"إيلاف" من طهران: ذكرت أوساط مطلعة إن القوات الأمريكية أعدت منشورا فيه صورتان: واحدة لمجيد الخوئي الذي يتهم الصدر باغتياله في الصحن الحيدري بالنجف العام الماضي، وثانية له وكتب تحتها " هذا قتل هذا والقوات الأمريكية قتلته بعد أن رفض تسليم نفسه".
وتؤكد الاوساط أن القوات الامريكية تخطط لقتل الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وتوزيع المنشور على أهالي النجف بالرغم من جهود الوساطة لانهاء صراعه المزمن مع سلطة الاحتلال.
واتهم مصدر قريب من مقتدى الصدر القوات الأمريكية بخرق الهدنة التي وافق عليها، وأنها تخطط لقتل الزعيم الشاب الذي أكدت مصادر أنه اختفى أمس (الثلاثاء) ولم يشاهد في النجف الأشرف أو في الكوفة مايثير مخاوف أنه قد لايلتزم بالهدنة بعد أن خرقها الأمريكان على حد تعبير المصدر.
وقال المصدر في اتصال هاتفي إن القوات الأمريكية لاتريد الالتزام بالهدنة التي تم التوصل لها بجهود مضنية بذلها اعضاء شيعة في مجلس الحكم العراقي المنحل، خصوصا زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي.
وأكد المصدر أن الجلبي الموجود في النجف منذ ثلاثة أيام، التقى مقربين من الصدر ورافقوه في جولاته داخل النجف وفي الكوفة حيث زار مسجدها ومقام مسلم بن عقيل وكاد يتعرض لاطلاق نار وقذائف آر بي جي 7 من أتباع عناصر جيش المهدي التابع للصدر لولا تدخل مرافقيه الصدريين.
وقال المصدر إن الصدر أيد مبادرة الجلبي انهاء الخلافات في الوسط الشيعي لاعادة الهدوء الى النجف الأشرف، لكنه لمح الى أن أي اتفاق من هذا القبيل ، والهدنة مع القوات الأمريكية، قد ينقض في أي لحظة محملا قوات الاحتلال المسؤولية.
وأوضح " جرت بعد ساعات فقط من اعلان الهدنة اشتباكات في الكوفة بسبب رفض قائد القوات الأمريكية القبول بالهدنة وقوله للوسيط الجلبي إنه لم يبلغ رسميا بها".
وأطلقت قذائف هاون ومدفعية ثقيلة بعد تمركز أربع دبابات أمريكية علي بعد 500 متر من المسجد الكبير في الكوفة.
يشار الى ان الجلبي المغضوب عليه أمريكيا ، يعمل هذه الأيام على لملمة أطراف الشيعة وأنه أقنع الأطراف المختلفة في النجف الأشرف بالتعاون ونزعيل فتيل التوتر لجعل المدينة المقدسة بمنأى عن أية نزاعات مسلحة وتتم المحافظة على قدسيتها.
وتخشى الأوساط المقربة من زعيم المؤتمر الوطني ان ينسف اتفاقه مع مقتدى الصدر لتسليم إدارة حرم الامام علي في النجف الى علي السبزواري كممثل عن المرجعية الدينية، وعموم الهدنة لانسحاب جيش المهدي من المدينة المقدسة، اذا لم تلتزم بها القوات الأمريكية.
وتنص الهدنة الجديدة علي تعليق تسيير دوريات أميركية في النجف والكوفة لفتح الطريق أمام انسحاب المسلحين من أنصار مقتدي مغادرة المدينتين تمهيداً لانتشار عناصر الشرطة العراقية التي ستتولي الحفاظ علي أمن الكوفة والنجف، فيما قالت مصادر شاركت في ترتيب الهدنة الجديدة انها تنتظر موافقة القوات الأميركية.
وقالت أوساط عراقية أن رئيس سلطة الائتلاف السفير الأمريكي بول بريمر لايحبذ نجاح وساطة الجلبي ويريدها أن تفشل ليرسل بدلا منه الى الفاعليات الشيعية، المستشار الأعلى للأمن القومي في العراق الدكتور موفق الربيعي.