&
سيناريوهات متعددة لما ستكون عليه السعودية خلال الفترة المقبلة، طرح في كتاب جديد ومثير صدر في الولايات المتحدة الاميركية&هذا الاسبوع. الكتاب يعتمد على عصارة نظريات تطلعية ورامقة للمستقبل.
المؤلف الدكتور جوزيف كيشيشيان& امضى وقتا مكثفا في السعودية، قابل عددا كبيرا من افراد الاسرة السعودية، ورجال الاعمال والمثقفين وخرج برؤية تثير الانتباه.

&
لماذا تهم المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة؟ لأنها تتحكم بأكثر من ربع احتياطي العالم من النفط الخام ولأنها شريك تجاري مهم. فحوالي 4. الف اميركي يعيشون راهنا في المملكة ، كما ان المملكة ظلت منذ اكثر من نصف قرن من الزمن حليفا مخلصا للولايات المتحدة. وليست السعودية فقط ركيزة للاعتبارات الامنية الاميركية في منطقة الخليج ومحورها، بل ان الاعتدال السعودي في المنتديات والكتل العربية والاسلامية والنفطية (اوبك) يدعم المصالح الاميركية.
لذا من البديهي ان تكون مسألة الخلافة (على العرش) موضع اهتمام بالغ عند صانعي القرار في واشنطن. ولا تنحصر هذه المسألة بمن سيخلف الملك فهد ثم ولي العهد الأمير عبد الله من بعده. بل الأهم من ذلك هناك السؤال الأساس عن الكيفية والتوقيت الخاصين بخلافة من هم بعد ابناء عبد العزيز (الملك المؤسس) عبر الأجيال التالية، ومن ثم كيف يمكن تأسيس هذا المسار (جعله مؤسسة) ضمن نطاق التطورات& الاقتصادية-الاجتماعية والانتقادات التي ما فتئت تتعرض لها الأسرة المالكة.
الدكتور جوزيف كيشيشيان يوضح العديد من هذه التساؤلات في كتابة "الخلافة على الملك في المملكة العربية السعودية" عبر بحثه المضني في أشكال الخلافة وانماطها داخل الأسرة السعودية. وبالاضافة الى تحريه الدقيق كل ما نشر حول هذا الموضوع، استفاد المؤلف من حصيلة سلسلة تثير الاعجاب من المقابلات مع افراد من الأسرة وعدد من المسؤولين السعوديين الرسميين فضلا عن مجموعة كبيرة منه اهل الدراية والمعرفة بشؤون المملكة& في الخارج.
حتما لقد كتب الكثير عن المملكة العربية السعودية، بيد ان غالبية ما كتب وألف يتركز على الاقتصاد، والسبب الابرز هنا هو صعوبة التوصل الى المراجع الأولية. والمواد التي كتبت عن مسألة الخلافة على الملك او العرش قليلة تقريبا الى درجة الندرة. وبكل بساطة، ولعله لاعتبارات مفهومة& لم يشجع السعوديون دراسة التطورات السياسية الداخلية في البلاد، وبالنتيجة فان هذا الكتاب يسير في درب بالكاد طرقت من قبل، وهو يعتمد على اكبر عدد ممكن من المراجع والمصادر الأولية الأساسية.
وفي حال كان ما نعرفه عن مسألة الخلافة في السعودية قد ظهر او ضمّن في اعمال& بحثية كبيرة، تتناول التطورات السياسية والاقتصادية، فان الاشارات الى الخلافة كانت تلوح بانتظام، ولكن بصورة سطحية لم يخترق المؤلفون فيها السطح. وبالاجمال كانت مناقشة هذه المسألة تلامس جوهرها وتنزلق عنه، وذلك بكل بساطة لأن قلة ضئيلة من الكتاب امّنوا لأنفسهم المنافذ والأقنية الضرورية لتقييم اكثر تفصيلا وشمولية. ولتاريخه كان الاستثناء الوحيد سيمون هندرسون، الذ افلخ في خوض غمار الموضوع وانجز دراسة مفيدة جدا قبل فترة قصيرة. ولكن هنا لا بد من الاشارة الى ان دراسة هندرسون ركّزت فقط على الملك فهد، في حين ان دراسة كيشيشيان تستكشف مسلألة الخلاف من منظو جيلي - أي الأجيال المتعاقبة-، محددة مجموعة لا بأس بها من القادة الشباب الذن يمكن ان يشقوا طريقهم نحو العرش او ان يمارسوا تأثيرا ونفوذا على من يفعل.
هذا الدراسة طموحة حقا. والحقيقة ان المؤلف سعى الى الخروج بعمل يثبت معدنه مر الزمان، لا سيما وانه اعتمد على عصارة نظريات تطلعية ورامقة للمستقبل خلّفها اكاديميون طوال الباع. فالكتاب& ينسج على منوال بحث مجيد خدّوري في ارث القيادة والزعامة الوراثية، وهو بحث ما زال رائدا وصائبا بلا تحد او تشكيك على امتداد الجيلين الماضيين. وكانت جهود خدّوري المبكرة -لبحث التطورات السياسية الداخلية من خلال موشور الزعامة او القيادة- هي المنطلق او اللبنة الأولى لعكل كيشيشيان. ومما يستحق الذكر والتوكيد هنا ان خدّوري شدد على جانب بناء الدولة بالاضافة الى الدور الحيوي الذي لعبته الزعامات العربية في ذلك السياق.
هذا الكتاب يجدد بحث خدّوري ويوسّع افقه عن طريق تشديده على مفاهيم رعامات او قيادات المستقبل للعلمنة والاهداف الدينية. وفي هذا السبيل ينقسم الكتاب الى اربعة اقسام (يليها فصل ختامي خامس):
-الفصل الأول يفحص امور الجيل الحالي ويقدم تحليلا معمقا ومفصلا لموضوع الخلافة قبل عهد الملك فهد. وقد تناول المؤلف بالتحليل ولو بايجاز عهود الملوك سعود وفيصل وخالد قبل الوصول الى عام 1982 عندما خلف الملك فهد على العرش. ويختتم هذا الفصل لمناقشة موضوع الخلافة بما يختص بولي العهد عبد الله ووزير الدفاع سلطان وابناء الملك فهد. ايضا يتطرق هذا الفصل الى خلفية عن حالات الخلافة في الماضي والحاضر. ومع ان الجزءين الاول والثاني من الفصل يغطيان عهود سعود وفيصل وخالد وفهد، فان النصيب الأكبر من المناقشة يتناول بتركيز بيّن مفاهيم القادة السعوديين للسلطة او المرجعية.
ومن ناحية اخرى لاتقل اهمية عما سبق، يتجه التحليل الى منظور كل من المسؤولين الثلاثة الأبرز للنفوذ والسلطة وكيف يمكن لكل منهم ان يحاول التموضع -هو او ابناؤه من بعده- على الساحة بحيث يحقق الاستفادة القصوى من التطورات المستقبلية.
الفصل الثاني يفحص اوضاع الجيل الثاني من القيادة عبر فك رموز المرسوم الملكي الصادر عام 1992 (لعله يقصد النظام الأساسي للحكم؟) ويعرّف بهؤلاء القادة الجدد (مع مفاهيم وافكارهم ازاء العلمنة والتدين والمشاركة السياسية)، واحتمالات تشكيل هؤلاء تحالفات في ما بينهم ضمن الأسرة، والعلاقات بين ابناء الملك عبد العزيز ونسله من جهة والفروع الأخرى من الأسرة السعودية من جهة ثانية. وبما ان كثيرا مما يتضمنه هذا الفصل يعرّف او يحدد هويات افكار القادة السعوديين البازغين، فقد حرص المؤلف على اعتماد تصنيف لأكبر عدد ممكن من الأمراء ضمن البنية السياسية للأسرة (الادوار السياسية التي يلعبون)، وتسليط الضوء على جملة من القضايا المهمة. وهذه النقطة غاية في الأهمية عند نسج التحالفات المستقبلية ضمن الأسرة، الى جانب عرض ادوار مانحي الدعم لملوك المستقبل.
الفصل الثالث يركز على المفاهيم الخاصة بالهموم والانشغالات الأمنية، وهو يأخذ في الحساب بشيء من التشديد الخاص حركات المعارضة الدينية والعلمانية المناوئة للأسرة السعودية. وفي السياق ذاته يدرس المؤلف ويبحث تقديرات ابناء الأسرة للقضايا الأمنية الأكثر جدية وكيف يرى افراد من الأسرة المعارضة من داخل المملكة. وقد سعى المؤلف بعناية وحرص للحصول على تفاصيل وجهات نظر "لجنة الدفاع عن الحقوق المشروعة" والدور الذي& لعبته، وذلك الذي لعبته ايضا من بريطانيا ثلاث جماعات منشقة عن "اللجنة" التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها. وفي الجزء الأخير من هذا الفصل يعرض المؤلف ويقيم افكار ابناء الأسرة السعودية حول مدى تهديد كل من العراق وايران لحكمها.
الفصل الرابع يتناول الحالة الراهنة التراتبية والنظامية داخل الأسرة عبر بحثه "سيناريوهي".
ومجددا، يتوخى هذا الفصل تقدير امكانيات صمود الأسرة السعودية امام رياح التغيير اذا هبت، واذا تمكنت من الصمود فلأي حد. وفي نهاية المطاف هذا هو الامتحان الحقيقي لمسألة الخلافة مع الأخذ في الاعتبار ان "تسيير" الأزمة واجادة التحكم بظروفها سيحسم بالتأكيد من سيخرج منتصرا.
اخيرا، الفصل الخامس هو عبارة عن تقدير تقييمي للتحالفات الجديدة التي تبزغ راهنا في المملكة وللقادة الذين بمقدورهم تولي الحكم.
&
تاريخ الطبع: 13 آب/ اغسطس 2001
ISBN:0312-23880-0
السعر:55 دولار
للاتصال: ميريديث هوارد Meredith Howard
Tel: (212)982-3900, ext.267
[email protected]
&