الجيش الاسرائيلي "دمر كليا شبكة البنى التحتية للمياه والكهرباء والهواتف والطرق والازقة التي اختلطت فيها مياه الامطار بمياه الصرف الصحي لتحدث حفرا من الاوحال".&وذكر مسؤول امني محلي ان مسجدا في المنطقة اصيب باضرار جسيمة ايضا.&&ولم يتمكن طلبة المدارس ورياض الاطفال من التوجه الى مدارسهم في المخيم الذي شهد اضرابا تجاريا وحدادا عاما.
&وفي شوارع المخيم يمكن مشاهدة اثار الرصاص وشظايا القذائف على واجهات المنازل.
&وفيما اختلطت دماء القتلى والجرحى بالاغراض المبعثرة ولطخت جدران المنازل انصرف بعض الاطفال مع ذويهم يفتشون بين الركام علهم يجدون شيئا من حاجياتهم وسط البرد الشديد والمطر.&وتعرض هؤلاء الصبية لاطلاق النار من الجنود الاسرائيليين الذين كانوا على متن مدرعتين توغلتا لفترة محدودة لعشرات الامتار مجددا في المنطقة بحسب ناطق امني.
&واكد مصدر طبي "ان صبيين اصيبا صباح اليوم برصاص الجيش الاسرائيلي فيما كانوا يحاولون اخذ بقايا اشيائهم من بين ركام منازلهم المدمرة عندما بدات الدبابات بالانسحاب من المنطقة".&ونقل الجريحان اللذان وصفت حالهما بالمتوسطة الى مستشفى ابو يوسف النجار برفح.&وقال الطبيب علي موسى مدير المستشفى ان الوضع "لا يطاق انها ماساة كبيرة وجرائم حرب ضد الانسانية".
&الى ذلك شيع الاف الاشخاص اربعة من الفلسطينيين الذين قتلوا في العملية العسكرية في مخيم رفح وسط التوعد "بالانتقام والثار للشهداء". وقد توفى صباح اليوم محمد منصور (24 عاما) العضو في لجان المقاومة الشعبية التي تضم اعضاء سابقين من كل الفصائل الفلسطينية المسلحة متاثرا بجراح اصيب بها بصاروخ اطلقته مروحية الثلاثاء على ما ذكر مصدر طبي.&&وبذلك يرتفع الى 3668 عدد القتلى منذ بداية الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000، بينهم 2746 فلسطينيا و856 اسرائيليا .