بعد الأحداث الدامية التي عصفت و لا تزال في انحاء متعددة من مدن العراق وفيما لا تزال حصيلة القتلى في ارتفاع، سارعت ردود الفعل العربية والدولية بالظهور غلى سطح المياه التي عكرتها دماء الضحايا، أبرزها كان لجامعة الدول العربية التي طالبت الامم المتحدة بالتدخل بسرعة لوقف المعارك الدامية في ظل الخطابات ذات اللهجة التصعيدية من الجانبين.

الجامعة العربية تطلب من الامم المتحدة تدخلا "سريعا" في العراق&
طلبت جامعة الدول العربية اليوم من الامم المتحدة التدخل بسرعة لوقف المعارك في العراق التي اسفرت عن سقوط اكثر من 170 قتيلا منذ الاحد. وقال حسام زكي المتحدث باسم الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "الجامعة العربية تطالب الامم المتحدة بالتدخل لانقاذ الموقف انسانيا".&
واكد المتحدث ان الجامعة العربية "تتابع الموقف عن كثب وانها على اتصال مستمر مع الامم المتحدة بهذا الشأن"، مضيفا ان موسى اكد ان "المسألة العراقية تحتاج الى معالجة جذرية يستعيد فيها العراق سيادته وينهي الاحتلال الاجنبي فيه". كما شدد على ضرورة ان "يكون للامم المتحدة الدور الاساسي في ادارة العراق".

العماليون الاستراليون مصممون على سحب القوات من العراق&
أما في ردود الفعل الدولية فاعلن الزعيم العمالي مارك لاثام ان الهجمات الاخيرة ضد الائتلاف في العراق عززت تصميم المعارضة العمالية الاسترالية على سحب الجنود الاستراليين بحلول عيد الميلاد في حال فوزها في الانتخابات نهاية السنة.&
وقال لاثام في خطاب حول رؤيته للسياسة الخارجية الاسترالية استعدادا للانتخابات العامة في نهاية السنة "نظرا لاحداث اسبوع الماضي اعتقد ان الموقف الذي اتخذناه حول استراتيجية الانسحاب قد تعزز".&
واعتبر زعيم المعارضة العمالية انه على استراليا "استخدام قواتها لملاحقة اسامة بن لادن ومكافحة شبكة القاعدة والشبكات الارهابية في جنوب شرق آسيا". واضاف "قلنا منذ البداية ان الحرب ضد العراق لا تشكل جزءا مشروعا من الحرب ضد الارهاب، كان هناك اولويات اكثر اهمية".
وقال لاثام ايضا ان الهجمات الاخيرة ضد التحالف من قبل ميليشيات شيعية ومتمردين سنة اظهرت ان الحملة التي تقودها الولايات المتحدة غرقت في توترات اتنية ودينية داخلية في العراق ليس لها علاقة بالحرب ضد الارهاب.
&
سيول تؤكد ارسال جنود الى العراق
من جهة أخرى اكد وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي-مون قرار ارسال نحو ثلاثة الاف جندي الى العراق رغم المعارك الدائرة بين قوات التحالف ومقاتلين معارضين للاحتلال. وقال الوزير للصحافيين ان "مبدأ ارسال الجنود لم يتغير".
والقوة الكورية الجنوبية ستكون الثالثة في الحجم بعد القوات الاميركية والبريطانية. وابقت سيول على قرارها رغم احتجاز ميليشيا الصدر مدنيين كوريين جنوبيين في الناصرية لفترة وجيزة قبل الافراج عنهما امس الثلاثاء.
تظاهرة لنساء فلسطينيات ضد "الاعتداء الاميركي"
وفي غزة، تظاهرت مجموعة من النساء الفلسطينيات اليوم الاربعاء امام مقر الامم المتحدة في غزة للتنديد "بالاعتداءات الاميركية على الشعب العراقي" وقمن بحرق العلم الاميركي.&ورفعت اكثر من مائة وخمسين امرأة امام مقر الامم المتحدة لافتات تندد بالاعتداءات الاميركية على الشعب العراقي واعلاما عراقية وفلسطينية كما احرقن العلم الاميركي.&وقامت ممثلات عن النساء بتسليم مكتب الامم المتحدة مذكرة استنكار للامين العام للامم المتحدة.
وجاء في المذكرة "نحن نساء فلسطين المعتصمات امام مقركم نعرب عن استنكارنا وشجبنا للانتهاكات الجسيمة والخطيرة التي تطال الشعب العراقي بوجه عام والنساء بوجه خاص والتي تتناقض مع كافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية".&واوضحت المذكرة "اننا نهيب بسيادتك تحمل مسؤولياتكم التاريخية للمساهمة الفعالة في وضع حد لهذه الانتهاكات وجرائم الحرب التي تطال المدنيين العزل من رجال ونساء واطفال، جراء الاحتلال الاميركي للعراق واستخدام القوة العسكرية".
وطالبت المذكرة الامين العام "بخروج الاحتلال الاميركي من العراق واعطاء الشعب العراقي حقه في تقرير مصيره وحكم نفسه بنفسه وتوفير الحماية للمدنيين العزل، وملاحقة مجرمي الحرب ومحاسبتهم وفقا للاتفاقات الدولية".&وتدور معارك دامية بين قوات التحالف بقيادة اميركية ومقاتلين عراقيين في عدد من مدن العراق منذ عدة ايام.
ومن جانبها، اكدت حركة الجهاد الاسلامي في بيان انها "تبارك انتفاضة الشعب العراقي ومقاومته في الفلوجة وكافة المدن العراقية على طرق تحرير العز والكرامة".
واكدت الحركة "ادانتها واستنكارها للجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاميركي بحق المدنيين العراقيين والابرياء".
ودعت حركة الجهاد "الامة العربية والاسلامية الى التحرك لنصرة الشعب العراقي والفلسطيني بحركة جماهيرية مستمرة ضد الارهاب الاميركي الصهيوني في العراق وفلسطين"، موكدة ان "ما يجري في العراق من مجازر يفضح نوايا اميركا ويؤكد انها لم تات من اجل الحرية والديمقراطية وانما من اجل السيطرة والهيمنة والنهب والاستعمار"
واكد البيان ان حركة الجهاد "تحذر من المحاولات الاميركية لاشعال نار الفتنة والطائفية وتدعو الى وحدة الشعب العراقي وكافة قواه على طريق المقاومة والانتفاضة من الفلوجة والرمادي الى النجف وكربلاء لدحر الاحتلال عن العراق والمنطقة بكاملها".
&
الاردن "قلق" من ان تؤدي اعمال العنف الى حرب اهلية
اعرب وزير الخارجية الاردني مروان المعشر عن "قلق" بلاده حيال الوضع في العراق حيث يقود الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر تمردا ضد قوات التحالف، خوفا من ان تؤدي هذه المواجهات الى "حرب اهلية" في البلاد.
وقال المعشر في تصريحات للصحافيين "الجميع قلق حيال ما يجري في العراق ونحن تحدثنا دائما عن مخاطر الانزلاق في حرب اهلية ولا بد ان تكثف جميع الجهود لمنع ذلك".
واضاف "سنقوم بالتنسيق مع كافة الدول العربية في هذا المجال وهذا سيكون من المواضيع التي سيبحثها الملك (عبد الله الثاني) عند ذهابه الى واشنطن بعد اسبوعين".
وسوف يزور العاهل الاردني واشنطن في 21 نيسان/ابريل حيث يجري مباحثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش.