أفرح كثيراً عندما أقرأ رداً من الآخر على ما أكتب، حتى ولو كان قاسياً بشرط أن لا يُضمن سباً وشتماً. ولا يضمر. تهديداً ووعيداً.
أحب ذلك من أي كان، فكيف لو كان هذا الناقد هو صاحب أعف يراع. وأخف مداد. به يترجم نقاء قلبه وعفاف لسانه ونبل أدبه ودماثة خلقه وطهر معدنه. عند نقده للذين يستحقون، أقذى الكلام.

الكاتب الكبير عبدالمنعم الأعسم لم يرضى على جل ما شخصته في مقال لي حول مواقف المفكر حسن العلوي الأخيرة..


ربما لم أكن موفقاً في بيان عدم العمومية بمصداقية البعثي الذي تخلى عن مباديء بعثيته بعد إكتشاف عبثيتها. ولكن قول المثل ( العادة اللي بالبدن ما يغيرها غير الكفن ) في الأستاذ حسن العلوي الذي أكد بنفسه في لقاءآته التلفزيونية الماراثونية، تمسكه بأهداف الحزب القومية عند أصراره على لفظ ( العربية ) كغاية الله في دين الإسلام الأممي ومعاملة المسلمين غير العرب ( كحنون في الإسلام ). لا يعني شمول غير المقصود في المقال المنقود (حسن العلوي) لذلك يجوز تكرار ذكر المثل في حالات فردية اُخرى إذا تبين غش المتبريء من مبادئه. أيتها كانت..

كم أتمناك رأيته معي على إحدى القنوات وهو يتفاخر بذاك الذي كان يكتب عند هزيمة الجيوش العربية (إنهزمت الجيوش الإسلامية!) وعند إنتصارها يقول (إنتصرت الجيوش العربية!)..
كذا سمعنا (مع إختلاف النية) من بعض المعلقين الرياضيين المصريين عند نقلهم لمباراة فريق دولتهم ضد دولة اُخرى حيث يهزجون عند الفوز ب ( بص. شوف. الفراعنة بتعمل أيه ) وإذا ما خسروا يصرخون ( ليه. يا أبناء مصر العروبة )!!!

ألم تسمعه وهو يقول. لو كنت حاكماً لعفوت عن صدام وأطلقت سراحه كما فعل الشهيد عبدالكريم قاسم، ولكنه لم يذكر نتيجة تلك الطيبة على الشعب العراقي عندما نجح المعفو عنهم بالقضاء على حكمه. وكيف أذاقوا أشراف العراق مر العذاب وماذا عملوا بخيراته بعد تسلطهم عليه.

أستاذي الجميل
تذمرك لأستيائي من قول المفكر حسن العلوي في وصف إعدام صدام حسين ( بإعدام صدام السني وليس صدام الدكتاتور ) غبنتني به. فلست أنا المتعجب من مواقف بعض الشيعة نحو الخلفاء. ابو بكر وعمر وعثمان ( رض ) لأعتقاد خلافهم مع الإمام علي ( ع ) وكل المصادر الموثوقة تشير إلى الحب والتآلف والمشورة فيما بينهم لدرجة زواج واحدهم ببنت الآخر.


اُتهم بالطائفية.
كان قصدي في ذلك يا أستاذي هو جعل حسن العلوي ( الشيعي ) مهمة غالبية الشيعة في نبذ تلك التصرفات التي بدرت من ( نفر ) ( كأنفار ) من أخوتنا السنة، أساؤا إلى الطائفة. صعبة، عندما يؤكد بصفة ( الشيعي ) على أن عملية الإعدام بصدام إنما كانت( بالسنة ) وصار يصور واحدنا نحن الشيعة وكأننا شبهنا ( معاذ الله ) الظالم الدكتاتور بالخليفة العادل عمر بن الخطاب ( رض ) عند إعدام صدام لذلك إستغل الفرصة لإصدار كتابه ( عمر والتشيع ) الذي أساء أليه العلوي من حيث لا يدري عندما ظهر من على ( البغدادية ) قبل عدة أيام قائلاً. إن عمر بن خطاب ( رض ) هو الذي جعل العراق ( عربياً ) وثبت ( عروبيته )!!


رجاءً دقق في قوله ومن ثم إستنتج مصدر فكرته!!!!


ألا يعني حسن العلوي بذلك أن خليفة المسلمين، فتح العراق ليكون عربياً وليس مسلماً، وأن مهمته كانت إجبار القوميات غير العربية إلى الولاء ( للعروبة ) وليس إعتناق الإسلام؟؟؟؟!!!! وهذا ما ننكره نحن في هدف عمر ( رض ) في فتوحات عصره..

قبل قراءتي للكتاب الجديد ( عمر والتشيع ) أوافقه على كل ما سيرد فيه من تناصر وتآزر ومودة مابين الخليفة الثاني والرابع وكذلك أبو بكر وعثمان ( رض ) واؤكد على ديمومتها في حياتهم. ولكن ظهور المذاهب بعد قرون من وفاتهم، هي التي جعلتها متنافرة بين أتباع الإسلام الواحد، عندما زج الدين الإيماني بالسياسة المصالحية!!!

ختاماً. أختيارك ( الكلام المفيد ) من إبن خلدون.
( الإنسان. إبن عوائده ومألوفه، لا إبن طبيعته ومزاجه ) جاء في صالح مضمون قصدي في المقال ( حسن العلوي. وظيفته سفير، ومهنته كاتب ). اُكرر حبي وأحترامي.


حسن أسد