بعد فشل الاحلام بأقامة دولة عراقية تقوم على مباديء العدالة والمساواة وحقوق المواطنة، والتعامل مع المواطن على أساس الكفاءة والانتماء والاخلاص للوطن، وبعد هزيمة حلم الديمقراطية في العراق، وفشل حتى نظام المحاصصة، وانكشاف عيوب المجتمع العراقي الكارثية.. أصبح لزاما البحث عن علاجات واقعية وليست مثالية، واصبح الانصياع لمتطلبات هذا الواقع واجبا وطنيا رغم قساوة العلاج.
لايمكن بقرار مستعجل إلغاء هوية العراق المعروفة منذ أكثر من ألف عام كدولة سنية عربية، فالعراق تشكل منذ الدولة العباسية وهو بهذه الهوية لغاية سقوط نظام صدام الاجرامي، فهو محكوم بمحيطه العربي السني ولايمكن سلخه بجرة قلم أستجابة لأوهام رومانسية تنادي بمفهوم (( الأمة العراقية )) ودولة المواطنة للجميع.
والمعضلة العراقية لاتنطبق عليها شروط الاغلبية والاقلية، صحيح ان الشيعة أكثرية في العراق، وتوجد أقليات اخرى شريكة في الوطن كالمسيحيين والتركمان والصابئة، أما الاكراد فعملياً أصبح لهم دولة مستقلة غير معلنة وانفصلوا عن العراق، وبالنسبة للسنة العرب فرغم انهم أقل عددا قياسا الى الشيعة الى انهم يعتبرون أكثرية ساحقة قياسا الى ارتباط العراق العضوي بالمحيط العربي وبالتالي يجب هنا الخضوع لقوانين الواقع الذي يشير الى ضرورة عودة هوية العراق السنية العربية.
من المفارقات العجيبة التي تخالف قوانين المنطق ان دكتاتورية الطائفة السنية أستطاعت ان تبني دولة عراقية قوية مستقرة فيها قدر معقول من سبل العيش المقبولة ، فالعراق منذ زمن الدولة العباسية قبل أكثر من الف عام بما فيها فترة الاستعمار العثماني السني كانت لديه دولة قوية ومسيطرة على فوضى الشعب وغوغائيته وميله للتدمير الذاتي، وقد أستمر هذا الوضع حتى في ظل حكم المجرم صدام حسين الذي لاينكر انه بنى دولة قوية فيها أستقرار داخلي كبير رغم نظامه الاجرامي .
ماذا عن جرائم قمع السلطة للمواطنين وتعذيبهم وسجنهم وقتلهم؟
بنظرة نقدية بعيدا عن العاطفة نجد معظم نشاطات احزاب المعارضة لم تكن مشروعة، وكانت عبارة عن أستفزازات صبيانية متهورة دفعت السلطة الى الرد عليها بقسوة وهمجية، وتحركات الاحزاب الشيعية والكردية والحزب الشيوعي.. لم تكن منطلقة عن أهداف وطنية لصالح العراق وتمتلك الوسائل الناجحة للتغيير، فالاحزاب الشيعية كانت تنفذ مخططات ايرانية محضة وكانت تغرر بأبناء الشعب البسطاء وتقودهم الى المعتقلات والمشانق، وكذلك الاحزاب الكردية كانت تقوم بأعمال تخريبية لصالح ايران وغيرها وهذه الاحزاب مسؤولة عن كافة الاضرار والخسائر المادية والبشرية، اما الحزب الشيوعي فمعروف انه حزب ذيلي تابع الى موسكو ثم الى الاحزاب الكردية وسورية وايران وكان طوال مسيرته وتاريخه يمارس التخريب وزعزعة الامن والاستقرار في العراق.
لابد من أذعان الجميع بعد فشل التجربة الديمقراطية ونظام المحاصصة، وانكشاف حجم تخلف المجتمع العراقي المريع، الاعتراف بأهمية عودة دكتاتورية الطائفة السنية لقيادة العراق مرة اخرى بأشراف الولايات المتحدة الامريكية، فنظام المحاصصة مزق العراق الى طوائف وقوميات ومدن وشوارع وأزقة وأجهز على كيان الدولة وعصف بكل شيء.
والبديل الواقعي الوحيد حاليا لنظام المحاصصة وشروره هو سيطرة دكتاتورية الطائفة السنية لحكم العراق وهذا البديل أقل ضررا وشرا من نظام المحاصصة .
والشيعة سايكولوجيا غير مؤهلين لقيادة أنفسهم فهم يعانون من ماسوشية مزمنة، فبسبب طقوس اللطم والبكاء في عاشوراء والخضوع لسلطة المرجع... أصاب الشخصية الشيعية مرض الماسوشية التي من أعراضها عدم القدرة على تحمل المسؤولية والميل للخضوع لسلطة ما والأستمتاع بمشاعر الفشل، وقد أظهرت التجربة بعد سقوط نظام صدام الفشل الذريع للشيعة اذ سرعان رفضوا حياة الحرية والكرامة وهرعوا يبحثون عن سلطة ما للخضوع لها فأرتموا في احضان المرجعية الايرانية، وسلموا بلدهم الى المخابرات الايرانية!
بينما لاحظ الفوارق البنيوية للسنة العرب اذ سرعان ما أنتفضوا وعادوا الى وطنيتهم وحملوا السلاح واخذوا يقاتلون مجرمي القاعدة ويقدمون الشهداء دفاعا عن وطنهم، فالروح القيادية والوطنية متأصلة في الشخصية السنية العربية وهم أمل العراق في القضاء على الارهاب وعلى عملاء ايران والتصدي للأطماع الكردية والحفاظ على العراق واستقراره.
طبعا يجب ان نشير الى أننا لانعمم على جميع الشيعة وانما نتكلم عن الاحزاب الشيعية ومن معها دون ان ننسى الجماهير الشيعية الوطنية الشريفة التي كانت ومازالت روح العراق وقلبه في كافة المجالات العلمية والثقافية والسياسية، وكذلك لانعمم على كافة السنة العرب فكثير منهم أرتكب العديد من جرائم القتل والارهاب وتعامل مع مجرمي القاعدة والمخابرات السورية.
خلاصة الكلام.. ان الشعب العراقي لايفهم غير لغة القوة لضبط سلوكه وجموحه نحو هاوية الدمار، ودكتاتورية الطائفة السنية تبدو ضرورة له لضبط الاوضاع وأعادة الاستقرار وانهاء خطورة نظام المحاصصة وتمزق البلد، والتصدي للخطر الايراني، والارهاب، ومؤامرات الاحزاب الكردية.
وختاما ً.. أوجه كلامي للجهلاء والمتعصبين وعملاء ايران أقول لهم : أنا مواطن عراقي شيعي وحبي لوطني يدفعني للبحث عن مختلف الحلول وبأعتبار السياسية فن الممكن ، صحيح ان العلاج المطروح ليس مثاليا وفيه ظلم وقمع و مصادرة لحقوق الطوائف والاقليات، ، ولكن بما ان تخلف المجتمع العراقي لايصلح معه تطبيق مباديء الديمقراطية والعدالة وحقوق المواطنة، وان دكتاتورية الطائفية السنية كما أثبت تاريخ العراق منذ أكثر من ألف عام هي الحل الناجح لهذا الشعب.. فلابد هنا من الانصياع لقوانين التاريخ وضرورات الواقع اذا أردنا المحافظة على ما تبقى من العراق وظلم دكتاتورية السنة العرب أفضل من ضياع الوطن كله.
[email protected]
التعليقات