أظن أن فخامة العزيز رئيس وزراء العراق ( الديموقراطي )، ورفاقه الكرام من امثال السيد الجليل

لا ننسى أن للنظام السابق فضل تنويع وتوزيع القمع على كافة اعراق العراق، ونال الكورد منه نصيب هائل، لا يُقاس قطعا بما اصاب الجميل الجليل مُقتدى في ابيه وعمه ( رحمهما الله )، نقول بفضل هذا وحيث أن من العدل أن تتوزع الثروة العراقية والهم العراقي بالتساوي على كل الفرقاء
موفق الربيعي وهيئة المحكمة الموقرة والجهاز القضائي البغدادي العادل المستنفر غاية الإستنفار، بحاجة إلى إجازة طويلة يستريحون فيها من عناء تلك الأيام العصيبة القاسية التي يمرون بها الآن على خلفية الإعدام الذي دار ولا يزال ( وسيستمر ) يدور حوله لغط كبير، جراء ما فعله الكرام الكبار الذين حضروا العرس للتشفي بأسيرهم، فسببوا الحرج الكبير لفخامة المالكي وحكومته وقضاءه، وأنعكس هذا ( وسينعكس اكثر في قادم الأيام ) على جهود المصالحة ( الطائفية ) التي صمم فخامة المالكي على الخوض في غمارها، ولو بالضد من حلفاءه الصدريين الذين لا نشك برقيهم الحضاري وثقافتهم الرفيعة ووعيهم السياسي العالي!!!


نقول... نظن أن السيد المالكي والربيعي المغوار والآخرين، والذين اجهدهم التصوير والهتاف، بحاجة إلى إستراحة ولو قصيرة، يُعيدون فيها ترتيب اوراقهم السياسية وأجندتهم ( ويريحوا اعصابهم المشدودة ) ويعيدوا لحمّ ما تهرأ من علاقات قامت على خلفية الحدث غير المشرف.
قطعا سيتساءل العزيز الربيعي ورفاقه وماذا نفعل ببرزان وعواد والمجيد وآخرون وقد اينع الثمر وحان القطاف وحلت ساعة الحصاد ونخشى أن يُهربهم الأمريكان إن لم نبادر إلى محاكمتهم وتعليقهم على وجه السرعة؟


نعم... انتم على حق يا سيدي الوزير، تلك المخاوف مشروعة، ومهمتكم ايها الرجل شريفة ولا شك وأنتم مسؤولون أمام الله والناس من عرب وإيرانيين وووو على ان تقطفوا تلك الرؤوس على وجه السرعة قبل موسم الصيف وفساد الثمر ( بسبب الحر وإنقطاع الكهرباء الدائم )، أو ربما فساد العلاقات مع الأمريكان ( وهم المعروف عنهم أنهم متقلبون لا يقرّ لهم قرار، إذ همُ سريعو الإستجابة لضغوط الداخل والخارج )...!!


وإذن فلا مجال البتة لتأجيل تعليق عواد وبرزان إلا لبضعة ايام حتى تهدأ الضجة المفتعلة ( من قبل النواصب لا بارك الله بهم )، وبعدئذ عليكم بهم، وحبذا لو نسيتم تلفوناتكم النقالة هذه المرة.
لكن... ما ليس لكم، إعطوه لغيركم ايها الكرام الطيبون النبلاء...!
وكما قال رسول الحُب يسوع:
ما لله لله وما لقيصر لقيصر...!
ومع الإعتذار من يسوع الجليل نستعير القول فنقول :
( ما للكورد للكورد وما لمقتدى لمُقتدى )، و( مفيش حد احسن من حد )...!
وكما الفرق هائل بين الله وقيصر، فهو لا شك هائلٌ بين الكورد ومُقتدى، إذ هو فرقٌ بين أمةٍ ناضجة موحدة مُتحضرة، وصبي لما يزل غرّاً، نأمل له النضوج على نار العنف الطائفي الذي اشعل هو وصبيان الطائفة الأخرى إواره...!


وهنا لا ننسى أن للنظام السابق فضل تنويع وتوزيع القمع على كافة اعراق العراق، ونال الكورد منه نصيب هائل، لا يُقاس قطعا بما اصاب الجميل الجليل مُقتدى في ابيه وعمه ( رحمهما الله )، نقول بفضل هذا وحيث أن من العدل أن تتوزع الثروة العراقية والهم العراقي بالتساوي على كل الفرقاء، فأعتقد أن من العدل أن يكون نصيب أهلنا الكورد ومعهم طبعا شركاءهم في كُردستان ( الأيزديين والشبك والتركمان والآشوريين والسريان والكلدان والعرب )، أن يكون نصيبهم من تلك القسمة رأس علي حسن المجيد وآخرين لهم علاقة وثيقة بالجرائم التي ارتكبت في كُردستان، وبالذات جريمة ضرب حلبجة بالكيماوي، وجرائم الأنفال والتطهير العرقي الذي استمر طيلة حكم النظام وشمل كل شعوب كردستان.
وحين اقول رؤوس هؤلاء فأنا لا اعني بأي حال من الأحوال أن تلك الرؤوس ستعلق بالضرورة، فهم احرار في ما يفعلون بها، إنما هذا حقهم الديموقراطي والدستوري في ثروات العراق وهموم العراق وهم مسؤولون عن لعب دورهم بالطريقة التي تناسبهم، إنما المهم حفظ الحقوق الأدبية والأخلاقية والإعتبارية لهم من حيث كونهم ضحايا ولهم الحق كما الرفاق المهدويين ( متعهم الله بمرآى المهدي والجهاد الشريف معه قريبا بإذن الله، ضد اليهود والمسيحيين والنواصب الأنجاس ).


ثم...هُم أمة عريقة وشعب كبير من شعوب العراق، ولديهم حقوق ومستحقات قانونية على النظام السابق ولها تبعات مادية كبيرة لضحايا النظام من آبائهم وأمهاتهم وجبالهم وغاباتهم وأرضيهم التي لوثت وبساتينهم وبيوتهم التي احرقت، ولا يصح ابدا أن ينالوا احكاما غيبية، بينما هم يتفرجون من بعيد...!
وكأنهم غير موجودين...!


وهي كما اسلفنا فترة راحة وإسترخاء للعزيزين المالكي والربيعي حفظهما الله ورعاهما وأنعم على العراقيين ببركة جهودهما الشاقة العنيدة في مضمار السعي للمصالحة وبناء عراق ديموقراطي، يشع على كامل المحيط العربي والمشرقي، وتتلألأ انواره في ارجاء المعمورة.


نتمنى من الأخوة أن يسمعوا هذا الرأي ويعتنوا به، لكي يوفروا على انفسهم وعلينا وعلى العراق كله مزيدا من الأخطاء والتجاوزات ويحفظوا البقية الباقية من اللحمة الوطنية العراقية بإسترضاء الكورد عبر تسليمهم المتهمين بجرائم الانفال ليحاكموا في كوردستان.

كامل السعدون
النرويج ndash; الرابع من كانون الثاني - 2007