"إيلاف" من موسكو: اتخذت المواجهات خلال الساعات القليلة الماضية بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية طابعا أكثر حدة، وبدأ الطرفان في توجيه تحذيرات وإنذارات علنية تشير إلى حالة من التصعيد العسكري الحاد.
وعلى أثر هذا التوتر وصل الرئيس الأوسيتي إدوارد كوكويتي إلى موسكو في زيارة مفاجئة لبحث الأوضاع المتفاقمة مع القيادة الروسية.
وشدد الرئيس الأوسيتي في أحد تصريحاته&"إننا مستعدون لمساعدة بعضنا البعض& إذا ما اضطرونا إلى الدخول في حرب".
ومن جهة أخرى حذر كوكويتي جورجيا من مغبة استخدام القوة لحل النزاع الجورجي الأوسيتي بقوله: "سنقاومهم بشكل لائق. وسيؤدي النزاع المسلح في حال نشوبه إلى انهيار جورجيا مع الأخذ بعين الاعتبار الاستياء الداخلي فيها، وما يحدث في أجاريا حيث تجري ملاحقة أنصار الرئيس السابق أصلان أباشيدزه الذين لا يستطيعون العثور حتى على عائلاتهم".
وأعلنت وسائل الإعلام الأوسيتية والروسية إلى أن تبليسي بدأت بتنظيم مسيرة إلى تسخينفالي يشارك فيها اللاجئون الأوسيتيون. ومن المقرر أن تبدأ هذه المسيرة& اليوم. وقد يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 2000 شخص يمثلون في غالبيتهم لاجئين من أبخازيا وافقوا على المشاركة في الحملة مقابل الحصول على بعض المال، وفقا لتصريحات الرئيس الأوسيتي.
وفي غضون ذلك شكك إدوارد كوكويتي في إمكانية عقد اجتماع للجنة الرقابة المشتركة الخاصة بتسوية الأزمة بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية في الأيام القريبة القادمة. وأعلن بأنه لن يعقد أي اجتماع للجنة الرقابة المشتركة إلى أن تنفذ جورجيا التزاماتها التي وقعت عليها قبل أيام في تسخينفالي. واتهم جورجيا بأنها لم تقم بإزالة نقاط التفتيش التي تخالف الصلاحيات المنصوص عليها، بل على العكس تزيد من عدد أفراد الشرطة الجورجية العاملين فيها.
وعلى خلفية هذا التصعيد، أعربت موسكو عن قلقها من مشاركة الوحدات الجورجية المدربة على أيدي الخبراء الأمريكيين في الأعمال التي تقوم بها جورجيا في أوسيتيا الجنوبية. وتضمن البيان الصادر وزارة الخارجية الروسية أن النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فاليري لوشينين بحث مع سفير الولايات المتحدة في موسكو ألكسندر فيرشبو الوضع في جورجيا في ظل تفاقم حدة التوتر في أوسيتيا الجنوبية. وأعرب الجانب الروسي عن قلقه العميق "من مشاركة الوحدات الجورجية المدربة على أيدي الخبراء الأمريكيين وفق برنامج التعاون مع جورجيا في الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها تبليسي في أوسيتيا الجنوبية على الرغم من التأكيدات السابقة". وأشار تشير إلى أن هذا الأمر سيؤثر تأثيرا سلبيا على الوضع العام في منطقة النزاع.
ومن جانبه أخذ السفير الأمريكي صورة عن الأوضاع في منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي ، ورأى أن تسوية النزاع في جورجيا لا بد أن تتحقق عن طريق استخدام الوسائل السياسية، ومن خلال المفاوضات مع الاستفادة من الآليات الموجودة المتعددة الأطراف. كما أشار الجانبان الروسي والأمريكي إلى أهمية تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الثاني والثالث من حزيران (يونيو) الحالي في لقاء أعضاء لجنة الرقابة المشتركة لتسوية النزاع بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية.
وفي بيان آخر للخارجية الروسية، أشار إلى أن جورجيا لم تنفذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع أعضاء لجنة الرقابة المشتركة الذي عقد في الثاني من هذا الشهر الجاري في تسخينفالي. كما أن الجانب الجورجي يقوم بتعزيز نقاط التفتيش المقامة بتعزيزها بأعداد جديدة من أفراد الأجهزة الجورجية الخاصة.. ورأى البيان الروسي أن "تلك الأعمال لا تتفق مع البيان المشترك لوزارتي الخارجية الروسية والجورجية الذي أكد فيه الطرفان على دعمهما للاتفاقيات المذكورة أعلاه، والالتزامات المقررة في الاتفاقيات الدولية في هذا المجال.
وشدد البيان على أن روسيا تنطلق من موقف ثابت وراسخ في أن تخفيف حدة التوتر في أوسيتيا الجنوبية يعتمد فقط على الالتزام الكامل بالاتفاقات التي تشكل أساسا قانونيا لتسوية النزاع الجورجي الأوسيتي، وبالقرارات المتخذة في إطار لجنة الرقابة المشتركة التي تم تشكيلها كآلية خاصة للمفاوضات. كما تصر روسيا على التنفيذ غير المشروط للاتفاقات التي تم التوصل إليها في الثاني من حزيران في تسخينفالي.
ومن جانبه أعرب المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر ياكوفينكو عن أمل موسكو بامتناع طرفي النزاع الجورجي-الأوسيتي عن أي أعمال أحادية الجانب. وقال إن روسيا تدعو إلى تنفيذ كل الاتفاقيات الخاصة بتسوية النزاع الجورجي-الاوسيتي على أكمل وجه، وإلا فسوف نصطدم بتصعيد جديد للتوتر، الأمر الذي يتضارب مع مصالح جورجيا وجيرانها.