تحتفل كافة شعوب العالم بذكرى يوم محدد كعيد وطني لها أذ يمثل لها ذكرى مهمة أما عن تأسيس دولتها أو استقلالها أو أي حدث يشكل اهمية وطنية لذلك البلد وتبرزأهمية مثل هذا اليوم الوطني عند التعامل في المحافل الدولية حتى انه أصبح من الاسئلة الصعبة والمحرجة التي طالما تواجه العراقيين حاليا وخاصة العاملين في الأوساط الدبلوماسية على الرغم من اشتراك معظم العراقيين في عيد ميلاد واحد هو الأول من تموز الا انهم بدون عيد ميلاد لدولتهم.
لذا نناشد مجلس نوابنا الموقر بحل هذا الاشكال وتحديد يوم وطني يجمع عليه العراقيون ليعبر عن وحدة هذا الشعب بكافة طوائفه وقومياته وأديانه.وقبل تحديد ذلك لابد من استعراض أهم الأحداث الوطنية التي مر بها العراق لاختيار أهمها:
اولا: : أعتماد يوم 25 تشرين الاول عام 1920 أذ في هذا اليوم تم تشكيل أول وزارة وطنية في العراق برئاسة محمد النقيب، وهنالك الكثيرمن يعترض على هذه الوزارة لانها لم تمثل كافة اطياف الشعب العراقي
ثانيا : تحديد يوم 23 اب 1921 اذ تم فيه تتويج الملك فيصل الاول كملك دستوري على العراق،ولا اعتقد بأن هذا التارخ سينال رضى كثير من العراقيين خصوصا وان هنالك ردود فعل نفسية وسلبية لدى الشعب العراقي تجاه النظام الملكي.
ثالثا : ذكرى 14 تموز عام 1958 تلك الثورة التي قادهاالشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم وأطاحت بالتبعية الاجنبية ولكنها فتحت المجال لصراعات وأنقلابات دموية عانى منها الشعب العراقي طوال أكثر من أربعة عقود كما ان تلك الثورة ارتبطت بانقلاب 17-30 تموز 1968 أذ تسمى عادة (أعياد تموز).
رابعا : هنالك رأي متداول باتخاذ يوم 9 نيسان عام 2003 عيدا وطنيا، صحيح أنه يوم مهم في تاريخ العراق أذ تم فيه القضاء على النظام الدكتاتوري ولكن ومع الاسف تم ذلك من خلال احتلال العراق من قبل امريكا وبعض الدول الحليفة لها، لذلك فأن اعتباره عيدا وطنيا يحمل عدم الرضا في نفسية العراقيين ويمس كرامتهم ويواجه السخرية من قبل كثير من مواطني شعوب العالم.
خامسا :تحديد تاريخ 15 كانون الثاني 2006 اذ شارك في هذا اليوم العراقيون جميعهم في انتخابات برلمانية حرة وفق دستور دائم مصوت عليه من قبل الشعب.
أن الحدثين المذكورين في الفقرتين (اولا ) و(ثانيا) اعلاه على الرغم من ظهورهما في ظل الارادة البريطانية الا انهما تحققا كثمرة لكفاح الشعب العراقي الذي أعلن ثورة وطنية مسلحة عام 1920 وضح فيها مطاليبه واهدافه الوطنية لذلك نقترح أما اعتماد ذكرى ثورة العشرين التي انطلقت شرارتها الاولى في 30 حزيران 1920 كعيد وطني( National Day) أذ ساهمت تلك الثورة بشكل ملموس في اضعاف الروح الطائفية بين الشيعة والسنة التي تضخمت كثيرا في فترة الحكم العثماني والصراع التركي ndash;الايراني و من خلالها تعززت روح الاخوة والتضامن بين أفراد الطائفتين وبقية مكونات الشعب العراقي والتي نحن في امس الحاجة لها في الوقت الحاضر كما فرضت على المحتلين البريطانين تغير مخططاتهم والتعجيل باقامة الدولة العراقية الحديثة. او أختيار 15 كانون الثاني 2006 يوم وطني لان فيه خرج الشعب العراقي بكافة أطيافه وعبر عن وحدته و ارادته الحرة في أنتخاب مجلس النواب وفق الدستور الدائم رغم الظروف الامنية الصعبة.
أ د حاتم جبار عطية الربيعي
اكاديمي عراقي
[email protected]
التعليقات