كارثة أهتمام العراقيون بأخبار الفريق العراق بهذا الشكل الجارف.. دليل على بلادة الحس وأنعدام الشعور بالمسؤولية وغياب الادراك بحجم المصيبة التي تفتك بالعراق!

فليس من العقل والمنطق ان ينزف العراق بالقتلى والفساد الاداري وتآمر الاحزاب وايران وسوريا وازلامهما... وابناء الشعب العراقي يخرجون الى الشوارع يرقصون ويغنون فرحين لمجرد فوز فريق كرة قدم!

ثم ماهذا الوعي المتدني الذي يربط سمعة الوطن وكرامته بلعبة كرة القدم، فهل أصبحت كرامة الوطن ترتبط بأقدام لاعبي كرة القدم، فأين تاريخ البلد ومنجزاته الحضارية وتطلعه الى الامام لإثبات جدارته في القضايا الحيوية والجوهرية التي تخص راحة الانسان وسعادته؟

واذا كان العراقيون يبحثون عن الفرح وأعلاء شأن سمعة وطنهم.. فلماذا لايضغطون بقوة على الاحزاب والسياسيين، ويعمل كل عراقي من موقعه لبناء وطنه ومكافحة الفساد الاداري والارهاب والتدخل الخارجي.

لماذا لايخرج الشعب العراقي بهذا الحجم متظاهرا ضد التدخل الايراني الاجرامي في شؤون العراق، وضد التدخل السوري؟

ولماذا لايخرج العراقيون في تظاهرات ضد تآمر الاحزاب على وطنهم، وضد الفساد الاداري وتهريب النفط؟

ولماذا لايتظاهرون احتجاجا على نقص الخدمات؟

أعتقد ان الشعوب الحية التي تشعر بالمسؤولية وتتحسس المخاطر المحدقة بها، والتي تدافع عن وطنها ضد كل أشكال التخريب والتآمر والارهاب... الشعوب بهذه المواصفات تظل حزينة ومتألمة وتبكي بدموع من دم على وطنها لحين تحقيق الخلاص والاستقرار والامن وبناء الوطن بالشكل الصحيح، أما ترك ما يحيط بالبلد من كوارث والأهتمام بكرة القدم فهذه قمة المأساة الوطنية التي تؤشر الى غياب شعور المواطنيين بمصيبة وطنهم!

خضير طاهر

[email protected]