&داني الكندل
&
&
&
يبدوا ان تعريف الحريه الذى قدمته فى مقالة سابقه والمبنى على اسس علميه وعالميه لا مجال فيها للبس او الشك، يبدوا انه لم يكن واضحا للبعض الذى لازال يردد مستهزئيا: ماهى الحريه؟ اذا افترضت حسن النيه، فاننى سوف اوضح اكثر ماهى الحريه، وان كان التعريف السابق المثبت فى سجلات بيت الحريه يبقى هو لآساس.
الأشياء تعرف بضدها. الحريه تعرف بانها غياب الأستبداد والأستبداد يعرف بانه غياب الحريه. لذلك من يتظاهر انه لا يعرف معنى الحريه، علينا ان نوضح له ماهو الأستبداد و عندما يتاكد ان الأستبداد حاضر فانه سيقتنع ان الحريه غائبه.
الحريه هى ما حصل فى الكويت عندما اصدر امير البلاد مرسوم يمنح المرأه حق التصويت فى انتخابات مجلس الأمه ( المجلس التشريعى ) فرفض مجلس الأمه هذا المرسوم وكانت كلمة مجلس الأمه هى النافذه. نكرر: امير البلاد يصدر مرسوما اميريا ولكن مجلس الأمه ( الذى اختاره الشعب الكويتى و لم يعينه الأمير ) يرفضه بل و يلغيه. هل اتضحت الصوره عن ماهى الحريه.
الحريه هى استقلال السلطات الثلاث التنفيذيه و التشريعيه و القضائيه عن بعض. الحريه ان يكون الملك او الرئيس هو سلطه تنفيذيه فقط تنفذ ارادة الشعب وارادة الشعب هى التشريعات التى يسنها المجلس التشريعى الذى انتخبه الشعب و تعتبر تشريعات المجلس اوامر ينفذها الملك او الرئيس وليس العكس ( كما يحلوا للبعض ).
الحريه ان يقف الرئيش ويليام جيفرسون كلينتون، رئيس اعظم دوله فى العالم، امام القاضى وامام الشعب كله ( بطلب من مجلس الأمه الآمريكى المعروف بالكونجرس، الذى اختاره الشعب الأمريكى ولم تعينه الحكومه الأمريكيه ) تصوره كاميرات التلفزيون ليدافع عن نفسه فى تهمة تحرش جنسى. هل اتضحت الصوره عن ماهى الحريه؟ انها باختصار قدرة الشعب على محاكمة الحاكم و عزله اذا تطلب الأمر ذلك.
اعتقد ان من يستهزئ بالحريه يعرف كل ذلك و لكنه ( ربما لا شعوريا ) يعتقد انه يختلف عن البشر او انه لا يرى المواطنين كما تراههم هذه الدول كمواطنين ولكنهم يراهم كعبيد او رعيه او تابعين. لذلك فان مفهوم الحريه بين العبد و سيده او بين الخروف وراعيه او بين المتبوع و التابع هى غير موجوده. وقد يكون هذا هو السر الذى يفسر رفض هولاء للحريه، حيث ان مفهوم الحريه يسقط بين المالك والمملوك او بين الراعى و " الرعيه " او بين المتبوع و تابعه.
ارجو ان يكون الأمر قد اتضح وان لم يتضح واحتاج الأمر توضيح اكثر فاننا سنسلط الضوء على حضور الآستبداد حتى يتضح غياب الحريه

الشميسى - الرياض