سالم اليامي
&
&
&
أهم إنجاز حققه العرب في نهاية عام 2003 هو ما فعلته نقابة المحامين الأردنيين بإستعدادها للدفاع عن البطل العربي والقائد الملهم صدام حسين وسوف تعتمد في دفاعها عن الزعيم العظيم على العديد من الحقائق التي لا تقبل الشك حيث تكفي واحدة منها كي تكون سببا في الافراج عن صدام لينطلق من حجرة المعتقل الى سماء الحرية قائدا للعراقيين الذين ينتظرون عودته فارسا يحفر القبور ويجز الرؤوس ويحقق الهزائم واحدة تلو الأخرى تحت مسميات تطرب لها القلوب وتخسف بسببها العقول وتتبلد المشاعر!
ومن حقائق الدفاع التي سوف تتقدم بها نقابة المحامين ما يلي:
_ نظرا لأيمان الرئيس المخلوع والمقبوض عليه أسيرا لعدوين هما: الجنود الأمريكان والقمل، بأن تكون فلسطين حرة أبية من النهر الى البحر فأنه كان لابد للرئيس المؤمن من أن يضحي بما لايقل عن مليون جندي ايراني عراقي كشرط أول للدخول الى فلسطين والصلاة في القدس على أنقاض تلك الجماجم التي سالت دماؤها دفاعا عن فلسطين الأبية، ولأنه من حق الانسان أن يقهر عدوه بأية وسيلة كانت، فقد قهر السيد الرئيس اسرائيل بتلك الحرب التي دامت ثمان سنوات مع ايران سالت بسببها المليارات العربية في خزائن الأعداء الألداء "امريكا والغرب" في سبيل تحرير القدس والمسجد الاقصى!
_ ولأن السيد الرئيس لم يتمكن بجيوشه الباسلة المرور عبر ارض المجوس في قادسية صدام التاريخية الى ارض فلسطين العزيزة فقد انسحب من بعض الاراض الايرانية ذابحا في طريقة الآلاف من الاكراد بالغاز الكيماوي كحق مشروع لرئيس فشل في تحقيق نصر كان موعودا به فلم يجد ألذ وأسهل من سحق بعض فئات الشعب المقهور كردة فعل على هزيمة تورط فيها وخرج منها بلا شط عرب!
- ولأن الادعاء بالنصر على ايران من أجل فلسطين لم يصدقه الا السذج والمنافقون ولأنه من حق السيد الرئيس ان يحرر فلسطين الحرة الأبية من النهر الى البحر وبأية وسيلة حتى لو كان تحريرها عبر الكويت الصغيرة فقد جهز جيشا كبيرا لغزو الكويت مما استعدى كل القوى الامبريالية لتطرد جيش السيد الرئيس من الكويت، وكردة فعل أخرى بسبب الهزيمة اضطر السيد الرئيس ان يقتل الآلاف من العراقيين في جنوب العراق كثمن لكل من وقف ضد احلام وطموحات القائد العظيم في تحرير فلسطين من مدينة الكويت التي لولاها لما بقيت فلسطين حتى هذه اللحظة أسيرة ولم تتحرر، وقد استحقت تلك المعركة ان تسمى بأم المعارك لأن الجندي العراقي الذي شاهده العالم على شاشات التلفزيون يقبل جزمة الجندي الامريكي انتقم لكرامته فقتل الآلاف من ابرياء الشعب العراقي ليثبت الجندي العراقي انه بشكل خاص وككل الجنود العرب تنطبق عليهم المقولة الشهيرة " أسد علي وفي الحروب نعامة"!
- الطريق الى الجنة معبد بالنوايا الحسنة، والسيد الرئيس قتل الالاف من العراقيين والعرب والايرانيين بنية حسنة هدفها تحرير فلسطين من البحر الى النهر، حتى وان لم يمت جندي اسرائيلي واحد في مواجهة الجيش العراقي. وكان حبه لفلسطين دافعا قويا كي يموت الآلاف من العراقيين والعرب في حروب ثأرية قبل ان تتحرر فلسطين، وسوف نذكركم بأن فلسطين ستتحرر مجرد ان تحرروا رأس السيد الرئيس من القمل!
- كان السيد الرئيس يبني العديد من القصور كي يحتفل فيها بتحرير فلسطين، وكانوا ابناؤه وأعوانه الشجعان يغتصبون الفتيات استعدادا لليوم الذي يغتصبون فيه كل مغتصب لأرض فلسطين العزيزة، لأن فكر السيد الرئيس يؤمن بأن تحرير الانسان يتم باغتصاب انسان آخر، وتحرير الأرض يتم بإغتصاب أرض أخرى، وهو فكر نابع من فلسفة الذين يؤمنون بأن نشر الفضيلة والدين لايتم الا بإراقة الدماء والكراهية!
وسينهي أؤلئك المحامون الأشاوس دفاعهم قائلين:
ايها القاضي لكي تتأكد من ان السيد الرئيس لم يزل محبوبا لدى قطاع كبير في الشعب العراقي عليك أن تنظر بعين العقل الى هذه الجموع التي خلعت الثياب العفلقية لتلبس العمامات بإنتظار اليوم الذي يعود فيه السيد الرئيس تائبا وقائدا لهم لتحرير فلسطين من النهر الى البحر عبر أنهار جديدة من الدماء وبحور من الخداع وسوف تكون هذه الجموع المعممة عونا له كعادتها لذبح الانسان البريء مثلما كانت عونا له تحت مسميات مختلفة.
أن هذه الجموع: كالسيد الرئيس تعشق رؤية الدماء وهي تسيل على أرض العراق باسم تحرير فلسطين، الا انها هذه المرة تريد ان تمارس القتل باسم " الله " وهي على حق ان تغير لونها وجلدها كي يستمر مسلسل القتل.
ايها القاضي: ان هذه الجموع التي غيرت جلدها ولونها اكبر دليل على ان الشعب العراقي لا يحب الحرية ولا اليدموقراطية وتنتظر ذلك اليوم الذي يطل فيه السيد الرئيس الشجاع طالبا من هذه الجموع الحرباوية ان تحفر المزيد من القبور انتقاما لذلك الاستسلام المهين، ولو كان السيد الرئيس على خطأ يوم كان يرتكب المجازر من أجل تحرير فلسطين لخرجت هذه الجموع تندد به مثلما هي تخرج اليوم تهتف بحياته ثم تتلون بسببه وتغير جلودها كيلا تتهم بالهيام في حبه وقد اتفقت معه في الهدف!
أن هذه الجموع وهؤلاء المدافعين عن حياة السيد الرئيس دليل على انهم يشاركونه الجريمة، فأحكم علينا جميعا بالقتل ان حكمت عليه، لأننا يا ايها القاضي مدانون معه أو أبرياء ان كان بريئا...
نحن ايها القاضي بأقلامنا وصراخنا وعمائمنا الجديدة الوجه الآخر للسيد الرئيس، سقط فسقطنا معه، اختفى في جحر فاختفينا معه، وتم القبض عليه فقبض "بضم القاف " علينا، واذا حكم عليه بالاعدام فقد حكم على كل من والاه وصفق له بالاعدام ايضا.