كشف الشريط الاصلي لابي مصعب الزرقاوي عن انه لا يجيد استخدام السلاح، ومع ذلك فإن الزرقاوي تحول الى سوبر جنرال بفعل التضخيم الاعلامي الاميركي له، حتى ظننا انه رجل خارق حارق خازق فالق.. وإذ به لا يجيد اطلاق النار من سلاح رشاش. ولا أظن ان الزرقاوي يشذ عن القاعدة في هذا لأن ثمة جنرالات عربا يضعون اوسمة على صدورهم مع أنهم لم يخوضوا حروبا بل حققوا ارقاما قياسية في الهزائم وهناك شعراء لا يجيدون الشعر وكتاب لا يمسسهم قلم قط.. وصحافيون لم يعملوا في الصحافة قط وسياسيون لا يميزون بين السياسة والتياسة.. وكان عندنا وزراء لا يفقهون بأمور وزاراتهم وتنقلوا من وزارة الى اخرى لعلهم يفلحون فلم يفلحوا إلا في تكديس المناصب والسيارات وتوزيع العطايا والهدايا على المقربين. وصار لدينا وزراء حيارى لا يعرفون كيف يبدأون وأين سينتهون ويؤكدون انهم سيحكمون حتى قيام الساعة.

ولعله من العجب العجاب وما يندى له الجبين ويسيل منه اللعاب ان يصمت اغلب المسؤولين العرب ازاء ما يجري لشعبنا من حصار وتجويع، فلا يتحدث وزير عن ذلك ولا ينعق خفير.. حتى تمرد قائد شرطة دبي ضاحي خلفان على الاميركان واتهم البوشاوي بالارهاب لما يفعله في العراق ولحصاره الشعب الفلسطيني. فعندما يخرس وزراء الخارجية والدفاع في عصر الانحطاط العربي ينطق قائد شرطة بما يعجز عنه جنرالات لا يجيدون فنون الحرب بل فنون القمع وارهاب البلاد والعباد فقط.

لم أفاجأ بان الزرقاوي لا يتقن استخدام السلاح مثلما لم افاجأ بصحافي عربي مشهور كدس الملايين وربما مليارات ولا يجيد الكتابة بل المدح والولاء.. لأنه لو أجاد الكتابة لما كدس ملايين بل ملاليم وملاحقات بوليسية. اما الزرقاوي الذي لا يجيد استخدام السلاح فإنه لا يقتل سوى المدنيين الابرياء وهذه لا تحتاج الى شطارة او مهارة او جسارة.


حافظ الرغوثي