مجدى خليل
&
&

يستحق كل الاخوة والاصدقاء العاملون فى ايلاف التحية والشكر والتهنئة على هذا الجهد الكبير والمميز الذى قدموه لقارئ الانترنت الخاص جدا خلال السنوات الثلاثة الماضية، اما الاخ عثمان العمير فيستحق مع التهنئة شكرا خاصا جدا، والشكر الخاص انقله له نيابة عن كل اصدقاء وقراء واحباء اخونا الاكبر العفيف الاخضر لعنايته به فى ازمته المرضية الحالية، التى ندعو له ان يخرج منها سريعا،ليمتعنا بثوريته الاصلاحية المتقدة.
تمثل ايلاف اول جريدة الكترونية عربية يومية متجددة، وهى من هذا المنطلق تعد وجها مشرفا للاعلام السعودى المهجرى. والسعودية على الرغم من انها مجتمع ومحافظ جدا الا انها انتجت افضل الصحف العربية بلا منازع، فصحيفتى الشرق الاوسط والحياة هما افضل الصحف المطبوعة وصحيفة ايلاف هى اول وافضل موقع الكترونى عربى وقناة العربية الاخبارية هى قناة مميزة ومنطلقة بسرعة هائلة والتى اتوقع لها المزيد من التألق تحت اشراف صديقنا اللامع عبد الرحمن الراشد بالاضافة الى نجاح السعودية فى السيطرة على قطاع المنوعات التليفزيونية عبر عدة قنوات ناجحة، وهذه هى المعادلة الموازنة فى السعودية فالكثير جدا من ابناء السعودية الذين عاشوا او تعلموا فى الغرب هم الامل الحقيقى للنهوض بالمجتمع السعودى وفى كل مرة اتقابل مع احدهم اشعر بالامل فى وجود كفاءات سعودية منفتحة قادرة على النهوض بهذا البلد واخراجه من ازمة تأسيسه وتكوينه الدينى المحافظ.
من واقع اعتزازى بايلاف ومساهماتى فيها بالكتابة منذ بدايتها ودعوتى للكثير من اصدقائى للكتابة فيها احب ان اورد عددا من الملاحظات لتطوير العمل والارتقاء به:
1- ضرورة وجود ارشيف بالاسم والموضوع حتى يمكن استدعاء والاستفادة مما يكتب فيها للباحثين والمهتمين.
2- لاحظت مؤخرا تراجع اعتماد ايلاف على وكالات الانباء الدولية لنقل الاخبار، وهذا شئ مزعج، فالاخبار التى يكتبها عرب بشكل عاطفى ومتحيز لا استطيع ان اخذها على محمل الجد ويا حبذا لو عادت ايلاف للاعتماد على الوكالات الدولية فى الاخبار بالاضافة الى محرريها فى التقارير.
3-احد اسباب نجاح ايلاف انها صدرت فى الغرب واعتمدت على كفاءات مهجرية من العرب المتواجدين فى الغرب وهو الطريق التى سلكته الحياة والشرق الاوسط وقناتا الجزيرة والعربية من قبل، وهذا هو طريق النجاح بالفعل، لكننى لاحظت مؤخرا زيادة الجرعة التى تحرر من السعودية وعن السعودية وهذا فى حد ذاته يضعف الموقع من ناحية تنوعه ومن ناحية ليبراليته، فنحن نسعى لنقل عوامل النهضة والتقدم والليبرالية من الغرب الى الشرق.
4- هناك زحمة وهيصة فى صفحة ايلاف الرئيسية تجعل من الصعب متابعتها بدقة، فيا حبذا لو تم تظبيط هذا الثوب الفضفاض ليكون محكما على الجسد الايلافى الغض لكى تستمتع العيون بهذا الجمال وهذا التنوع.
5-قارئ الانترنت كما قلت قارئ مميز وخاص جدا وبالتالى لا يمكن معاملته كما يعامل بدو الاردن او صعايدة مصر او سكان نجد والحجاز، انه قارئ يسعى للحرية والتجديد ولمن يحترم عقله، وبالنسبة لايلاف فان جمهرة من قرانها متواجدون فى الغرب، فبعكس الصحف المطبوعة المقيدة بالعديد من القيود فان فضاء الانترنت الرحب يرفع سقف توقعات القارئ فى الحرية والتنوع، والحرية بالطبع لا تعنى الاسفاف ولا المهاترات ولا الشتائم ولا شخصنة المواضيع ولا المعارك الصغيرة وانما الموضوعية والتنوع وكسر التابوهات وتجديد عقل القارئ والانفتاح على الجميع والتنوع والثراء المعرفىوالراى والراى الاخر، وهذا العدد الكبير من قراء ايلاف معناه انهانجحت فى اختبار الحرية والتى ندعو الى المزيد منها.
6-احد اوجه القصور فى الاعلام العربى هو عدم اهتمامه بمشاكل الاقليات الاثنية واللغوية والدينية والمذهبية والنوعية والسياسية، وهو يفعل ذلك تحت ضغط حكوماته وتحت ضغط ثقافة فاشية لا تؤمن بالاخر وهى نقيصة نجحت ايلاف فى تجنبها ومع هذا فان محررى ايلاف المتواجدين فى الدول العربية فشلوا فى نقل تقارير متوازنة وموضوعية عن هذه الاقليات اما لانهم وقعوا تحت ضغوط حكومية او تحالفا مع هذه الحكومات او لانهم ابناء بررة لهذه الثقافة العنصرية النافية للاخر.
7-باب جريدة الجرائد باب مميز ولكن لى عتاب لمحرره وهو تركيزه على عدة اسماء مكررة بشكل يومى والموضوع يحتاج الى المزيد من التنوع.
8-لاحظت ايضا ان الاخ الذى يقوم بعرض الكتب من دمشق له موقف مسبق من الولايات المتحدة ينعكس فى اختيار الكتب وفى طريقة عرضها، وهذا شئ مفهوم من مواطن يقع تحت سطوة دولة تحكها المخابرات وفى نفس الوقت شئ معيب بالنسبة لايلاف ان يكون عرض الكتب ياتى من عاصمة للقهر، وهذا الموضوع يحتاج ايضا الى اكثر من شخص يقوم بعرض الكتب حتى يكون هناك تنوع ومصداقية وموضوعية.
9-تحتاج ايلاف ايضا الى جذب المزيد من الكتاب ذوي الافكار العميقة فى قسم كتاب ايلاف، فالكتابات العربية يغلب عليها الطابع الانشائى الخالى من الافكار والتحليل وهى مهمة صعبة تقع على عاتق ايلاف، فلا توجد كتابات جيدة بدون مقابل مادى معقول وخاصة لمن يعيشون فى الغرب، فالوقت هنا ثمين جدا ومحسوب بدقة.
10-واخيرا تاتى هذه الملاحظات النقدية من عين محبة تسعى الى تطوير هذا المشروع الايلافى حتى يصبح امبراطورية اعلامية ترفع راية الموضوعوية والحرية وتحترم عقل القارئ اولا واخيرا.
كل عام وكل اصدقائى فى ايلاف بخير والى المزيد من التألق والازدهار.
&