سامي البحيري
&

&
تلقت قناة تليفزيون "أبو لمعة الفضائية" رسالة مسجلة بصوت صدام حسين وأذاعتها بالأمس فى مقدمة نشرتها الأخبارية، وقد قامت أجهزة المخابرات الأمريكية بفحص الرسالة، وتأكدت من أنها بصوت (صدام حسين). وفيما يلى نص الرسالة كما نقلتها وكالات الأنباء:
............
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة المواطنون فى العراق وفى كافة أنحاء الوطن العربى، أحب أن أرسل لكم رسالتى الأولى من داخل السجن، ونحن لا يهمنا السجن، فكما يقول الأخوة المصريون "السجن للجدعان"، وهناك بعض النقاط التى أحب أن أوضحها لكم:
&
أولا: موضوع أستسلامى بسهولة:
ما حدث هو أننى عندما علمت أن أمريكا قد خصصت مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلى بأى معلومات من شأنها تسهيل مهمة القبض على صدام حسين، فكرت كثيرا فى الموضوع، وخلصت الى نتيجة مفادها أننى فى حاجة ماسة الى هذا المبلغ، وخاصة بعد أن صادرت أمريكا مبلغ 600 مليون دولار كنت أرغب فى تهريبها خارج البلاد، وللأسف لم أتمكن من تهريب سوى مبلغ 5 مليون دولار أعطيتهم لزوجتى سميرة "أم على" علاوة على 10 كيلوجرام من سبائك الذهب، وهذا المبلغ لن يكيفهم اكثر من سنتين على الأكثر لأننى عارف أن أم على (يديها فرطة) فى المصروفات.
ولهذا ونظرا لضيق ذات اليد قررت أن أبلغ عن نفسى وآخذ مبلغ ال 25 مليون دولار، وأنا أريد تأمين مستقبل ولدى "على" والذى سوف يكون خليفتى، ومبلغ 25 مليون دولار يعتبر بداية لا بأس بها.
وتساءل البعض أيضا عن السر فى أننى فتحت فمى بسهولة وبشكل مهين أمام الطبيب الأمريكى،&وفى الحقيقة أنا أعانى من ألتهاب اللوز من فترة وأشتد على الأتهاب أثناء الهرب، ووجدتها فرصة لعلاج اللوز، وخاصة أننى أحسست أن الطبيب الأمريكى رجل أبن حلال، وبالفعل أعطانى دواء شافى.
&
ثانيا: موضوع المقابر الجماعية:
هذا الموضوع كذب فى كذب، والغرض منه هو تشويه سمعتى وتشويه نظام الحكم العراقى، وقد يتساءل البعض ويقولون:" لقد شاهدنا بأعيننا الجثث والمقابر الجماعية على شاشات التليفزيون، فكيف نكذب هذا ". وأنا أريد أن أقول أن ما شاهدتموه هو جزء من الحقيقة، وليس كل الحقيقة، فما حدث هو أنه أثناء الحرب الأهلية فى البوسنة والهرسك وكوسوفو، أتصل بى صديقى العزيز "سلوبودان ميلوسوفتش" رئيس يوغسلافيا آنذاك، وأخبرنى أن لديه جثثا كثيرة للمسلمين الذين قتلهم، ولا يجد مقابر كافية لهم، وأنه يريد أن أساعده فى التخلص من تلك الجثث، وعرض على مبلغ ألف دولار لكل جثة، وأتفقنا على المقاولة الأولى وهى مائة ألف جثة مقابل مائة مليون دولار، ولقد فعلت كل هذا من أجل رفع المعاناة عن الشعب العراقى الذى عانى الأمرين من الحصار الأقتصادى. وتم شحن الدفعة الأولى فى ناقلات مبردة ضخمة، ولم أحصل منه على اكثر من المائة مليون دولار، لذلك تعجبت عندما أدعى البعض أن عدد المدفونين فى المقابر الجماعية قد يصل الى 300 ألف، لذلك فأننى أعتقد اما أن هذا العدد غير صحيح، أو أن "ميلوسوفتش" قد غالطنى فى العدد حتى يتسنى له دس باقى المبلغ فى جيبه، وأنا لا أريد أن أظلم الرجل لأنه مسجون مثلى، وربنا يفك ضيقته.
&
ثالثا: موضع سهولة سقوط بغداد:
تساءل العالم وبخاصة العرب، وبالذات القوميون منهم عن سر سهولة سقوط بغداد يوم التاسع من أبريل عام 2003، وما حدث هو أننى كنت قد أعددت للأمريكان "العلوج" فخا كبيرا، فلقد حفرت خندقا كبيرا حول بغداد، وطلبت من ضباط الأركان أن يملؤه بالبنزين والزيوت البترولية، وكان من المفروض أن تشتعل كل الجبهة حول بغداد وتنقلب نارا على الجيش الأمريكى، ولكن للأسف بعض كبار الضباط قد طمعوا فى البنزين والزيوت، وقاموا ببيعه فى السوق السوداء، وملئوا الخنادق حول بغداد بالمياه بدلا من البنزين، لذلك كان هذا الخندق بردا وسلاما على الأمريكان بدلا من أن يكون نار جهنم، فلا سامح الله هؤلاء الضباط على خيانتهم وجشعهم للمال.
أحب أن أطمئنكم على أننى بصحة جيدة ، وكل ما أحتاج اليه هو بطانية أضافية، وقد طلبت من الأمريكان أكثر من مرة تزويدى ببطانية أضافية، فأخبرونى أن لديهم تعليمات شخصية من الرئيس بوش بعدم أعطائى أكثر من بطانيتين حسب معاهدة جنيف، ووعدونى برفع الأمر مرة أخرى الى بوش بعد موسم الأعياد، وأرجو أن أستطيع تحمل البرد فى هذه الأيام وخاصة أثناء الليل.
وأطمئنكم مرة أخرى بأن النصر سوف يكون من نصيب الشعب العراقى البطل، وسف تبقى بغداد دائما وأبدا قلعة الأسود.
والسلام عليكم.&
&