حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية


الولايات المتحدة هى اغنى بلد فى العالم، ولكنها تفتقر الى الضمانة السليمة لحقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الامريكيون الذين يعيشون فى فقر يشكلون // العالم الثالث // للمجتمع الامريكى. قال تقرير لمصلحة التعداد الامريكية يوم 29 اغسطس 2006، انه كان 37 مليون نسمة يعيشون فى فقر بعام 2005، ويشكلون 12.6 بالمئة من اجمالى سكان الولايات المتحدة. وقال التقرير ايضا ان 7.7 مليون عائلة تعيش فى فقر وان واحدا من كل ثمانية امريكيين كان يعيش فى فقر عام 2005. ونسبة الفقر فى كليفلاند وديترويت تصل الى 32.4 بالمئة و31.4 بالمئة على التوالى. وان واحدا من ك! ل ثلاثة كانوا يعيشون تحت خط الفقر. وبين عامى 2000 و2005، نما الاقتصاد الامريكى بنسبة 12 بالمئة من حيث الواقع والانتاجية، واذا قيس بالانتاج فى ساعة العمل فى قطاع الاعمال، ارتفع 17 بالمئة وفى نفس الفترة، بلغ متوسط الاجرة الساعية للامريكى العادى 3 بالمئة واقعيا ( تعديل التضخم ).

يبقى الجوع والتشرد مسألة حرجة. فقد كشف تقرير لوزارة الزراعة الامريكية يوم 15 نوفمبر 2006، ان 34.8 مليون امريكى لم يجدوا اموالا كافية او مصادر اخرى لشراء طعام فى العام الاسبق. واك! تشف استطلاع اجراه مؤتمر العمل الامريكى وشمل 23 مدينة بما فيها شيكاغو وبوسطن ولوس انجيليس انه فى عام 2006، ازدادت الطلبات على المساعدات الغذائية الطارئة بمعدل 7 بالمئة عن عام 2005، مع تسجيل 74 بالمئة من المدن زيادات. وايضا، ازدادت الطلبات على مساعدات مآو طارئة بمعدل 9 بالمئة عن 2005، وقد اظهرت 68 بالمئة من المدن التى شملها الاستطلاع زيادات. حاليا، هناك 600.000 او ما يقارب ذلك من المتشردين فى عموم البلاد، منهم 16.000 متشرد فى واشنطن دى سى، و3800 فى مدينة نيويورك. ويقدر ان هناك 3000 - 4000 متشرد فى باليتمور فى كل ليلة. وفى هاواى، يعيش! حوالى الف متشرد فى خيام على طول الشواطىء. واظهر استطلاع ان فى مدينة لوس انجيليس والاحياء المحيطة 88.345 متشرد، وقد اعلن العمدة ان المدينة هى // عاصمة المتشردين فى امريكا //.
معدل المستويات المعيشية فى الولايات المتح! دة هى من بين الاعلى فى العالم، بيد ان الولايات المتحدة تتخلف وراء معظم الدول فى الحماية القانونية للعمال والسياسات الصديقة للعائلة فى مواقع العمل. فى يوم 4 فبراير 2007، بث صوت امريكا ان دراسة عن 173 دولة ذات دخل عال ومتوسط ومنخفض، واجرتها جامعة هارفارد وجامعة مكغيل، اظهرت ان الولايات المتحدة هى واحدة من الدول الخمس الوحيدة التى لا تضمن نوعا من اشكال اجازة الامومة المدفوعة الاجر، والدول الاربع الاخرى هى ليسوتو وليبيريا وسوازيلاند وبابواغينيا الجديدة. ومن ال173 دولة، 127 تقدم اجازة سنوية مدفوعة الاجر، لك ن ليس هناك قانون فيدرالى يضمن هذه الاجازة فى الولايات المتحدة. تقدم 140 دولة اجازات مرضية مدفوعة الاجر لعمالها، لكن الولايات المتحدة ليس فيها قانون فيدرالى حول ذلك، تاركة الامر يقرره اصحاب العمل. وليس فى الولايات المتحدة قانون حول الحد الاقصى من طول اسبوع العمل او مدة محددة للعمل الاضافى الالزامى فى الاسبوع، غير ان 134 دولة لديها قوانين فى هذا الصدد. لا توجد ضمانة فى الولايات المتحدة لحماية حق النساء العاملات للرضاعة، ولكن 107 دول على الاقل تضمن للنساء العاملات استراحات للرضاعة. ان الولايات المتحدة لا تضمن للاباء اجازة ابوة ولا اجازة ابوة مدفوعة الاجر، لكن 65 دولة تمنح الاباء اما اجازة ابوة او اجازة ابوة مدفوعة الاجر.


ان عددا غير قليل من الامريكيين لا يشملهم الضمان الصحى الاساسى. ففى تقرير صدر عن مصلحة التعداد الامريكية يوم 29 اغسطس 2006، ورد ان عدد الذين! من دون غطاء صحى ارتفع الى 46.6 مليون فى 2005عام، بتشكيل 15.9 بالمئة من اجمالى السكان، وبزيادة 1.3 مليون عن عام 2004. فى مينيسوتا ادنى نسبة من المؤمن عليهم وهى 8.7 بالمئة وفى تكساس اعلى نسبة من غير المؤمن عليهم وهى 25 بالمئة. فى فترة 2003 - 2006، ازدادت اقساط تأمين الرعاية الطبية الاساسية من اكثر من 50 بالمئة لتصل الى 88.50 دولار امريكى شهريا، من 58.7 دولار امريكى فى عام 2003، وكان من المتوقع ان ترتفع الى 98.20 دولار امريكى فى عام 2007. قالت الادارة ان تكاليف المنافع الدوائية ستنمو بمعدل 11. 5 بالمئة سنويا فى العقد القادم، بزيادة اكثر من الضعفين من سرعة الاقتصاد. اظهرت الاحصاءات، ان المعدل السنوى لتكاليف الرعاية الطبية للعائلة الامريكية وصل الى 11.500 دولار امريكى او قرابة 3000 لكل امريكى كل عام فى الاعوام الستة الماضية. وتزداد اعداد الامريكيين العاجزين عن! تحمل نفقات الرعاية الطبية، ويتطلعون الى العلاج الطبى بالخارج. فى عام 2005، ذهب حوالى 500 الف امريكى من غير المؤمن عليهم الى الخارج للعلاج وذلك حسب الاتحاد الوطنى حول الرعاية الصحية.


5 - حول التمييز العنصرى مازال الفصل والتمييز العنصرى عميق الجذور فى الولايات المتحدة. فالافريقيون - الامريكيون والملونون
الآخرون ما زالوا يعيشون فى // ولايات متحدة اخرى //.
الاقليات العرقية هى فى قاع المجتمع الامريكى. فالاحصاءات الصادرة عن مصلحة التعداد الامريكية فى نوفمبر 2006، اشارت الى انه حسب بيانات العام 2005، بلغ المعدل السنوى لدخل العائلة 50.622 دولارا امريكيا للبيض، بالمقارنة مع 36.278 لذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية و30.940! للسود. ازداد دخل البيض 64 بالمئة عن السود و40 بالمئة عن ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية. فى عام 2005، امتلكت ثلاثة ارباع عائلات البيض منازل بالمقارنة مع 46 بالمئة لعائلات السود و48 بالمئة لعائلات ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية. وكانت نسبة الفقر للبيض 8.3 بالمئة فى عام 2005، بينما هى 24.9 ب المئة للسود و21.8 بالمئة لذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية. وان حوالى واحد من خمسة من ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية افتقر الى تحقيق ما يكفى من المواد المغذية وواحد فى كل 20 يجوع بانتظام. وشكل السود 42 بالمئة من جميع المشردين فى الولايات المتحدة. ونسبة الملونين الذين لا يشملهم التأمين الصحى الحكومى كانت 32.7 بالمئة لذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية و19.6 بالمئة للسود، بالمقارنة مع 11.3 بالمئة للبيض. وفى المنطقة الجنوبية التى ضربها الاعصار، عاش ا! لفقراء والسود حياة أسوأ بكثير. وفى خلال الدورة 87 للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، لاحظت هذه اللجنة بعين الاعتبار تقريرا قدمته الولايات المتحدة حول تنفيذها للمعاهدة الدولية حول الحقوق المدنية والسياسية، ان اللجنة // تبقى قلقة حول المعلومات بان الفقراء وخصوصا الافريقيين - الامريكيين قد لحق بهم الاذى والضرر من خطط الانقاذ والاخلاء المنفذة حين ضرب الاعصار كاترينا الولايات المتحدة، ويواصلون الحرمان فى خطط اعادة البناء //.
لقد خضع الافريقيون - الامريكيون والاقليات العرقية للتمييز فى العمل ومواقع العمل. و نسبة البطالة بين السود تزيد عن ضعفى النسبة للبيض.


وحسب الاحصاءات التى نشرتها وزارة العمل يوم 8 ديسمبر 2006، كانت نسبة البطالة فى نوفمبر 2006، 8.6 بالمئة للسود و3.9 بالمئة للبيض. وتتلقى لجنة فرص العمل المتساوية الامريكية اكثر من 500 شكوى ضد التميز العنصرى كل اسبوع، وما يزيد عن 26 الفا كل عام ; فى السنة المالية 2005، تلقت 26.740 اتهاما بالتمييز العنصرى. ان تقريرا نشره المركز الامريكى للبحوث الاقتصادية والسياسية يوم 15 ديسمبر 2006، ذكر ان السياسات الامر يكية المتميزة والتغطية الاعلامية السلبية قد قيدت تنمية شباب الاقليات العرقية فى الولايات المتحدة. البيض اكثر سهولة لترقيتهم للادارة من السود وذوى الاصل اللاتينى.
عامل افريقى - امريكى فى ميريل لينش وشركاه، اتهم اكبر شركة للسمسرة بالتجزئة فى الولايات المتحدة، بالتمييز العنصرى عام 2005. وفى عام 2006، انضم 16 عاملا أسود حاليا وسابقا الى الشكوى القضائية متهمين ميريل بالتمييز المنظم والشائع ضد السماسرة والمتدربين الافريقيين - الامريكيين فى عموم البلاد فى الاستئجار والترقية والتعويض. واتهم ايضا 13 عاملا افريقيا - امريكيا حاليين وسابقين، شركة تايسون للمواد الغذائية وهى اكبر شركة لحوم امريكية، بالتمييز العنصرى فى عام 2006.


ويتنامى التباين العنصرى فى التعليم ايضا. فحسب بيانات مصلحة التعداد الامريكية فى عام 2005، ترك اكثر من نصف ذكور الاقليات العرقية المدرسة قبل التخرج فى المدارس الثانوية بالولايات المتحدة، 67.5 بالمئة من ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية و53 بالمئة من السود لم يواصلوا التعليم بعد التخرج بالمدارس الثانوية. والامريكيون البيض هم الاكثر احتمالا بحيازة تخرج او درجة متخصصة ويحمل 30 بالمئة على الاقل من الشباب البيض درجة ليسانس بالمقارنة مع 17 بالمئة للشباب السود و12 بالمئة للشباب ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية. الفصل العنصرى فى التعليم امر خطير جدا فى واقع الامر. ووفقا لندوة! عقدت بجامعة كاليفورنيا فى لوس انجيليس فى اكتوبر 2006، درس 67 بالمئة من الطلبة ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية فى مدارس للبيض 90 بالمئة -- 100 بالمئة فى ناحية لوس انجيليس المدرسية. وان التقسيم العنصرى فى مدارس لوس انجيليس الثانوية اكثر خطورة. ففى مدرسة بيفرلى الثانوية، كان 73 بالمئة من الطلبة هم من البيض و 8 بالمئة من الآسيويين و 6 بالمئة من ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية. وعلى النقيض من ذلك، من بين 4940 طالبا فى مدرسة روزولت الثانوية، كان 98.9 بالمئة من ذوى الاصول الاسبانية والبرتغالية و1 بالمئة من السود. وكان هناك تفاوت كبير فى مرافق المدارس نظرا للتقسيم العنصرى.


التمييز العنصرى عميق الجذور فى انظمة تنفيذ القانون والقضاء الامريكية. فالتمييز ضد المسلمين فى تنفيذ القانون قد ثابر فى الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر. وحسب تقارير الاسوشيتد برس، تم اخذ ستة مسلمين كانوا عائدين من مؤتمر دينى، من طائرة من منيابوليس الى فونيكس، وكبلت ايديهم وثم استجوابهم لسبب هو ان راكبا ادلى بمعلومة عنهم الى مضيف بالرحلة الجوية. فى اعقاب هجمات 11 سبتمبر الارهابية، سوت اربع شركات طائرات متهمة بخرق القوانين الفيدرالية لمكافحة التمييز، تلك المسألة مع الحكومة. واكتشفت التحقيقات التى اجرتها وزارة النقل ان الشركات قد نقلت الركاب بصورة لا قانونية بسبب الخلفيات العرقية او الدينية المعروفة.


وكان اصحاب السيارات من اللاتينيين والافريقيين الامريكيين فى معظم مناطق لوس انجيليس هم الاكثر سؤالا بصورة بارزة فى اثناء توقفات الشرطة، لكى يتركوا سياراتهم وان يخضعوا للتفتيش، ذلك حسب دراسة أجرتها المدينة فى عام 2006.


فى الممارسات القضائية، السود عادة هم الاكثر تعرضا من البيض لعقوبات قاسية. فحسب احصاءات رابطة المدن الوطنية فانه من الاحكام الصادرة فى 12 نوعا من الجرائم فى محاكم الولايات، كانت الاحكام بحق الذكور السود اطول مما للذكور البيض فيها جميعا ويشكل السود 12.1 بال! مئة فقط من سكان امريكا، ولكن حسب الاحصاءات لوزارة العدل الامريكية، وبنهاية عام 2005، فان حوالى 40 بالم ئة من السجناء الذكور المحكومين باكثر من عام واحد، كانوا من السود، و20 بالم ئة من الامريكيين اللاتينيين. وطبقا لتقرير نشرته هيومان رايتس ووتش يوم اول ديسمبر 2006، كان عدد السجناء السود 6.6 ضعف البيض، وكان عدد السجناء اللاتينيين 2.5 ضعف السجناء البيض. تقول الاحصاءات ان حوالى واحد من 12 رجلا اسود كانوا فى الحجز او السجن، بالمقارنة مع واحد لكل 100 رجل ابيض. واشار الباحثون الى الفقر ونقص الفرص والعنصرية فى الن ظام القضائى العنصرى هى السبب فى فجوة السجون للسود والبيض.
نتيجة الفصل العنصرى والتمييز العنصرى هى زيادة جرائم الكراهية. ولقد ازداد عدد المنظمات العنصرية والنازية الجديدة بنسبة 33 بالمئة فى الاعوام الخمسة الماضية، فارتفعت من 762 فى عام 2004 الى 803 فى عام 2005. فى نفس الوقت، ظل عدد جرائم الكراهية فى ازدياد. وكشف تحليل بشأن 7163 حادث تحيز من قبل دافع متحيز ان 54.7 بالمئة كانت بدوافع تحيز عنصرى. وذكرت مدينة نيويورك حدوث 230 جريمة كراهية فى عام 2006، بزيادة قرابة 8 بالمئة عما فى عام 2005، مع ازدياد تضاعف عدد اولئك المستهدفين من الامريكيين الاسيوين.
اكتشف بحث استطلاع للرأى نشرته سى ان ان فى ديسمبر 2006، ان 84 بالمئة من السود و66 بالمئة من البيض يعتقدون ان العنصرية هى مشكلة خطيرة، وهناك انواع مختلفة كثيرة من العنصرية تستهدف جماعات مختلفة كثيرة فى المجتمع الامريكي.

عاطف السيلاوي

[email protected]