&
باريس - اتهم السفير الاسرائيلي لدى فرنسا الرئيس الاميركي جورج بوش باساءة توجيه الدور الاميركي في الشرق الاوسط منذ توليه السلطة في (يناير) كانون الثاني الماضي.
وقال السفير ايلي بارنافي في حديث لمحطة راديو فرانس انتير عن رد فعل بوش على الهجوم الذي شنه مهاجم فلسطيني الخميس وفجر فيه نفسه "انني لست محبطا من رد فعل السيد بوش وانما محبط بسبب اسلوب معالجة الاميركيين للقضية منذ تغيير الفريق في واشنطن." واضاف السفير الاسرائيلي "اعتقد انهم لا يقومون بجهود كبيرة. وما يفعلونه قليل ويفتقر للاجادة."
ونددت فرنسا بالهجوم الذي وصفته بأنه "هجوم أعمى وغير انساني." وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "يجب بذل كل جهد ممكن في اسرع وقت لكسر سلسلة العنف المأساوية وانعاش امال السلام."
واعربت جميع الصحف الفرنسية عن مشاعر الرعب من اعمال القتل وانتقدت بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقالت صحيفة ليبراسيون ذات الاتجاه اليساري انه يتعين على شارون ان يعترف بأن العنف لن يتبخر وان عليه ان يقبل شكلا ما من اشكال المراقبة الخارجية "ليس دوليا بالضرورة... وانما اميركيا على اقل تقدير."
ووجهت ليبراسيون ايضا انتقادات الى الرئيس الاميركي. وقالت في مقال افتتاحي "جورج بوش وعطلته التي تستمر شهرا في تكساس وعقدة الخوف التي لديه من الالتزامات الخارجية ربما لا يكون محبذا لكن من الصعب معرفة الى متى سيقنع بالاكتفاء بكلمات التشجيع."
وندد بوش باعمال القتل قائلا ان عرفات عليه ان "يتحرك الان" لتقديم القتلة الى العدالة ومنع قوع مزيد من الهجمات.
ووجهت صحيفة لو فيغارو ذات الاتجاه اليميني انتقادات شديدة الى كل من عرفات وشارون وبوش ايضا. وقالت في مقال افتتاحي "اذا امتنع الاميركيون فهذا سببه الكسل الذهني المحض." واضافت "لقد راهنوا على السيطرة على النفط في الخليج منذ تهميش صدام حسين ويمكنهم التعايش مع استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي." وقالت الصحيفة "منذ ان توقف وجود الاتحاد السوفيتي فان وجهة نظر البيت الابيض تتمثل في ان مخاطر امتداد الصراع في انحاء الشرق الاوسط لم تعد قائمة."
وقالت صحيفة لو موند ان منطق الحرب يفوز بسبب تصميم شارون فيما يبدو على نسيان المفاوضات ومحاربة النار بالنار وتذبذب عرفات الدائم بين كلمات الحرب والسلام. واضافت "وبين طرفي (الصراع) لا يوجد شيء او لا شيء تقريبا ...منذ انسحاب الدبلوماسية الاميركية المؤلم الذي قررته ادارة جورج بوش بشكل يفتقر الى المسؤولية."