&
&&
واشنطن- اجتاز الرئيس الاميركي جورج بوش بلا عناء اختباره الدولي الاول المهم لكن الاسابيع او حتى الاشهر القادمة هي وحدها التي ستكشف ما اذا كانت الهجمة العاطفية التي استخدمها الرئيس الاميركي مع حلفائه الاوروبيين ولا سيما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستعطي نتائج ملموسة ام لا.
وخلال الجولة التي استغرقت خمسة ايام وشملت خمسا من دول القارة القديمة بدا وكان بوش تمكن ولو جزئيا من ازالة الصورة النمطية التي انطبعت في اوروبا عن رئيس من الغرب الاميركي محدود الثقافة.
ورغم انه ابدى في كل واحدة من محطات جولته رغبة كبيرة في الحوار الا ان بوش لم يتنازل في اي منها عن مواقفه الاساسية.
ولا تزال ملفات الخلاف مع اوروبا وروسيا كما هي سواء تعلق الامر بارتفاع حرارة الارض او النزاعات التجارية او الغاء نصف قرن من مفهوم نووي يقوم على توازن الرعب لاقامة درع مضادة للصواريخ.
فقد استخدم بوش في اوروبا نفس التكتيك الذي حقق له في مجال السياسة الداخلية اول نجاحاته التشريعية مثل الاصلاح الضريبي وهو يظهر بابتسامة عريضة يمد يده للمعارضة محاولا جذب بعض خصومه المعتدلين الى صفه وانما مع التراجع اقل ما يمكن عن مواقفه.
ومع ذلك فان جولة بوش الاوروبية الاولى هذه التي سيستكملها الشهر القادم بالتوجه الى بريطانيا ثم الى ايطاليا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني حيث يلتقي فلاديمير بوتين اظهرت وجود لهجة جديدة اكثر مهادنة في العلاقات بين ضفتي الاطلسي يبدو ان الدافع اليها رغبة الطرفين المتبادلة في المحافظة على فرص الحوار والتقدم.
وياتي هذا التغيير بعد اشهر عدة من الاحتكاكات المتزايدة والمحاولات الاميركية القوية لفرض سياسة القطب الواحد.
وقد ظهرت هذه اللهجة الجديدة الاربعاء خلال القمة غير الرسمية لحلف الاطلسي في بروكسل ثم في اليوم التالي خلال القمة الاميركية الاوروبية في غوتبورغ لكنها بدت ملموسة بوضوح السبت في سلوفينيا خلال القمة الاولى لبوش ونظيره الروسي بوتين في قصر قريب من ليوبليانا.
فقد تصرف بوش بشكل مناقض تماما للخط المتشدد الذي اتبع حيال روسيا خلال الحملة الرئاسية وخلال اشهر حكمه الاولى واظهر الرئيسان خلال مؤتمرهما الصحافي مشاعر ود كبيرة افتقرت اليها كثيرا علاقات كلينتون وبوتين.
فقد اشار الاثنان الى رغبتهما في بناء علاقات ثقة رغم ما بينهما من خلافات سواء حول مصير معاهدة اي.بي.ام للحد من الصواريخ ومشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ او الشيشان وتوسيع الحلف الاطلسي ومبيعات السلاح الى ايران او حرية الصحافة.
وقد ابدى بوش انفتاحا حيال استئناف المساعدة الاقتصادية لروسيا مما يمثل ايضا تحولا كبيرا.
ورغم التاكيد على ان معاهدة اي.بي.ام لا تزال في نظره حجر الزاوية للامن العالمي وافق بوتين مع ذلك على بدء محادثات على مستوى عال لمحاولة تحديد "اطار امني" جديد معلنا ان روسيا ستعطي اذانا صاغية.
وكانت الولايات المتحدة اقترحت مؤخرا امكانية شراء صواريخ من روسيا لضمها الى منظومة الدفاع الاستراتيجي الاوروبي اذا قبلت موسكو رفع القيود الصارمة التي تتضمنها هذه المعاهدة وبروتوكولاتها حول اقامة ونشر دروع مضادة للصواريخ.
ويتوقع ان تظهر اللقاءات القادمة بين الرئيسين، والتي ستتوالى بايقاع سريع -من قمة مجموعة الثماني في جنوى ثم في تشرين الاول (اكتوبر)&في شانغهاي لمؤتمر اسيا والمحيط الهادي ثم قمة ثنائية بعد ذلك بقليل في تكساس وما سيجرى من محادثات رفيعة المستوى- ستظهر هذه اللقاءات ما اذا كان بوش وبوتين قادرين على الانتقال الى مرحلة الافعال.
كما انه اعتبارا من الشهر المقبل ومع استئناف المفاوضات المناخية في بون، سيعرف الاوروبيون ما اذا كانت الولايات المتحدة، رغم استمرار معارضتها لبروتوكول كيوتو، على استعداد لاتخاذ اجراءات جادة لمحاربة تاثير الدفيئة كما اكد جورج بوش.
(&فيليب ديبوشير: أ ف ب)