حيدر عبدالرضا
&
&
&
لا يعرف المرء لمن يزف التهنئة بمناسبة دخول الجريدة الإلكترونية "إيلاف" للسنة الرابعة من إنجازها وعطائها المتواصل. هل يزف التهنئة إلى مجلس إدارته والعاملين في هذا الجهاز الإعلامي المتجدد؟ أم لنفسه باعتباره من مرتادي هذا الموقع العربي الهام.
إن "إيلاف" تساهم اليوم بشكل كبير في تثقيف الفرد العربي وتنمية قدراته من خلال المادة العلمية التي تطرحها ليس في مجال التحليل السياسي والاقتصادي فحسب، بل أيضا في مجال تقنية المعلومات من خلال تخصيصه بابا منفصلا للأنترنت، الأمر الذي يساهم في محو الأمية المعلوماتية في الوطن العربي، بجانب مساهمتها في توعية الأفراد في الوطن العربي بقضايا الصحة العامة، وتثقيفهم في شتى المجالات الثقافية والفنية الأخرى.&
فالأقطار العربية بالرغم من أنها أدخلت خدمة الأنترنت وتحاول بزيادة أعداد مستخدميها، إلا أن أحدث الدراسات التسويقية تشير إلى قلة أعداد المستخدمين لهذه الخدمة من سكان الوطن العربي مقارنة بعدد مستخدميها في العالم المتقدم. فالدراسة التي قام بها مركز دراسات الاقتصاد الرقمي ( مداريا) مؤخرا يشير إلى أن عدد مستخدمي شبكة الأنترنت في 18 دولة عربية بلغ مع نهاية عام 2003 نحو 10.346 مليون مستخدم. وهو بالطبع يعتبرعددا ضئيلا مقابل الجهود المبذولة في تطوير خدمات التعليم والاتصالات وتأهيل الشباب العربي وتدريبهم في تلك المجالات، وتنمية قدراتهم في استخدام هذه الأجهزة في حياتنا المعاصرة.
ويمكن للمرء أن يلمس الإجابة على ذلك من خلال تقرير نشرته منظمة اليونسكو والتي قالت فيه أن نسبة الأمية في الوطن العربي تبلغ 28% لدى البالغين- أي لدى الشباب العربي- الذي من المفترض أن يعرف القراءة والكتابة، فاذا بهم لا يتمتعون بهذه النعمة الغالية التي حرص الإسلام في توصيل أول رسالة لها إلى البشرية بهذا الخصوص. فهناك الآن حوالي 72 مليون أمي في الوطن العربي بينهم 12 مليون طفل في سن الالتزام الدراسي خارج منظومة التعليم النظامي.
ولا شك بأن زيادة جرعات التعليم والاهتمام بالبحث العلمي في الوطن خاصة من السنوات الأولى للتعليم سوف يزيد من استخدام مختلف المواقع التي تم تدشينها في الوطن العربي وخارجه. وأن قيام موقع "إيلاف" بتنويع مادته العلمية وحرصه على تقديم الأجود أدى بالكثير من الشباب المتطلع إلى اقتناء الأجهزة المستخدمة في تقنية المعلومات للاستفادة من مختلف العلوم الواردة على هذا الموقع، والوقوف على آخر الأحداث والقضايا المستجدة في الوطن العربي، وبذلك أصبح الموقع يساهم في محو أمية تقنية المعلومات من حيث لا يشعره الآخرين، ويساهم أيضا في رفع أعداد ومستخدمي تلك الأجهزة والخدمات الحديثة في عالم الاتصالات، خاصة وأن نسبة ألامية في تقنية المعلوماتية في الوطن العربي تتجاوز 98% وفقا لبيانات التنمية البشرية في العالم العربي.
فهنئيا لـ "ايلاف" وللعاملين فيها ولقرائها ومتصفحيها، وهي تكمل ثلاث سنوات متواصلة من عطائها المتجدد في عالم الخبر والتقرير والتحليل والتوعية. ولا يشك المرء في مصداقية هذا الموقع عندما يعلن عن نفسه بأن عدد الذين قاموا بالنقر والدخول إليه قد تجاوز 2.7 نقرة في يوم واحد. فحرية التعبير والبحث عن الأجود والبعد عن المهاترات أصبحت اليوم سمة تتميز بها "إيلاف" في عملها الصحفي والمهني. وهذا ما يدفع بالكثير من الأشخاص بتداول اسم هذه الجريدة الالكترونية بين المتصفحين ومن مرتادي المواقع الخبرية في العالم، وقيام الآخرين بنصح أصدقائهم بالاستفادة منها في معرفة المعلومة المستجدة في مختلف حقول العلم والمعرفة، وكأنها أـصبحت اليوم مدرسة متنقلة يستسقي من مناهلها كل شخص باحث عن الحقيقة..