لم يكن أحد في العراق يتوقع ان تمر ذكرى أربعينية أستشهاد الامام الحسين quot;عquot;، دون ان تراق دماء الزوار والمتجهين الى كربلاء المقدسة. فهذه صفحات سوداء من تاريخ امة بااكملها لايريد البعض بل ويصر على استمرارها. بهكذا افعال اجرامية وفي كل عصر وكل زمان لها عنوان مختلف لكن الجوهر نفسه هو البطش والقتل فمرة باسم الملكية واخرى باسم الجمهورية وثالثة باسم القومية واخرى باسم الوطنية وثم بااسم محاربة الشعوبية وايضآ بااسم قتل الصفوين وها نحن اليوم نصل الى حد البطش بالروافض. والحقيقة الضحية نفسها لم تتغير والمجرمين أنفسهم لم يتغيروا، بل ان دعم مادي واعلامي وبشري هائل يدعمهم هذه المرة دون خجل او خوف من الله او حتى من صفحات التاريخ فنحن امة اصبحت عارية من كل شيء الامن الارهاب يلبسها ويحيط بها، والمفارقة نفس هذا الارهاب يحارب ويدان عندما يكون في بلاد عربية اخرى لكنه يصفق له ويدعم ماديآ واعلاميآ وايضآ بغض الطرف والسكوت عندما يكون موجهآ ضد هولاء quot; الروافض quot;!!.
وبعد كل ذلك يطالب الضحية وليس المجرم الجلاد بتقديم التنازلات وفرش الطرقات الى قاتليهم وجلاديهم الاوباش. كان امس يومآ دمويآ بكل معنى الكلمة الى شيعة العراق. نعم الى شيعة العراق وليس غيرهم، ومن يدعي ان هذا الكلام طائفيآ عليه ان ينظف ضميره قبل اذنيه ليسمع الاخبار ويرى الامور بضمير أنساني حي و نقي وصافي. وليس بطريقة الانتقاء وتلطيف الكلمات والتلاعب بالمفردات كما فعلت امس واليوم اكثر وسائل الاعلام العربية. التي تعمل بطريقة نصف ضمير ميت ونصف حي، وهذه شائبة انسانية كبرى. فلقد قتل وجرح يومي الثلاثاء والاربعاء مئات من الشيعة العرب العراقيين، دون ذنب يذكر سوى انهم يذهبون مشيآ على الاقدام الى سيد الشهداء الامام الحسين بن علي ابن ابي طالب quot;عquot;. ولقد كانت خارطة هذا القتل الاجرامي تمتد من الموصل في الشمال والى بلد وسامراء وحتى بغداد والحلة وحتى حدود كربلاء. لكن مع كل حجم الكارثة الانسانية هذه كان الخبر يعتبر عادي او مجرد عاجل تنتهي اهميته بعد ثواني من نشره. او ان يتم صياغة الخبر بطريقة لاتقل اجرام عن الفاعلين انفسهم خاصة عندما تردد بعض ابواق هذه الفضائيات quot; مقتل بعض العراقيين على يد مسلحين!!quot;
اما الموقف الرسمي العربي فهو لايقل شان وتدني عن مواقف هذا الاعلام المنحرف انسانيآ من باب quot; الأناء ينضح مابه quot;، بل أن الموقف الرسمي هو صمت القبور التي لاتنطق، ويفضل ان يدفن راسه حتى على مجرد التصريح والادانة لمثل هكذا جرائم بشرية شنيعة.
لكنه مستعد يقلب الدنيا لو تعرض خمسة اشخاص من جهة اخرى الى اعتقال وليس الى قتل لكونهم لايحملون جوازات رسمية لدخول البلد بعد رجوعهم من الحج!!
ولايفوتني ان اشير الى بيان quot; هيئة علماء السنة quot; في العراق الذي أدان هذا الفعل الاجرامي من مقراته في عمان والدوحة..
وكان بودي ان تعمل هذه الهيئة على طرد هولاء البهائم المفخخة التي تنطلق من مناطق واحياء معروفة تحتضنها وتدفعها لأجل التفجير وقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والرجال. وبدون مزايدات وبدون كلام وبيانات لاتغني ولاتسمن ولم تعد تجد لها اذان صاغية.
فهناك اليوم في كربلاء حوالي ستة ملايين زائر كل واحد فيهم معرض للقتل والبطش في أي لحظة.
أن من يستحق الشكر والامتنان بكل تبجيل وتقدير واحترام هو الامين العام للامم المتحدة الذي سمى الامور بأسمائها الحقيقية دون لف او دوران او كلام فارغ او صمت القبور التي لاتنطق كما فعل الكثيرين. فلقد أدان الرجل هذه الجريمة quot; بحق الزوار الشيعة quot; نصآ وبكل وضوح. بدون طائفية او بغضاء او سكوت عن نطق الحق على الطريقة العربية المفضوحة. ولذلك فهو يستحق عند الكثيرين من المظلومين والمذبوحين ان يقولون له شكرآ يااخي الانسان وياأبن العم quot; باي كي مون quot; على موقفك المشرف والانساني هذا. بعيدأ عن الشعارات القومية الفارغة وعن بوس اللحى وعن الذين يدفعون الاموال ويدعمون بالاعلام وبالبهائم المفخخة لذبح شيعة العراق العرب الاقحاح الذين جارت عليهم أمتهم والتاريخ الاسود الطويل.،
محمد الوادي
التعليقات