المذيع العراقي اللامع ابراهيم الزبيدي والذي تنبه من بداية السبعينيات لخطر صدام وحاشيته من ارباب الاجرام ماصغر منه وماكبر اتحف المكتبة العربية قبل ثلاثة اعوام بكتاب فريد من وجهة نظر عدد ممن طالعه.

الكتاب هو (دولة الاذاعة) حيث انطلق الزبيدي في احاديثه باسلوب مشوق ومثير ولايخلو من طرافة في كشف كل ماهو مستور عن صدام حسين وقرية العوجة التي لصق ابناءها نفسهم غيلة بتكريت. فالزبيدي ابن مدينة تكريت ورفيق صبا صدام ولاحظ عن قرب الصعود المثير لصدام الذي لم يخلُ منذ بداياته من جرائم قتل مسبوق حتى بسرقات من الجيران من قبل ذويه.

ويبدو ان مقولة ان العرب لايقراون تنطبق من خلال هذا الكتاب على العرب بشكل كبير خاصة مثقفيهم. ترى هل قرا من يتباكى على صدام حسين كتابة دولة الاذاعة؟ هل قراه مثلا صلاح المختار الذي صرخ في اليمن في اربعينية صدام شاتما كل من فرح لسقوط نظام صدام حتى وان كان عدوا لدودا لاسرائيل؟ هل قرأه عبد الباري عطوان وفيصل القاسم؟ اشك في ذلك كثيرا؟
بل هل قراه ثلاثة ارباع اعضاء البرلمان العراقي المتباكين على صدام اليوم؟ اشك في ذلك اكثر؟

يقول ابراهيم الزبيدي في كتابه ان صدام كان لايحسن الا استخدام الشر وقد اجاد في ذلك.

ويضيف وهو ابن تكريت ورفيق صبا صدام واقاربه وشاهد على الحدث: ( يذكر العراقيون ان اخلاق السطو في شخصيات ابناء العوجة تكشفت مبكرا جدا اذ راح كل منهم يتصرف دون تردد وكأنه المالك الجديد للوطن والمواطن. يذكرني زميلي الصحفي والشاعر خالد الحلي ( المهجر حاليا الى استراليا) بانني ابلغته مبكرا جدا بان العراق مقبل على احتراق من نوع جديد لم يشهد له مثيلا في تاريخه الطويل. وانني قلت له ان الحكام الجدد لن يعتقوا هذا الوطن واهله الا بدم وبدم غزير جدا. لقد امسكوا بالبقرة ولن يتركوها الا بالسكاكين. ويذكرني ايضا بانني اخبرته بان الحكام الجدد من نوع جديد لم تألفوه. لايترددون في شيء، ولايتورعون عن ذبح من يمد يده الى زادهم الشهي الجديد. اما ماتسمعونه منهم من احاديث العروبة والوطن والحزب والثورة فهي ليست سوى ( عدة الشغل) الجديد). انها حقا عدة الشغل ومازال البلهاء العرب مصدقين ذلك.

لقد ترك ابراهيم الزبيدي العراق مطلع عام 1974 بعد اسشعاره عقب لقاء مع صدام حسين بحضور محمد سعيد الصحاف مدير عام الاذاعة والتلفزيون وكيف كان صدام لايستطيع النظر في عيني الزبيدي لانه يذكره بماضيه الاسود حيث تخلص من كل رفاق الصبا لعل موتهم ينسيه ذلك الماضي الاجرامي. لكن ابن تكريت ابراهيم الزبيدي الخبير بتصرفات رفيق صباه صدام من نظرات عينيه استشعر انه سيكون الضحية القادمة فترك العراق بجلده. لتتحقق نبوءته اليوم فها نحن نرى مايحصل من قتل وفرق موت كلها من هندسة رجال العوجة.

انصح كل قاريء بمطالعة كتاب (دولة الاذاعة) للصحفي الاذاعي العراقي ابراهيم الزبيدي ليدرك حقيقة مايجري الان في العراق.

محمد هاشم

[email protected]