"إيلاف"من الكويت:أخذت دورة الخليج السادسة عشرة لكرة القدم منحى آخر يختلف عن الدورات السابقة في الناحية الفنية والتنظيمية على وجه الخصوص، ولعل المستويات المتواضعة فنيا التي شهدتها الجولتين الأولى والثانية قد عكس انطباعا سيئا لدى النقاد والمتابعون بل وسائل الإعلام التي احتشدت من كل حدب وصوب لتغطية هذه الدورة حيث بلغ الإعلاميين أكثر من 700 إعلامي وهذه المرة الأولى التي يصل فيها عدد الإعلاميين لهذا العدد طبعا في نقل الحدث الأهم للخليجيين وهم (أي الخليجيين) المستهدفون من كل وسائل الإعلام كناحية ربحية.
وقبل الخوض في الناحية التنظيمية لابد أن نسلط الأضواء على بعض الجوانب الفنية حيث خرجت الجماهير في يوم افتتاح المباريات وهي تندب حظها العاثر لتواضع المستوى الفني وفقدان المتعة الكروية التي تضيف جانبا مهما للخصوصية التي تتمتع بها دورات الخليج بين الخليجيين.
حث خيب منتخب الكويت صاحب الأرض والجمهور كل الآمال المعقودة علية سوى من جماهيره الكويتية أو حتى من الجماهير الخليجية الأخرى كي يضيف عنصر التشويق على المباريات وقدم عرضا باهتا أمام المنتخب العماني الذي هو الآخر شاطرة عرضا مهزوز واتفق الفريقين على السلبية مستوى ونتيجة، فيما جاء الفوز السعودي في مباراته الأولى يوم الافتتاح على منتخب الإمارات ليحفظ بعض التوازن للدورة منذ بدايتها إما الإمارات كان أيضا محل سخط في الأوساط الإماراتية يتقديمه عرضا ضعيفا أمام حامل اللقب(المنتخب السعودي). في حين أصيب متابعي الدورة بالغثيان والملل خلال متابعتهم مباراة البحرين وقطر الذين خالفوا كل التوقعات وسقطوا في المحظور من خلال الأداء الحذر بمستوى متواضع وكأنهما اتفقا على التعادل (0/0) مما جعل الكثير من النقاد أن يسارع للحكم على الدورة بالفشل.
أمام المنتخب اليمني (الضيف) الجديد على الخليجيين فكانت كل التوقعات وضعته على هامش المنافسة مبكرا ووصفوه بأنه سيكون محطة استراحة لكل الفرق للتزود بالأهداف، ومن حسن حظه أن المواجهة الأولى جمعته بالمنتخب العماني الذي واصل سلبيته وعادته في دورات الخليج واقتنص منه تعادلا ايجابيا(1/1) ليغير النظرة التي ارتسمت عنه نحو الأفضل واستبشر المتابعون أن يكون الضيف ثقيلا على الفرق المشاركة من اجل الارتقاء بالمستوى الفني.وقد حملة الجولة الثانية مفاجآت تاريخية عندما دخل الإمارات بثوب مغاير عن المرحلة الأولى وصعق منتخب الكويت بخسارة قاسية وبهدفين فجرت الأوضاع في أوساط الإعلام والرياضة الكويتية وكان الضحية اتحاد الكرة الذي خضع للضغوط وقدم استقالته كردة فعل لغضب الشارع الكويتي بعد أن تحول إلى ليل الكويت إلى أسود، والعكس في المعسكر الإماراتي الذي رفع إعلام النصر وسارت مواكب الفرح ليعيد الأمل لجماهير بالمنافسة على البطولة.
وفي المباراة الثانية تراجع أداء المنتخب السعودي بعد أن اجبره المنتخب القطري على تعادل سلبي وجره إلى وحل المستويات المتواضعة.
فيما عاد منتخب البحرين ليصالح جماهيره بفوز كبير على منتخب اليمن بخمسة أهداف مقابل هدف ولم يكن هذا الفوز يمثل طفرة أو نقله نوعية في مستوى الفريق البحريني بقدر ماهو كشف للحال اليمني الذي لعب بعشرة لاعبين اغلب مجريات المباراة. لتخرج الفرق الخليجية في الجولة الثانية دون أن تترك الرضا في الأوساط الجماهيرية والإعلامية، على امل أن يتحسن الأداء للافضل في الجولات المقبلة.
أما على الصعيد التنظيمي فلم يكن ملعب الكويت الذي تقام عليه المباريات مهيئا لاستضافة مباريات البطولة لسوء أرضية الملعب على اقل تقدير وهو الأمر الذي جعل الفرق تتذمر منه، إضافة إلى انعزال اللاعبين عن الإعلام وخاصة المنتخب القطري الذي فضل الإقامة في فندق بعيد عن أشقائه الخليجيين، وبدلا من اشتعال التصريحات الإعلامية والقفشات بين الخليجيين الذي اعتاد عليها المتابعون ألا أن الزوبعة الإعلامية الكويتية التي أثيرت على خلفية الخسارة أمام الإمارات قد أثرت على البطولة وتحول الاهتمام من الشأن الخليجي إلى الشأن الكويتي، وترك آثار سلبية اليوم ,أمس على منافسات البطولة سوى بإعلان الاستقالات أو تبعاتها التي كانت لها ردود فعل غير طبيعية.وهذا ما ينذر بفشل البطولة ولو على الصعيد الجماهيري، كما يحتم على وزراء الرياضة والشباب في دول المجلس أن يعيدوا حساباتهم على نظام الدورة حتى ترتقي للأفضل وتسهم في التطور الفني والتنظيمي وليس التراجع للخلف.