"ايلاف"&من لندن: دعا الرئيس العراقي غازي الياور سكان كركوك الى تعايش سلمي بين مكوناتهم القومية التركمانية والعربية والكردية في وقت اجرى زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني اليوم مباحثات في انقرة مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول.
وخلال زيارة قام بها لكركوك (255 كيلومترا شمال بغداد) اليوم اكد الرئيس العراقي ضرورة بناء الثقة بين سكان المدينة البالغ عددهم حوالي ثلاثة ارباع المليون نسمة واقامة اسس لتعايش سلمي بناء بين قومياتهم التركمانية والعربية والكردية. ورفض الياور دعوة لنائب محافظ كركوك الكردي حسيب بياني الذي دعا الى طرد من اسماهم بالغرباء عن المدينة قاصدا العوائل العربية التي استقدمها نظام صدام حسن لتغيير الطبيعة الديمغرافية للمدينة مؤكدا ان العراق الجديد لن يهجر مواطنا او يرغم احدا على مغادرة بيته .
واشار الياور، الذي كان يرافقه في زيارته، رئيس سلطة التحالف بول بريمر الى ان مدينة كركوك بتنوع قومياتها يمكن ان تقدم النموذج الافضل لتعايش القةميات في العراق . ومن جهته اشار بريمر الى ان الحكومة العراقية خصصت 500 مليون دولار لانشاء 90 مشروعا جديدا في محافظة كركوك .
وتاتي زيارة الياور هذه بعد 24 ساعة من وقوع اشتباكات مسلحة بين السكان العرب والتركمان في بلدة تركلان غرب مدينة كركوك حيث سجل سقوط قتيلين وجرح اخرين . وقد اندلعت الاشتباكات بين السكان العرب الذين استوطنهم النظام العراقي السابق والمرحلين من السكان التركمان العائدين الى دورهم ومزارعهم بعد ان رحلهم النظام من أراضيهم وممتلكاتهم في البلدة .
ومعروف ان النظام السابق كان رحل من المدن الكردية والتركمانية في شمال العراق الاف العوائل واستوطن بدلا منها عوائل عربية استقدمهم من وسط وجنوب العراق بهدف تغيير ديمغرافية هذه المناطق حيث منح العوائل التي استقدمها دور ومزارع المرحلين لكن هؤلاء بداوا بعد رحيل النظام بالعودة الى اماكنهم الاصلية واستعادتها من العوائل العربية التي اصبحت تعاني من مشاكل جديدة حيث لم تعد تجد لها ماوى او عمل يعينها على معيشتها .
&وكانت باسكال ايشو ورده وزيرة الهجرة قد زارت كركوك امس الاول واجرت مباحثات مع المسؤولين في المحافظة وممثلي سلطة التحالف حول الاوضاع المعيشية للمرحلين العائدين الى كركوك واستمعت الى آراء ومقترحات محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى& بخصوص الاوضاع العامة للمرحلين وسبل حل هذه المشكلة بالطرق القانونية في القريب العاجل .
&واكدت الوزيرة العمل من اجل معالجة مشكلة المرحلين وقالت ان هذه مشكلة عامة في العراق ولا تخص مدينة كركوك فقط معترفة بانها مشكلة معقدة ويتطلب حلها برامج وخطط طويلة الامد "لان نظام صدام البائد قام ولمدة 40 سنة بتطبيق سياسة الترحيل وتغير الطابع الطوبغرافي للمنطقة" واكدت ان وزارتها وبالتعاون مع وزارتي المالية والتخطيط ستعمل على حل هذه المشكلة رغم الصعوبات والمشاكل.
وعلى صعيد اخر اجتمع في انقرة اليوم الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول . وقالت مصادر كردية ان المباحثات تناولت الاوضاع الساسية في العراق والاستعدادات الجارية في العراق لاستلام السلطة من الاحتلال نهاية الشهر الحالي اضافة الى موقف الاتراك من مطالب الاكراد بالفيدرالية خاصة بعد رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردغان منح الاكراد العراقيين حكما ذاتيا رد عليه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني& قائلا ان الاكراد لم ينتظروا في تاريخهم ان تمنحهم تركيا حقوقهم المشروعة وهم قادرون على الحصول عليها .
وأعربت تركيا امس عن قلقها بشأن الانقسامات العرقية والسياسية في العراق وقالت إنها لا يمكن ان تقف ساكنة إذا سيطر الاكراد على مدينة كركوك النفطية الرئيسية بشمال العراق.
وتصاعدت حدة التوترات العرقية في كركوك حيث تتصارع المجموعات السياسية للحصول على مزايا قبل تسليم السلطة في العراق& لان تركيا تخشى ا من أن تؤدي سيطرة الاكراد على كركوك وموارد الطاقة بها إلى تعزيز اركان الحكم الذاتي لهم وربما احتمالات استقلالهم وهو ما قد يؤدي بدوره إلى اذكاء مشاعر الانفصال بين أكراد تركيا الذين يتركزون في جنوب شرق البلاد.
وقال غول للصحافيين "الجميع يدركون ما لدى تركيا من حساسيات تجاه كركوك ولن نسمح أبدا للسيطرة الكردية أن تصبح أمرا واقعا في كركوك واضاف يجب أن يكون للجميع نصيبهم العادل من ثروات البلاد.
ويعتبر الاكراد كركوك مدينة كردية ويريدون القضاء على نتائج سياسة "التعريب" التي انتهجها صدام حسين والتي شملت طرد أكراد من ديارهم وتوطين عربا مكانهم ولكن التركمان الذين يرتبطون بعلاقات عرقية ولغوية مع تركيا يصرون على أنهم السكان الاصليون لكركوك.
&