لاادري لماذا يعتريني شيء من الحزن، حينما أقرأ بعضا من الكتب الادبية ( الراوية، القصة القصيرة، قصص الاطفال)، فجوهر الادب في ذاته، جوهر لاغ للفرح متماهي مع الحزن والمأساة، بل أن هناك حقيقة، مفزعة في ذاتها صادمة في روحها، وبالاخص حينما أقرا بعضا من قصص الاطفال، وبالذات جزءا من قصص التراث، التى لاتصح ان تروى للاطفال وهم على اسرتهم، بانتظار قصص سعيدة ينامون على سردها وفرحها.اعلم ان الحزن في الكتابة، ينبع احيانا من الغاء التعبير عند الطفل ومن منع عوامله الاولية من اكتشاف ماهية الحياة.... ومنحه دورا غير دور الطفولة، يؤدي الى تخبط في الكبر وفقدانا للتوازن السعيد. أن الاسباب التي جعلت، من ألغاء الفرح في بعضا من الكتب الادبية وبعضا من كتب الاطفال، هي نفسها الاسباب التي ألغت التعبير عند الطفل الكاتب، وروجت للصمت عند الطفل تحت شعار (الادب الاجتماعي والاخلاقي )، وهي النتائج الحتمية نفسها التي،ترتب عليها اولا..صب كأس الحزن في بعضا من النصوص الادبية.


فما بالنا أن واحدا من هؤلاء الاطفال سينشأ كاتبا، سوف لن يتخلص من بذوره القديمة ومن فكرة،ألغاء الذات والتعبير... وهي الفكرة المؤدية فعلا الى أن يكون المرء حزينا، فاقدا لذاته ولثقته بنفسه، وعند هذا سوف لن يكون وفيا لادب الفرح....وسيعيش صراعا بين تلك الجذور، وبين فكرة الادب القائمة اولا، على حرية البوح والتخلص من الخوف القديم، والانطلاق في الافكار، التي تؤدي الى الابداع، الابداع الحتمي الذي ينمو، في شروط الحرية، والحرية واحدة من مسببات الفرح، ففي ظل صراع الادباء والمفكرين، لعقود خلت مع الاختلاف. تحولت الاماكن التي عاشوا فيها (أوربا )... الى اماكن لقبول الاختلاف في الادب والفكر، فصار النهج واضحا ورئيسيا في بث الفرح... في بعض من قصص الاطفال والكبار. نعم وأدرك ذلك أن الانسان، لديه حساسية كبرى تجاه النقد، الا أن التدرب الذاتي على قبول الاخر، من نعومة أظافره..ومن بدء النشئ، والتعود على التعبير الحر، يؤدي فعليا الى الفرح في الكتابة، ونشوء ثقافة الفرح، يؤدي فعليا، الى الفرح في الكتابة والثقافة، الثقافة التي تؤسس،لبناء الفرح عند الصغار والكبار، هي ثقافة واعية مدركة تعقيدات الحياة، وتداخلاتها الكثيرة...فحينما يتأسس الفرح في النفوس، تتأسس مدرسة تسهيل الحياة الفكرية والحياة الطبيعية.

أن تأسسيس الفرح في ثقافة الطفل والكبير، تبدأ بأن لايعتبر الفرح مواز للسخرية وغياب الهيبة، بل أن الفرح هو جزء من غريزة بشرية تحب العيش والبقاء في واحة السلام وغياب العدوانية، تلك التي تتربى في جو يغيب فيه، راي الطفل والكبير عن الحضور...حيث يؤدي تراكم الاراء... النائمة في الفكر، المحبوسة في أدراج العقل... حتما سجنها يؤدي الى أطلاق العدوانية ونشوء عدم التوازن الفعلي للطبيعة البشرية.فحينما تسقط أقنعة العادات والتقاليد، التي تعتبر من الفرح (أضحوكة )أو (سخرية) فحينما يبدأ فهم وأدراك أهمية الفرح في الحياة الاجتماعية، لينعكس أيجابيا على الحياة الثقافية. فحينما تبدأ بعضا من قصص الاطفال،تلاعب الطفل وفكره وتحثه،على الابداع وتكون في بعض من كتب الكبار النكتة الجميلة،والبشاشة،والروح الطائرة،ووجود المتعة في سطور الادب.. وغياب الملل حينما يحدث كل هذا،عندها سيبدأ يوم جديد.

زهراء حسن

كاتبة عراقية
[email protected]