الاشاعات التى انتشرت فى مصر خلال الاسابيع القليلة الماضية عن تدهورخطير فى صحة قداسة البابا شنودة جعلت الاعداء والاصدقاء لة يكتبون معربين عن تخوفهم من انعكاسات رحيلة على مجريات الاحداث فى مصر. وقد تابعت ما كتب فى بعض الصحف المصرية بشان مرض البابا وادهشنى ان يكتب البعض وخاصة الصحفى او الاثنين او الثلاثة اياهم المعروفين بولائهم وانتماءهم لجماعة الاخوان المسلمين.. متطلعين للحظة التى يرحل فيها قداستة عن عالمنا ويلتقى بربة بحجة انة كان ولايزال السبب وراء الصراعات الطائفية بين المسلمين والاقباط التى شهدتها مصر خلال الاربعين عاما الماضية..وتشجيع اقباط المهجر على تدويل القضية القبطية !!

ولكن بعض العقلاء كتبوا مشيدون بوطنية البابا شنودة والدور البارز الذى لعبةفى تحسين العلاقة بين رجال الدين الاسلامى والكنيسة القبطية ومعربين فى نفس الوقت عن قلقهم الشديد وتخوفهم من المجهول الذى سيواجة مصر والعلاقة بين عنصرى الامة فى حالة وفاة البابا شنودة.

وما بين متخوف وقلق واخر شامت ومتطلع لهذة اللحظة نجد الاصابع تشير بقوة فى هذة اللحظات الحرجة الى دور خفى تلعبة الحكومة المصرية وراء ظهور رجل اسمة ماكس من اجل اضعاف الكنيسة وتمزيقها وشغلها بصرعات داخلية استعدادا لرحيل البابا وتنصيب اخر مكانة ومن ثم لا يجد البطرك القادم وقتا للمطالبة بحقوق شعبة او المناداة برفع المعاناة عنهم وانما تركيز جهدة ووقتة لجمع لم الشمل وحل المشاكل والصراعات والمساومة مع المنشقين المدعمين من قبل السلطات واعداء الكنيسة. وانى شخصيا اعتقد ظهور المدعو ماكس المفاجىء واعلانة تنصيب نفسة بطرك بديلا او منافسا للبطرك الشرعى وتسليط الاضواء علية بهذة الطريقة الغير معتادة من قبل بعض وسائل الاعلام المصرى انما يفضح نية الحكومة ومخطاطاتها وسعيها لضرب الكنيسة واضعافها تخوفا او تحسبا من تنصيب بطرك متشدد بدلا من البابا المعروف باعتدالة ومواقفة المهدئة وخاصة فى اوقات الازمات والاحداث الطائفية التى يتعرض لها الاقباط من وقت لاخر. وتاريخ النظام فى مصر يشهد على تفوقة فى تفريق ابناء مصر واللعب بورقة الدين وادخالهم فى صراعات ومعارك لا اول ولا اخر لها وذلك من اجل ضمان استمراريتة وبقاءة ولذلك ليس من المستغرب او المستعبد ان يكون المدعو ماكس ميشيل الورقة الجديدة التى ستلعب بها الحكومة المصرية والنظام من اجل احتواء البطرك القبطى القادم واضعاف الكنيسة القبطية.

والنظام فى مصر كان يجب علية بدلا من السعى لتمزيق وحدة الكنيسة - التى لن تحدث ابدا-

الاستجابة للمطالب العادلة للاقباط والتى كتبت انا وغيرى وقلنا انها تتلخص فى كلمتين فقط هما العدل والمساواة.. ان تحقيق هذا المطلب العادل سوف يوقف شكوة الاقباط واتهاماتهم للحكومة بالانحياز الى جانب المتطرفين ويساعد كثيرا على تهدئة الاوضاع المتأزمة حاليا فى مصر ويزيل فى نفس الوقت المخاوف من تولى رجل دين مسيحى متشدد رئاسة الكنيسة القبطية.

اننى اتفهم جيدا مشاعر القلق والخوف التى تنتاب البعض من المجهول الذى ستواجهة مصر كلها بعد رحيل قداسة البابا لانهم يعرفون جيدا ان مواقفة الوطنية النبيلة ساهمت فى احتواء العديد من الازمات الخطيرة بين المسلمين والاقباط وساعدت على تعميق اواصر المحبة والمودة بين عنصرى الامة من مسلمين ومسيحيين.

واشعر بنفس مشاعر القلق التى يشعر بها الاخرون لمجرد التفكير فى احتمالات رحيل البابا
وانعكاسات رحيلة على القضية القبطية ومطالب الاقباط وايضا على العلاقات المعقدة بين الحكومة والكنيسة من ناحية والعلاقة بين المسلمين والاقباط من ناحية اخرى.

ولكنى بكل تأكيد لست متفهما لموقف الحكومة المخزى من الكنيسة وقياداتها والشعب القبطى ومطالبهم العادلة التى يصر النظام على تجاهلها او الالتفاف حولها تخوفا من اغضاب المتأسلمين والمتطرفين.

والسؤال الذى يجب على الجميع طرحة الان ومحاولة الاجابة علية فى نفس الوقت هو: ماذا لو جاء بطرك جديد بعد رحيل البابا شنودة ( بعد عمر طويل) واصر على تحقيق مطالب الاقباط العادلة بالكامل؟؟

هل ستقوم الحكومة المصرية بتحقيق هذة المطالب ام انها سوف تستمر فى الممطالة والتهرب والادعاء بانة لا يوجد مشاكل عند الاقباط ؟؟

صبحى فؤاد

استراليا

الاحد 9 يوليو 2005

[email protected]