لم أفهم القصد من وجود أكثر من أربع حوارات في صحف مختلفة للنائب السابق ورجل الاعمال الحالي والقيادي الاسلامي البارز المهندس مبارك الدويلة خلال اليومين الماضيين.


الدويلة ملئ تلك الحوارات بالعشرات من صور الشباب والذكريات، وبدا واضحا أنه أجهد نفسه بالبحث عن صوره القديمة وقام بتوزيعها على الصحفيين الذين أجروا تلك الحوارات.. أفهم أن مبارك الدويلة شخصية سياسية ويمثل تيار سياسي قوي (الحركة الدستورية) لكن مالم أفهمه أو استسيغه حكاية الصور الشبابية التي نشرت بمصاحبة الحوارات، وهي تمثل الدويلة في كافة الاوضاع، وهو بلحية أو من غيرها، وهو يصطاد اسماك وغزلان ويركض في البراري ويتزحلق على الجليد، وهو يغوص ويركب الخيل، وهو كذلك يقلد رونالد ريغن عندما اعتمر قبعة الكابوي الشهيرة.. المهم أن جميع تلك الصور لم يكن من ضمنها صورة سياسية واحدة.. أي صورة تبرزه وهو يتحلطم تحت قبة البرلمان.


الدويلة قال في الحوارات أنه لن يخوض انتخابات مجلس الأمة بعد أن قضى قرابة العشرين عاما يصول ويجول في أروقة البرلمان، ويعارك تحت قبته، وسرد خلال الحوارات انجازاته الكثيرة والكبيرة بدءا من استجواب أول شيخ في مجلس الامة سلمان الداود عندما كان وزيرا للعدل ومرورا بالعديد من المواقف الوطنية الايجابية. لا بأس يا بومعاذ وهنيئا لك على كل تلك الانجازات، ولكن بالله عليك فسر لي أسباب الصحوة الصحفية التي اجتاحتك خلال اليومين الماضيين، واختيارك لتوقيت هذه الحوارات خاصة مع ما يتردد من احتمالية حل مجلس الأمة.. لا أقتنع أبدا أن كل تلك الحوارات كانت من باب الصدفة، هذه حوارات مدبرة مسبقا ولها أهدافها.. اذا لم تكن عينك على البرلمان فقد تكون عينك على الحكومة مثلا.. ولما لا خاصة أنك اعتبرت أن اختيار الحكومة لتوزير الدكتور اسماعيل الشطي لم يكن بناء على ترشيح من الحركة، بل بسبب علاقه شخصية بينه وبين سمو رئيس الوزراء!!.


المهندس مبارك الدويلة شخصية سياسية واجتماعية كويتية متميزة، وله صولاته وجولاته، وقد استطاع من خلال العديد من المواقف التي اتخذها بحزم وقوة أن يصنع لنفسه اسما وثقلا كأحد القادة السياسيين في الكويت، وقد كانت للرجل أهداف وتطلعات نيابية لا ينكرها حين أعلن رغبته في أن يكون رئيسا للمجلس، وأعتقد أنه خاض لاجل ذلك انتخابات فرعية مع الرئيس السعدون في احدى الجلسات التي كان النواب يعقدونها بعد الانتخابات للاتفاق على الرئاسة.. لكنه لم يوفق.


لقد حملت تلك الحوارات التي اجراها الدويلة مع عدد من الصحف المحلية الكثير من الرسائل لاطراف سياسية هامة، ابرزها رسائل واضحة لرئيس الحكومة بالحلول الممكنة للخروج من ازمة الصراع الحالي مع مجلس الامة، كذلك رسائل ايجابية للتيارات السياسية المختلفة، والاهم كان تركيز مبارك الدويلة على تكرار حديثه عن الخدمات التي يقدمها للناس سواء من ابناء قبيلته أم غيرهم.. بالكويتي الفصيح (واسطات لمن لا يفهم معنى الخدمات بدقة).


بصراحة.. لم أفهم جيدا المغزى من تلك الحوارات المتتالية.. خاصة وانها تأتي دفعة واحدة وبوقت قصير جدا.. بالتأكيد لم تلعب الصدفة دورا بذلك.. لانه كان بسهولة يمكنه الاعتذار من بعض الصحف على اساس انه اجرى حوارا مع صحيفة اخرى.. وبالتأكيد أن هذه الصحف لم تتذكر مبارك الدويلة فجأة فصارت تطارده في الحوارات.. اتمنى أن أفهم.


واخيرا احب أهني المهندس العزيز مبارك الدويلة على مجموعة الصور التي يحتفض بها خاصة تلك التي التقطها مع قبيلة الماساي في كينيا.. والتي تعبر عن مدى الود والتفاهم والانسجام... للأسف الماساي مالهم صوت انتخابي في الكويت.


بقى أن أقول لابو معاذ.. اني احبك في الله.. ولكن تلك الحوارات افزعتني.. ودمتم سالمين.

ماضي الخميس
[email protected]