بعيدا عن السياسة و quot; سوالفها quot; العربية التعبانة جدا، ابتدآ من الشعارات الفارغة وحتى الواقع المرير على ارض الواقع. من هو الذي ينتمي الى فصيلة quot; فحولتنا quot; العربية و لم يعرف او يتابع بالعين والقلب سارة بايلن!! هذه المراة الجميلة الجذابة ذات الاربعة والاربعين ربيعا لاغير وذات العيون اللامعة والابتسامة المغناطسية والقوام quot; الرسمي quot; الجميل جدا جدا. أعي جيدا ان اكثر فحولنا العرب لايفضلون مثل هكذا مواصفات لامراة وزنها لايتجاوز الستين كيلو ويميلون الى مائة فما فوق وليس تحت!! خاصة وان سارة بنت بالين بالتاكيد لاتجيد طبخ الملوخية او الدولمة او البرياني او المنسف او الكسكس بالبصل او الحريرة او الطاجين او الثريد بكل انواعه وبكل تاكيد لاتعرف سارة الجميلة الشاكرية باللبن او المجدرة او عمل الكبه الحلبية الشهيرة... والا ماحدث الذي حدث في البوكمال السورية!! مع الاخذ بنظر الاعتبار ان سارة مرشحة الحزب الجمهوري العميل الذي قام بهذه العملية!

كم سارة في بلادنا العربي؟ الجواب على مثل هكذا سؤال صعب وصعب كثيرا لان الفرق بين سارتنا وسارتهم اكبر من ان يكون محل مقارنة. والسبب الاول قد يبدأ من ماركة الكروش العربية المميزة والتي جعلت من سارتنا منذ نعومة اظافرها تهتم بالبقدنوس والكزبرة، بينما سارتهم كانت حينها تدرس الموسيقى !! وسارتنا في شبابها أهتمت بالمقلي والمطحون، بينما سارتهم أهتمت بان تشارك في عروض الازياء في مدرستها الثانوية !! وسارتنا العربية كانت تهتم وهي الامراة الناضجة بالبيض المخفوق والمقلي والمسلوق على حد سواء، بينما سارتهم كانت تحكم ولاية كاملة في اعظم امبراطورية في التاريخ!! وسارتنا كان شيوخ دين quot; اخر زمان quot; يخرجون على التلفاز لتحليل ضربها وأهانتها، بينما سارتهم كان يجتمع الحزب الجمهوري الحاكم في اعظم دولة عسكريا وماديا وعلميا ليقرر ترشيحها لمنصب نائب رئيس هذه الامبراطورية المتفردة!


لذلك ترى سارتهم تنجب ابناء يقولون للحاكم اذهب للجحيم !! بينما سارتنا تنجب ابناء يقبلون يد الحاكم التي بها يضربنا بالسوط !! فلنكن مرة واحدة في حياتنا واقعين... من هم الاحرار؟ ومن هم العبيد؟. واليس هكذا مفاهيم بحاجة مأسة لاعادة تعريف !!


وبعيدا عن هذه المفاهيم وعن وصفات ومقادير الاكلات المشهورة في بلادنا، نحن العرب على مدى كل تاريخنا المنظور والغير منظور جربنا حكم الرجال quot; الفطاحل الابطال القادة الاشاوس القومجية الاسلامجية العساكر وطويلي العمر quot; فوصلنا الى نتيجة كارثية ونحن في هذا القرن الواحد والعشرين وعام 2008 فقط من الأميين مايتجاوز ثمانين مليون مواطن عربي حوالي ثلث الامة!!

واذا اضيف لهم المتسولين في الشوارع والذين تم اعدامهم وتغيبهم والموجودين في السجون فان العدد يتجاوز النصف بكثير!! اما أذا اضفنا الذين ينامون وهم جياع ومعوزين تحيط بهم الذلة والهوان فسنكون حينها الامة الاولى في التاريخ بلا منافس. لذلك وانا اراقب من وراء النظارات المميزة للعيون الجميلة ل سارة بنت بايلن المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الامريكي، ومقارنة بكوراثنا العربية التي لاتريد ان تنتهي، خطر في بالي ان يتنازل احد حكامنا ولو لمدة عام واحد وليس اكثر عن كرسي الحكم الى احدى السيدات العربيات المميزات وحينها سينعم علينا هذا الحاكم العربي المتفرد الاول بفك الاشتباك في ضعف النظر الذي يعاني منه المواطن العربي والذي لم يعد يميز المسكين بين كرسي الحكم والحاكم نفسه، بسبب الالتصاق التاريخي والكوني المزمن بين الاثنين. وثانيا ان يعطي فرصة لهذا الشعب العربي المغلوب على أمره الى حد اصبح فيه تجيز عليه الصدقة ولو بتبديل الحاكم لمدة عام واحد بامراة عربية حاكمة. وانا على يقين ان ذلك لايتقاطع مع كتابنا الكريم ولا السنة النبوية لكن بنفس اليقين عندي انه فقط يتقاطع مع تربيتنا وتوجهاتنا وسلوكنا المفرط quot; بالفحولة quot;. ومع ذلك الشعوب العربية وصلت الى نقطة اللاعودة وهي الاجدر بهذه الصدقة من حكامها.

فتخيلوا كيف سيكون يومنا جميل ان نبدأ صباحنا بوجه رئاسي أنوثي وهي تتكلم بعاطفة أنوثية لبناء الاوطان والانسان، ولاباس ان اخذت هذه الرئيسة المفترضة سارتنا 150 الف دولار كملابس لها ولعائلتها كما فعلت سارة الامريكية وفضحها الاعلام الامريكي بينما أصل المبلغ من صندوق الحزب لدعاية الانتخابات وليس من اموال الشعب كما في بلادنا العربية، و لان مثل هذه المبالغ عندنا لايقبل بها اصغر موظف في بلاط السلطان كمرتب او حصته من الاختلاس على حد سواء. لكن خشيتي الحقيقية على سارة العربية اولا من عساكر جيوشنا quot; الوطنية جدا quot; وانقلاباتهم الكارثية، وثانيا من تدخلات الجامعة العربية التخربية وثالثا من اوباش القاعدة ورابعا من كم العاطفة الهائل والمكبوت في بلادنا العربية فيتحول حينها البريد الرئاسي الى مجرد خطابات عاطفية. وخامسا خشيتي من انتفاضة العشائر العربية وسادسا من شيوخ التكفير اصحاب فتاوى الضرب والاهانة والمراة التي تبطل الصلاة وسابعا وهذا الاهم خشيتي الكبيرة من الحاكم العربي ان يتراجع عن قراره ويعتبرها متأمرة عليه وتستحق الاعدام. لذلك فلتظل سارتنا في خيمتها ولتظل سارتهم في ولايتها او في البيت الابيض. ونحن الفائزون.

محمد الوادي
[email protected]