أمور كثيرة اصبحت اشاهدها وليس لى تعليق عليها سوى النظر والسكوت ذهولا امام هذه الهجمة الشرسة التى وردت لشبابنا فى ظاهرها التحضر والتقدم وفى ظاهرها الانحطاط والتحرر الفج من كل القيم والمبادىء الجميلة والاصيلة و التى كانت تخلق مجتمعا سليما فكريا وجسمانيا.
واليكم صورة من صور الاغتراب المتفشية بين مجتمعاتنا العربية والدخيلة علينا تماما شكلا ومضمونا.
ما وصل اليه حال الفضائيات العربية من التدنى والانحدار الاخلاقى خصوصا الغنائية او مجموعة فضائيات الطرب الكليبى الراقص على واحدة ونص،وخاصة التى تقدم مجموعة الاعلانات التى تحض على تحدى الملل اصبح لا يسر احدا على الاطلاق
هذه القنوات وللأسف صورة من صور الاسفاف والانحطاط الاخلاقى والفنى الذى وصلنا اليه.
اعلانات وبرامج تتعارض مع الاخلاق والثقافة والقيم المصرية الاصيلة.
بخطوات نحسد عليها اصبحنا نقترب من حافة الهاوية وننحدر بسرعة الصاروخ الى عصر كل ما فيه يعج ويموج بالتفاهات والخزى والعار.
عصر ضاع فيه الحد الفاصل ما بين الصالح والطالح. وانقلبت الموازين فى كل شىء.
عصر هلامى القوام لا نكاد نرى فيه انفسنا ولا نرى غيرنا بل نرى المصلحة التى ستعود علينا والمصلحة فقط.
اصبحنا فى عصر مختوم بشعار الدنيا مصالح. فاى عصر هذا الذى نعيشه ؟؟
لم يعد لدينا اية روابط او ضوابط لسلوكياتنا واصبحت القيم والمبادىء وكل ما فى الحياة من جزئيات سداح مداح وكل شىء مباح وجائز وممكن.
السلوكيات المبتذلة اصبحت تحيط بنا من كل جانب من عبارات وحركات مستهجنة ومستوردة ودخيلة على مجتمعاتنا العربية والمصرية وللأسف الاعلام هو الراعى الرسمى لها بل و يروج لتلك السلوكيات والاخلاقيات المتدنية
اعلانات تفرد لها احدى القنوات الفضائية مساحة من الوقت لا بأ س بها كى تتيح للشباب التعرف على الطريقة المثلى لتحدى الملل بمحتوى غرائزى بحت ومثير للشباب. وبمواد تخدش الحياء وتنشر الخلاعة وتحض على الفسق والفجور
ما الفائدة المرجوة من ظهور فتاه وصدرها شبه عار فى اعلان يعاد عشرات المرات دون كلل او ملل من خلال مجموعة من القنوات الفضائية،اقل ما يوصف به انه تافه وممل وسمج ويدمر اخلاقيات ومبادىء عظيمة ظلت مزدهرة فى المجتمع العربى الى ان اصبحنا فريسة سهلة لهذا الهجوم التتارى الفضائى الموشوم بالخلاعة والعرى وهز الخصر و الارداف.
ما الفائدة التى ستعود على الشباب من اعلان يدمر المتبقى من احترام او هيبة المدرس لدى الطلبة؟ عندما ينقض بطل الاعلان على المدرس ويطرحه ارضا ويوسعه ضربا وركلا ويساعده فى ذلك الطلبة.وهكذا يكون تحدى الملل؟؟
وماالفائدة التى ستعود على المشاهد عندما يقضى على فتور العلاقة الزوجية باعلان ساخن مثير لأمرأة مثيرة تستجدى زوجها حقها فى العلاقة الحميمية وهو رافض ؟؟
واخيرا اعلان حطم كل الحواجز وحطم كل معانى الخجل والحياء بجملة من بطلة الاعلان ( هو برضه مش شغال ) وتكون الاجابة من الزوج (عادى عادى ).
واعلان اخر لتحدى الملل عن طريق الاستمتاع بالنظر الى نوع من بيض الطيور.. لا اعرف له تفسيرا سوى انه يمكن انه اعلان ترويجى لبيض الطيور وربما نسبة لأنفلونزا الطيور والخوف منها..الحقيقة لا اعرف؟؟!!!
اعلانات مستفزة ومقززة وحتى لو كانت عن الفياجرا فبئس الاعلان والمعلن عنه......هل اصبح رجال العرب وشبابها خارج نطاق الخدمة ويريدون اعادة الشحن !!!! وكما تصورهم هذه الاعلانات المبتذلة؟؟ وهل الحل لمشاكلهم هذه الجنسية سيتأتى لهم من هذا السفه الاعلانى والاعلامى؟
اعلانات واعلانات وبرامج تجد نفسك بينها كمن تواجد بين موج متلاطم ولكنها امواج كلها تحث على اثارة الغرائز والضغط على زناد الشهوات والرغبات لدى الكبير والصغير لافرق فى الخطاب الموجه لهما معا وحتى النساء والفتيات كان لهن نصيبهن من كعكة الانحطاط هذه.
ما يحدث ان القائمين على هذه القنوات لديهم ضعف او شلل فى التفكير وربما هم من يحتاجون نوع خاص من فياجرا التفكير فقد تعينهم على التخلص من هذا الشحوب والزيف الابداعى ووقتها ربما اخرجوا لنا من الافكار النظيفة ما نستطيع تقبله واستيعابه.
فمن ينظر الى عصر الفن الجميل فى الزمن الجميل المنصرم ويقارنه بعصرنا هذا سيعرف ان هناك هوة سحيقة مثل ما بين السماء والارض.
نحن فى عصر تتسلق فيه الرداءة حياتنا فى غفلة من الوعى العام كنبات شيطانى لااصل له ولا جذور.طفيليات تتغذى على جسد المجتمع العربى وتنخر فيه كالسوس.
وساعدهم فى ذلك حالة اللامبالاة التى تسيطر على المواطنين ( ويا عم سيبها على الله مالك انت ومال الحاجات دى) ( هو احنا لنا رأى الراى راى الحكومة..اتفرج وانت ساكت) وكأن من ينطق ويقول رأيه فيما يحدث ويبدى عدم تقبله ورفضه لهذه السلبيات ( وهو بذلك يكون مواطن صالح ) هو من كوكب اخر غير الارض.
وحقيقة اللوم لا يقع على البرامج والمعد والمخرج لها..ولكن على من ارتضى تقديم وبث مثل هذه الاشياء للشباب العربى والمصرى من خلال قنواته الفضائية فكل اللوم على صاحب القنوات الفضائية.. والتى تبث السم فى العسل.
فكيف يرتضى وهو المصرى ومن احفاد زعيم عربى مصرى اصيل، ان يقدم تلك السموم الاعلامية؟
كيف يكون احفاد الزعماء طابورا خامسا يعمل على هدم مصر ام الدنيا؟؟؟
اعتقد انه من الافضل ان يسخر القائم على هذه المجموعة من القنوات بعضا من امواله وقنواته الفضائية تلك فى العمل الخيرى ونشر الفضيلة بين الشباب بدلا من تسخيرها فى الحث على الفساد ؟
خير الكلام:
لا..المال ولا.. الجاه.. يمنحان المرء حصانة من الحساب يوم القيامة.
فالافضل ان تكون حصانتك هى ما تقدمه يداك من خير للناس ولنفسك اولا حتى تكون ذكراك عطرة لا ان تكون ذكراك الحث على مفسدة جيل بأكمله.
ولكم تحيتى
التعليقات