صحيفة الشرق الاوسط في العدد 10476 نشرت تحقيق صحفي عن أهتمامات جديدة لدى الشباب السعودي من خلال الاهتمام بجمال مذيعات الفضائيات العربية، وتناول ذلك من خلال غرف الدردشة والمنتديات الالكترونية، اضافة الى وجود استطلاعات بين نفس هولاء الشباب عن (أجمل مذيعة عربية) او (ملكة جمال المذيعات العربية) أضافة وكما ينقل الخبر (عبارات الغزل والغرام والعشق والهيام أعجابآ بهذه المذيعة او تلك). الى حد أطلاق الالقاب على المذيعات, والى حد الادمان لمتابعة نشرات الاخبار التي تقدمها تلك المذيعات الجميلات.

المتابع بدقة لايجد الكثير في هذه الالتفاتة لشباب السعودية، لانه ومنذ عدة سنين ومنذ انطلاق الاعلام السعودي على وجه الخصوص كان يعتمد بالاساس على كفاءات من خارج امكانيات المملكة البشرية، لكن بالتاكيد ضمن امكانياتها الماديه الكبيرة والغير مسبوقة في العالم العربي، ولهذا اسبابه الكثيرة ليس هنا مجال الخوض فيها، ولان الموضوع يخص اغلب مذيعات الفضائيات العربية والتي تمثل القنوات السعودية quot; حصة الاسد quot; فيها ضمن حزمة كبيرة ومتنوعة تملكها المملكة تصل بواقعها وبرامجها الى حد التناقض الشديد والكبير بين قناة واخرى من حيث التوجه والاهتمام الثقافي والاعلامي رغم ان المالك والمدير هو نفسه. جوهر الموضوع هنا هو هذا الاهتمام الكبير من الشباب السعودي بجمال تلك المذيعات والذي أصبح في عالمنا الاعلامي العربي اليوم جزء اساسي من متطلبات المذيعة وبشكل فاق كل تصور والى حد الافراط وفي بعض الاحيان على حساب المهنية والامكانية الشخصية والاعلامية. وهذا الراي لايبخس حق الكثير من المذيعات العربيات المتميزات الذي أنعم عليهن الخالق بالجمال وبالخبرة والامكانية الرائعة في مجال الاعلام. لكن ايضا لايمكن تجاهل quot; عدم حيادية quot; بعض المذيعات الى حد الاسراف في بعض الامور و التدخل بالمعادلات الداخلية لبعض البلدان. وقد يكون الشأن العراقي هو الابرز في هذا الجانب، وذلك يرجع الى الضعف الطبيعي التي تعاني منه الدولة العراقية الحالية بسبب عدة عوامل ابرزها بداية تكوين واقع جديد. لذلك تشعر احيانا مع بعض المذيعات وهي تدير برنامج حول العراق تتحول الى طرف غير نزيه في لعبة غير نظيفة ثمنها استباحة دماء العراقيين والتحريض الطائفي المقيت. وقد يكون لبس تلك المذيعات السواد على اعدام صنم العراق السابق هو نموذج حي ومباشرعلى عدم نزاهة تلك quot; بعض quot; المذيعات. وتجاوزهن على مشاعر ملايين العراقيين وبشكل فض و علني ومسخ.

كل هذه الامور ليس من شان المعجبين السعودين وقد لاتثير انتباههم. لكن يبقى شيء مميز ان يثير انتباه هولاء الشباب جمال المذيعات (خاصة بعد تجريدهن من مواقفهن السياسية الغريبة) والتعامل معهن فقط كنساء جميلات وفرت لهن الظروف الخروج على الفضائيات باحسن وابهى واجمل صورة. ورغم هذه نظرة سطحية حسب راي الخاص في النظر للمذيعات العربيات، من خلال هذا التجريد لبعض المذيعات من المواقف العلنية الواضحة والتي في كثير من الاوقات تكون غير حيادية، والانتباه والآنشداد فقط لجمال الشكل على حساب أنسانية هذه المذيعة. لكن تبقى أسئلة اتمنى ان يبحث هولاء الشباب السعودي عن أجوبة لها؟ لماذا لاتكون المذيعات من السعودية نفسها وليس من البلدان الاخرى؟ هل في ذلك نوع من المحرمات الدينية؟ او المحرمات الاجتماعية؟ واذا كان كذلك فلماذا يتم تجاوز هذه المحرمات بوجوه وجمال نساء عربيات من بلدان اخرى وعلى الفضاء وبشكل مباشر!! مثل هذه الاسئلة لايمكن تجاهل البحث فيها، لانها نوع من البحث الاجتماعي والفكري لان مع توفر الاجابة عنها قد تملأ فراغات كبيرة بحاجة كبيرة لها المجتمع السعودي بصورة عامة وفئة الشباب بصورة خاصة. في بلد يمنع حتى يومنا هذا النساء من قيادة السيارات. ويتم ذلك بالقانون المشرع رسميآ ودينيآ. وهنا يجدر التنبيه ان مثل هذه التساؤلات هي ليس محاولة لافساد هذه المتعه الشبابية، بقدر ماتكون كحافز للتفكير ونحن نعيش في عام 2007 ميلادي.
الجانب الايجابي بهذه المتعة والاهتمام الشبابي السعودي. هو تكوين وعي اتمنى ان يكون واعيآ ومدرك بقدر كبير ان quot; جهاد quot; الحياة والاخرة ليس بعيد عن تعبيد طرق الجمال في الدنيا التي نعيشها الى حد احترام كل انواع الجمال منها جمال الشكل وقبلها جمال الروح واحترام جمال الحياة نفسها وعدم التجاوز عليها تحت شعارات ومسميات هي الابعد على الاطلاق عن الدين وعن طرق السماء نفسها. لان الجميل الحقيقي هو من يضع لبنة لبناء الحياة وليس من يسلب الاخرين حياتهم. حتى وان كان الاختلاف سيد الموقف. فليس من مبرر على الارض يمنح شرعية التجاوز على الحقوق الانسانية للاخرين. لذلك اتمنى من كل قلبي ان يكون جمال المذيعات العربيات وهذا الاهتمام الشبابي السعودي. هو حافز للبحث في طرق الجمال والحياة. على حساب امور الحياة الاخرى التي لاتنتمي للجمال بشيء وحتى وأن لبست ثوب الدين والجهاد و غيرها.

[email protected]