احتفلت مواقع الانترنت وساحاته المحسوبة على الاسلام بخطاب أبو مصعب الزرقاوي وقبله خطاب أميره أسامة بن لادن، فالى وقت قريب كان هناك اعتقاد سائد بأن شخصية الزرقاوي هي شخصية وهمية واختراع هوليوودي من قبل أميركا لتجد لها مبررا للبقاء في العراق، ولكن أخيرا ظهر هذا الزرقاوي بشحمه ولحمه يقسم ويتوعد بأنه سيحرر العراق ويطالب شبابنا بترك الحياة والتوجه الى الجهاد في العراق بعد الشيشان وأفغانستان -التي وعد شبابنا وقتها بالوصول من خلالها الى جنات النعيم لينتهي بهم الأمر في أقفاص جوانتانامو!!-1

لكن كيف يريد الزرقاوي أن يحرر العراق؟
ببساطة اتخذ خطة واستراتيجية لم يأت بها الأوائل تقضي ببساطة بقتل كل من: (الرافضة) وهم المواطنون الشيعة العراقيون، وأيضا قرر محاربة (الأكراد) الخونة، وعلى السنة ألا يفرحوا كثيرا فقد قرر أيضا أن يحارب (السنة ) الذين لا يتعاونون معه الى جانب تصفية أفراد الشرطة العراقية والتخلص من عناصر الجيش وتقتيل كل من يعمل مع الحكومة العراقية أو يتعاون معها بأي شكل من الأشكال -فمن بقي؟-

هذه هي خطته ببساطة: قتل الجميع بلا استثناء ولهذا الغرض يستخدم السيارات المفخخة وسط الأسواق لتحصد الجميع على طريقة (شختك بختك ) فما الذي سيخسره طالما أن الجميع مستهدفون؟، وأيضا تفجير المساجد -كنت أشك أن مسلما يمكن أن يفجر مسجدا لكن الزرقاوي لم يتبرأ في خطابه من تفجير المساجد وحديثه عن الرافضة يؤكد أنه هو وجماعته من يقوم بها وأكد لي أنه لا مستحيل مع القاعدة !!-اذن خطته ببساطة قتل الجميع والتخلص من الجميع وبعدها سيحتفل باقامة خلافة اسلامية على أنقاض نخيل العراق وبقايا شط العرب!!5
لكن ما فات هذه المواقع والساحات أنه يتعين عليها اذا أيدت خطاب القاعدة في العراق فعليها أن تؤيده في القاهرة والرياض والدوحة وشرم الشيخ والخبر وبقيق وألا يكتفوا بتأييده فقط في العراق لأنه بعيد عن أسرهم وأطفالهم، فخطاب القاعدة وفكرها واحد ومن يؤيده في مكان فعليه أن يكون على قدر من المسؤولية لقبوله في حارته ومدينته.
هناك شيء آخر لا حظته، وهو أنه ما أن يخرج علينا شريط لابن لادن حتى يخرج الينا تصريح من البيت الأبيض بعده بوقت قصير يؤكد صحة الشريط، رغم أن الولايات المتحدة لا تزال تؤكد أنها تحقق انتصارات في العراق ولم تكتشف بعد الفوضى والصراعات التي تسببت بها منذ غزو العراق لتحريره من نظام صدام حسين، فما الذي يجبرها على التأكد من صحة الشريط و من ثم تأكيد صحته عبر وسائل الاعلام الا لو كان ذلك يخدم مصالحها؟.
باختصار: الشعب العراقي اليوم يعاني من عدة (احتلالات )، أولها الاحتلال الأميركي وهو في نظري الأقل سوءا فهو على الأقل يحاول أن يساعد العراقيين على بناء دولتهم أو على الأقل يدعي ذلك، وهناك الاحتلال البنلادني الزرقاوي الذي يريد أن يفرغ العراق من أهله وليس لديه لغة سوى quot;الموت للجميع quot;الى جانب الفتن الطائفية -بحسب البي بي سي أن العراق بدأ يقسم الى مناطق بحسب الطوائف وهو ما لم يكن موجودا قبل ثلاث سنوات الى جانب انخفاض نسبة التزاوج بين الطوائف بشكل كبير -وأيضا بذور الحرب الأهلية وأخيرا التدخل الايراني وقنابله (السلمية!) !
فهل لهذا الليل الطويل من آخر؟

[email protected].