روما - ابدى وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى خلال اجتماعهم أمس السبت في روما "تفاؤلا حذرا" ازاء معاودة النمو الاقتصادي العالمي معربين عن الامل في ان تنقضي سريعا المرحلة الحالية من التباطوء. واكد الوزراء ان هناك "قاعدة صلبة" لاستئناف النمو العالمي حتى وان كان الاقتصاد تباطأ منذ سنة "بوتيرة اسرع مما كان متوقعا"، وفق وثيقة غير رسمية صادرة عن الاجتماع وموجهة الى رؤساء دول وحكومات مجموعة الدول الثماني (مجموعة السبع وروسيا) الذين سيلتقون ابتداء من 20 تموز/يوليو في جنوى، شمالي ايطاليا.
اجتماع روما
واكد وزراء المالية في الوثيقة ان "ثبات الاسس الاقتصادية السليمة والتعاون الدولي المتين من شأنه ان يشكل قاعدة صلبة لمعاودة النمو".
وسجلت الوثيقة التي لا ترتدي صفة بيان تحقيق تقدم خلال السنوات الاخيرة لتقليل نقاط الضعف في الاقتصاديات الناشئة ازاء الصدمات الخارجية.
وفي ما يتعلق بالمناطق الاقتصادية العالمية الكبرى اي اميركا الشمالية واوروبا واليابان، ابدى الوزراء "تفاؤلا حذرا" وفق تعبير وزير الاقتصاد والمالية الايطالي جوليو تريمونتي الذي ترأس الاجتماع.
وهو ما عبر عنه وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي لوران فابيوس الذي تحدث عن "ثقة دون مداراة".
واعلن فابيوس في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع "لا احد يتبجح حول واقع الامور، على الجميع ان يقدموا مساهمتهم في النمو".
&واكد وزير الخزانة الاميركي بول اونيل انه يتوقع ان يسجل الاقتصاد الاميركي زيادة في النمو قريبا جدا مع الامل في ان يصل معدله الى 3% في العام 2002.
وقال وزير مالية الدولة التي تلعب دور محرك الاقتصاد العالمي ان "التعديلات التي ادخلت على الاقتصاد الاميركي ستجعلنا نتجه نحو معدلات اكثر ارتفاعا قريبا جدا. لا تسألوا متى، ولكن قريبا جدا" مشيرا الى معدل نمو يزيد على 2% في الربع الاخير من السنة الحالية وحوالي 3% في العام 2002.
وقال وزير المالية الايطالي ان جوا من "التفاؤل الحذر" طغى على الانطباع المتعلق بالاقتصاد الاوروبي.
وقال تريمونتي ان "بوادر ايجابية المنحى" بدأت ترتسم في الاتحاد الاوروبي و"الجو العام هو ان الامور تسير بشكل جيد عموما" مضيفا ان احصاءات حديثة تؤيد هذا الانطباع.
الا ان المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية بترو سولب قلل من هذا التفاؤل مؤكدا ان النمو الاوروبي سيظل دون 5،2% للسنةالجارية، حتى وان "كنا نتوقع انتعاشا في وقت لاحق من السنة".
وتحدث وزير المالية البريطاني غوردون براون كذلك بلهجة متشائمة قائلا ان التباطوء الاقتصادي لم ينته بعد.
اما اليابان،"الرجل المريض" في مجموعة السبع، فهي ستكون قادرة على الخروج من النفق ولكن ليس على الفور. وقال وزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا لزملائه ان الارخبيل يحتاج الى سنتين او ثلاث لتجاوز ازمته.
وبدا ان التوترالذي ظهر بين الولايات المتحدة واوروبا بشأن سبل تنشيط الاقتصاد العالمي قد هدأ.
وقال فابيوس ان وزراء المجموعة اقترحوا الحلول ذاتها لوضع حد للتباطؤ الاقتصادي العالمي، وخصوصا الاميركيين.
وكان وزير الخزانة الاميركي بول اونيل دعا الخميس الاوروبيين واليابانيين الى تحمل مسؤولياتهم في مؤازرة الولايات المتحدة لتفعيل النمو الاقتصادي العالمي.
وقال فابيوس ان الوزير الاميركي اكد له "انه قد اسيء فهمه" واوضح ان اونيل لم يقصد الاشارة بسوء الى تصرفات هذه الدولة او تلك مصرا على ان "كل واحد مسؤول عن تحمل مشقة السير في جزء من الطريق".
ولذلك فان اليابان وافقت على ضرورة تطبيق الاصلاحات الهيكلية التي اطلقت بينما اعربت الولايات المتحدة عن "رغبتها في معاودة النمو وزيادة مدخراتها الداخلية".
&اما بالنسبة الى اوروبا فان عليها ان تدعم الطلب الداخلي وتعتمد "مزيجا من السياسات الاقتصادية" (اي التوازن بين سياسة الموازنة والسياسة المالية) التي تعزز شروط النمو المستدام" بحسب فابيوس.& (أ ف ب:&اوليفييه تيبو)
&