الأخت الكبرى السعودية المسيطرة: آرامكو تهيمن على المشهد النفطي العالمي
بينما واصلت الأسعار تصاعدها في الأعوام الأربعة الماضية تصاعد أيضا نجم الشركات النفطية الوطنية حيث ظهر على المسرح النفطي لاعبون جدد قادرون على تحدي عمالقة الماضي من أمثال شركة شل الهولندية، شيفرون، اكسون-موبيل وبي بي (ٍShell، Chevron، Exxon-Mobil، BP).
آرامكو الشركة الوطنية السعودية ظهرت كأكبر لاعب في ميدان النفط وتعتبر الأخت الكبرى بين الأخوات السبعة الجدد والتي تشمل أيضا:
غازبروم الروسية Gazprom
سي ن بي سي CNPC الصينية
الشركة الوطنية الايرانية NIOC
الشركة الوطنية الفنزويلية PDVSA
بتروبراس البرازيلية Petrobras
بتروناس الماليزية Petronas
القاسم المشترك بين الأخوات السبعة الجدد هو انها جميعها تنتمي لدول متطورة خارج نطاق منظومة الدول الصناعية المتقدمة التي تتمثل بأميركا والاتحاد الأوروبي واليابان.
ومن المهم التذكير أن معظم الشركات العملاقة المذكورة هي شركات حكومية وطنية وبعضها شركات شبه مستقلة تمتلك الحكومات حصة فيها.
وتشير احصاءات وكالة الطاقة الدولية في باريس ان الأخوات السبعة الجدد تتحكم وتسيطر على ثلث انتاج العالم من النفط والغاز. مقارنة مع الشركات الدولية الأربعة المذكورة سابقا (عمالقة الماضي) التي تنتج 10 بالمائة فقط من النفط والغاز وتسيطر على 3 بالمائة فقط من الاحتياط العالمي.
آرامكو السعودية ستلعب دور المصرف المركزي للنفط
وفي هذا السياق يقول ناطق عن وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس أن 90 بالمائة من الطاقة ستأتي من الدول النامية في الأربعين عام المقبلة وآرامكو السعودية ستكون أكبر منتج وأهم مصدر للطاقة. وحسب تقرير حديث في صحيفة الفانينشال تايمز البريطانية التي تتخصص في أمور المال والأعمال تحتل آرامكو السعودية المرتبة الأولى في قائمة الاستثمارات الطموحة لتوسيع قاعدتها الانتاجية. وتخطط آرامكو لزيادة الانتاج من 11 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 13 بالمائة من اجمال الاستهلاك العالمي الى 12.5 مليون برميل يوميا على المدى القصير و 15 مليون برميل يوميا على المدى الأطول. وبذلك ستعززالمملكة العربية السعودية مكانتها كالمصرف المركزي للعالم في تلبية الطلب العالمي.
لاعبون آخرون في الصين وروسيا
وتوصلت الشركات العالمية وحكومات الدول الكبرى المستوردة للنفط الى قناعة أن آرامكو السعودية هي المنتج الأول واللاعب الرئيسي المؤثر. ويمكن القول ان الشركات العالمية الكبرى مثل شل وبي بي فقدت سيطرتها الاحتكارية على الانتاج والتسويق. حيث ظهر لاعبان هامان على مسرح الغاز والنفط وهما غازبروم الروسية وشركة الصين الوطنية الصينية اللتان تحتلا الموقع الثاني والثالث بعد آرامكو السعودية.
وتعتبر اكسون-موبيل الأميركية الشركة العالمية الوحيدة التي استطاعت التمسك بدورها القيادي والاحتفاظ ببعض النفوذ في السوق.
ومن جهة أخرى وبايعاز من هيوغو تشافيز القائد الفنزويلي والمعارض للهيمنة الأميركية في اميركا اللاتينية سنّت حكومة فنزويلا قوانين تعطي الشركة الوطنية غالبية الحصص للسيطرة على قرار الانتاج والتنقيب والتسويق. أما في روسيا استطاع الكريملين من الاستيلاء على غالبية الحصص في مشاريع شركة شل لاتتاج الغاز في جزر ساخالين ذات القيمة التي تتراوح بين 15 و20 مليار دولار.
مصدر القلق الرئيسي لخبراء الطاقة في العالم يكمن في تردد الشركات الوطنية في استثمار مبالغ كافية لزيادة الانتاج لتلبية الطلب العالمي المتنامي. لمواكبة الطلب العالمي هناك حاجة لاستثمارات تزيد عن 100 مليار دولار في العشرين عاما المقبلة.
وفي روسيا مثلا هناك حاجة لاستثمارات هائلة لتبديل وتحديث شبكة الأنابيب القديمة وهناك قلق ان القليل من ايرادات شركة غازبروم تذهب لتحسين البنية التحتية لشبكة انتاج الغاز والنفط الروسية مما سيجبر العملاق الروسي بالبقاء في المرتبة الثانية بعد آرامكو السعودية.
ميزان القوي ينحاز لصالح الشركات الوطنية على حساب الشركات العالمية
والمثير للاهتمام ان الشركات العالمية بدأت تدرك ان ميزان القوى ليس في صالحها حيث قال مالكولم برنديد Malcolm Brindedمدير شركة شل المسؤول عن التنقيب والانتاج النفطي quot;علينا ان نتساءل هل يمكن الزواج بين الشركات العالمية والشركات الوطنية وهل سيكون هذا الزواج عمليا ومنتجا للفائدة المشتركةquot;.ويستطرد برنديد قائلا quot;من السبل المفتوحة للتعاون هي تدريب الفنيين المحليين وبناء البنية التحتية مثل محطات تقطير المياه ومشاريع أخرى تحتاج لها الشركة الوطنية ومشاريع لمعالجة الحاجيات الراهنةquot;. بينما يعترف كريستوف دي ماغيري الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية أن مركز الثقل قد انتقل للأبد للشركات الوطنية وقال حتى لو هبطت الأسعار قليلا ستبقى القوة والتأثير بأيدي الشركات الوطنية.
وخلاصة الموضوع:
انه خلال الأربعين عاما القادمة ستحتكر الأخوات السبع ألجدد القوة والنفوذ والقدرة على تلبية احتياجات العالم من النفط والغاز وستحل محل الشركات الكبرى التي فقدت هذه الميزات.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن الاخوات السبعة:
آرامكو السعودية: ARAMCO
تسيطر على 25% من احتياط العالم. وتعتبر أكثر الشركات نجاحا في العالم. وستستثمر آرامكو 50 مليار دولار خلال فترة 15 ndash; 20 عاما المقبلة لتوسيع الطاقة الانتاجية وتطوير حقول جديدة لتحل محل الآبار العملاقة القديمة.
غازبروم الروسية: GAZPROM
تستعمل الحكومة الروسية غازبروم كأداة ضغط ساسية على اوروبا وآسيا في النزاعات القائمة حول مشاريع تطوير حقول الغاز في سيبيريا وسخالين. زبائن غازبروم يتواجدوا في اواسط آسيا وفي اوروبا. البنية التحتية بحاجة ماسة للتجديد وهذا يستدعي استثمارات ضخمة من الشركات الغربية ولاسباب سياسية ليس لدى حكومة بوتين رغبة في اعطاء الشركات الأجنبية حصة كبيرة من الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة.
شركة الصين الوطنية
CNPC/PetroChina
الشركات الصينية الوطنية الثلاثة تطمح على التوسع في الخارج ولها مشاريع مشتركة في ازربيجان واكوادور وانغولا والسودان وايران.
الشركة الايرانية الوطنية
NIOC
تجلس الشركة الوطنية الايرانية على ثروة ضخمة من الغاز والنفط وفتحت ايران الابواب للاستثمارت الاجنبية. وهناك شركات ايطالية وفرنسية وهولندية وروسية وصينية تعمل على تطوير حقول غاز ونفط جديدة في ايران. وأكبر حقول الغاز التي تحتاج الى تطوير هو ساوث بارز (فارس الجنوبي). ولكن الملف الايراني النووي والأزمات التي يفتعلها النظام قد تعيق تنفيذ المشاريع والاستثمارات الجديدة.
الشركة الوطنية الفنزويلية
PDVSA
سن الرئيس هيوغو تشافيز قوانين تعطي الشركة الحق في الاستيلاء على غالبية الاسهم في الشركات العالمية العاملة في فنزويلا. سياسة شافيز الشعبوية قد تلقى ترحيبا كبيرا في الشارع ولكن هروب الشركات الأجنبية سيؤدي في النهاية الى تراجع قطاع الطاقة. الصين قد تلعب دورا أكبر في فنزويلا في المستقبل.
بتروبراس البرازيلية
Petrobras
تتميز هذه الشركة بالتنقيب واستخراج النفط من مياه المحيط العميقة والخبرة التي اكتسبت في البرازيل يتم استغلالها في خليج المكسيك وغرب افريقيا.
بيتروناس الماليزية
Petronas
وصفت هذه الشركة بالمثال الذي يجب ان يحتذى وتتخصص بانتاج الغاز الا ان عليها العمل بجد واجتهاد لتلحق بشركات الغاز في قطر ونيجيريا واندونيسيا. ولها نشاطات في السودان وستبقى الأخت الصغرى الفقيرة بين الأخوات السبعة.
نهاد اسماعيل
لندن
nehad ismail ndash; London، UK
التعليقات