عَجَبُ العُجابْ
مما رواهُ الأوَّلونَ..
ومن الكتابْ.
حوَّاءُ إذ خُلِقت بِخلقٍ مختلفْ.
لا ليس طيناً مثلَ آدمَ من ترابْ.
حوَّاءُ إذ خُلِقت لتعبدَ آدماً..
ليست كآدمَ يعبدُ اللهَ اٌلعليَّ وباحتسابْ
حوَّاءُ يا لغزاً تحار به العقولُ..
فلا يُفَكُّ ولا يُجابْ.

مكروا فنادوكِ نفاقاً أو رياءْ:
حوَّاءُ يا أُمَّ الرجالْ..
أُختَ الرجالْ..
بنتَ الرجالْ،
حوَّاءُ يا زوجَ الرجالْ،
يا حبَّهم يا خِدْنـَهمْ..
يا كلَّ شيءٍ للرجالْ.
لم يبقَ فيكِ أيُّ شيءٍ لا يعودُ إلى الرجالْ!
لكأنما أنتِ لهم وبكل حالْ،
مُلْكٌ يُمتّعهم بآيات الجمالْ!

حواء يا أم الرجالْ..
هلاّ ذكرتِ اٌسمكِ!؟..
هيّا اْنطقي!
ماذا دهاكِ لتصمتي!؟..
من ذكرِ إسمِكِ تخجلين!؟
أم أنّكِ لا تملكين
اسماً تُنادَينَ به وقتَ الطلَبْ؟
يا للعجَبْ!!
للعبدِ اٌسمٌ يصطفيهِ وأنتِ عبدٌ للرجالْ
للعبدِ اسم..
حتى إذا ما احتاجهُ ربُّ العبيدْ
نادى إليهِ بإسمِهِ..
ليجيبه العبدُ المُنادى:
مولايَ إنّي هَهُنا! رهْنٌ لأمرِكَ، سيِّدي!
لكن بربكِ أفصحي.. قولي لنا
ماذا ينادي السيِّدُ المولى إليكْ؟
أيَقولُ يا زوجَ الرجالْ؟
أيقول يا خِدنَ الرجالْ؟
ماذا يقول؟
أيَقولُ يا أُمَّ الرجال؟..
لِمْ لا يناديكِ بِ quot; يا أمَّ البناتْ quot;!!
لكنّكنَّ، جميعَكنّْ،
مثل الكلابْ..
مثلَ القِطَط ْ..
في عالم الفقراءْ،
لا تملك الأسماءْ ـ
ماذا يناديكِ إذاً؟..ماذا إذاً؟
لِمْ لا ينادي يا حليمهْ؟
لِمْ لا ينادي يا كريمة ُ؟
يا فهيمة ُ يا نعيمه ْ؟
لِمْ لا ينادي يا سميحة ُ يا مليحهْ؟
لِم لا ينادي باسمكِ الفعلي، بأحرفهِ الفصيحه؟
لكنّما..
السيّدُ المولى يخافُ من الفضيحة،
يا للفضيحـهْ!!

عشتار وهي إلهَة ٌمنذ البدايةِ لم تَكنْ
إلاّ اْمرأهْ.
كان الرجالُ عبيدَهـا، عُـبّادَهـا..
كانوا لها الأدنى وكانت ذارئهْ *..
من رحمها خرجوا جميعاً..
أرضعتهم صدرها
فَهُمُ صنيعتها وهم إبداعها.

كانت نساءُ الأقدمينَ ملوكَهمْ
أربابَـهم وشُيوخَهمْ
أما الرجالُ فلم يكونوا غير فضل خليقةٍ
لَفَظَتْهُمُ تـُفـْلا ً بلا أسماءْ.
لا تعجبين فلم يكن هذا سـوى
سـرُّ البقاءْ.
لولاه لاْنتفت الحياةُ وسادَ قانون الفناءْ
في جنسِ آدمَ وانتهى أبناؤهُ تحت السماءْ.
هَذِي الأُممْ..
من لمَّها أمَماً سوى
حُضن دفيءٌ طاعِمٌ للأُمهاتْ؟!
هذي القبائل والشعوبْ..
لم تعرف الأجدادْ،
كانت لها جدّاتْ.
أنسابها كانت إلى جدّاتها ـ
هذا فلانٌ من ربيعةَ ُ، أو فلانٌ من قُضاعهْ
أو من أُميّةَ َ أو خُزاعهْ.
أَخَواتهم،
هنَّ اللّواتي كنَّ مفخرة المقاتلِ في الحروبْ،
فهو الذي لا ينتخي، حين الإغارهْ،
إلاّ بأُخته إذ يصيحُ منادياً،
quot; هذا أخوكِ يا نعيمه quot;
يا كريمةُ، يا فهيمه،
هذا أخوك يا صبيحة، يا مليحهْ،
هذا أخوكِ.. إن تجندلَ في القتالْ،
قولي لأهلكِ أنني قد خضت حربي
وسقطتُ مقتولاً شهيداً راضياً بلقاء ربّي
من أجل أرحام القبيلهْ،
وحماية ً لنسائها.. لنسائها.. لنسائها،
لا ما حَمَى الأعرابُ يوماً مربـِعاً
أو قاتلوا، سَفَحوا دماً، لحماية الأنعامْ،
لكنما ضحوا بغير تفجّع ٍ حتى بأشياخ القبيلهْ،
كي يمنعوا الأعداءَ أن يَسْبوا النساءْ.

هنَّ النساءُ الذارئات نشرنَ أبناء البشر
في كل ركن من أقاصي الأرضْ.
هنَّ اللواتي غرسْنَ في أبنائِهُنّْْْ ْ
ما مكّن الأبناءَ أن يغزوا الفضاءْ..
أن يقهروا عَسَفَ الطبيعهْ،
يَتَجاوزوا بطريقهم كل الصعابِ
أو العقابْ
حتى التي منها منيعهْ.
هنَّ البدايةُ والنهاية ُ، هنَّ قانون الشريعهْ.
هنَّ البقاءُ وهنَّ أختامٌ قطيعهْ*.


فـؤاد النمـري

الذارئه: التي تبقي نسلاً وذرية.
يلدن مواليدهن مقطوعين على خلقتهن وخلقهن.