الاعلان عن بناء جدار عازل لمنطقة الاعظمية ببغداد.. خبر له دلالاته الامنية والاجتماعية والسياسية الخطيرة جدا، فهذا التطور هو ضربة قاتلة للوحدة الوطنية ولمفهوم الوطن وقدرة الدولة على بسط الأمن وتوفير الحماية للمواطنيين.

فمن ناحية أمنية بناء الجدار يشير الى انعدام الأمن وعجز أجهزة الحكومة عن توفيره للمواطنيين، وهذا أقرار مادي من قبل الحكومة بفشلها التام وعجزها المطلق وانهيارها وفقدان مبرر وجودها الذي من أهم عناصره هو توفير الأمن.

و بشاعة هذا الخبر من الناحية الاجتماعية يشير الى التمزق الاجتماعي طائفيا وعرقيا، وضرب الوحدة الوطنية وصعوبة التعايش داخل الوطن الواحد، والمدينة الواحدة، والحي الواحد، والزقاق الواحد... بين مكونات الشعب العراقي وفق مبدأ المواطنة والمساواة!

سياسيا بناء جدار عازل داخل العاصمة لأحدى المناطق هو اعلان انهيار الحكومة وفشلها واخفاق العملية السياسية برمتها، وأفلاس الاحزاب والنخب السياسية اخلاقيا ووطنيا مجللين بعار التقصير والخيانة العظمى للعراق.

ماذا ننتظر بعد هذه الكارثة وأنعدام وجود الحلول لدى هذه الحكومة الحالية التي جربت مختلف الخطط والمعالجات وفشلت جميعها؟.. هل ننتظر مزيدا من القتل وبناء الجدران العازلة وتمزيق الوطن وتدمير ما تبقى منه؟!

لم يعد امام العراق سوى الحل الاخير والمصيري الذي أما ان تكتب له الحياة به واما يعم الخراب ويمسح العراق من الخارطة لاسامح الله، والحل سبق ان كررناه مرارا.. وهو إلغاء العملية السياسية فورا وتشكيل حكومة طواريء عسكرية من قبل ضابط عراقيين مستقليين بأشراف الولايات المتحدة الامريكية، فليس لدى الاحزاب والساسة ما يقدموه للعراق من عمل مفيد فهم سبب الكارثة بالتعاون مع المخابرات السورية والايرانية وبقايا البعث والتكفيريين والقاعدة والتنظيمات الشيعية السنية و الكردية... هؤلاء هم قتلة العراق الخونة الذين يرقصون على جراحه فرحين بغنائمهم وسرقاتهم وكراسي السلطة.

خضير طاهر

[email protected]