رسالة إلي الرئيس مبارك:
هل تعرف أن عاكف هو الرئيس؟!
وكم بمصر من المضحكات...(المتنبي)
سيدي الجالس على عرش مينا،وإخناتون،وخوفو،والمقوقس، وعمرو بن العاص، ومحمد علي،وجمال عبد الناصر،وانور السادات... لقد سحب هتلر مصر مهدي عاكف مرشد (بالألمانية فوهرر) الإخوان المسلمين العرش من تحت قدميك. أتباعه هم الذين يخربون أمخاخ الأجيال المصرية الطالعة بتعصب الخوارج القدامي والجدد،الغريب عن روح الإسلام المحمدي،الذي قال نبيه عليه الصلاة وأفضل السلام لكفار قريش الذين أذوه،وجوعوه،وأخرجوه عن دياره يوم الفتح:quot;إذهبوا فأنتم الطلقاءquot;. هذا الإسلام السمح والمتسامح ذبحه الإخوان المسلمون في مدارسنا وجامعاتنا من الوريد إلى الوريد... وتركوه يتخبط في دمائه،ويستغيث بك،ولكن لا مغيث... ولا عجب. فبعض وزرائك،وكثير من نواب quot;الوطنيquot; في مجلس الشعب يسمعون ويطيعون لمهدي عاكف،أكثر مما يسمعون ويطيعون لك،أو لزوجتك رائدة تحرير المرأة المصرية التي مازالت في الأغلال.
إليك الليل الدامغ:
وزير التعليم العالي الذي ترك ثعالب عاكف تسرح وتمرح في جامعات مصر لتخريب عقول أبنائها،أحد أعضاء مجلس الشعب من الإخوان المسلمين صرحquot;يجب قتل البهائيينquot; فقال بعض أساتذة الجامعة المصرية:quot;آمينquot;. لقدquot;تغلغلت الأصولية الإسلامية في عقول أساتذة الجامعات،فقد شاءت المصادفة أن أقرأ مقرر كلية الآداب جامعة الإسكندرية سنة أولى عن مادة quot;حقوق الإنسانquot;فوجدت أنها مادة quot;ضد حقوق الإنسانquot; لأن أستاذ المادة يقول للطلبة في البند ثانياً(عدم جواز توثيق عقود زواج البهائيين لأن البهائية ليست من الأديان السماوية وتتعارض معها) ثم يشرح أستاذ المادة الأسباب فيقول(استقر القضاء الإداري على أن حال البهائية لا يجوز القياس بينها وبين الأديان الأخري التي اعتبر الإسلام معتنقيها أهل الذمة،يتركون على ما هم عليه وتستحق عليهم الجزية) وهكذا وفي أول درس من دروس حقوق الإنسان،يتعلم الطلبة أن المصريين quot;المسيحيينquot; ليسوا مواطنين،وإنما هم من quot;أهل الذمةquot; وتستحق عليهم quot;الجزيةquot; أي أن الأستاذ الجامعي ينافس الأصوليين الإسلاميين في هدم الولاء الوطنيquot;. (طلعت رضوان quot;وطنيquot; 13/4/2008).
أستاذ مادة quot;الإعلان العالمي لحقوق الإنسانquot; يهدم بالبلدوزر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قائلاً بكل رغبة مسعورة في هدر دماء الأبرياء حيثquot;المرتد يهدر دمهquot;،ونحن نعرف أنه لا وجود لحد الردة في القرآن،وأن الفقهاء أخذوا هذا الحد البغيض من سفر التثنية التوراتي. أما الأزهري المستنير الإمام محمد عبده،فقد فسر هذه الآية الكريمة: quot;فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرquot; قائلاً:quot;من شاء أن يدخل فيه [الإسلام] فليدخل،ومن شاء أن يخرج منه فليخرجquot;. لكن أستاذ مادة حقوق الإنسان في الجامعة الذي يتلقى تعليماته من مهدي عاكف وزبانيته،لا من كتاب الله وسنة نبيه فيقول في الدرس الثالث من مادة حقوق الإنسان التي انحطت في مصر إلى ما هو أقل من حقوق الحيوان في الأمم المتحضرة،هذا الأستاذ الدموي ماركة إسلاموية مسجلةquot;المرتد يهدر دمهquot;،كما أهدر المتأسلمون دم المرحوم الشهيد فرج فوده،وحاولوا إهداء دم أديب مصر العالمي نجيب محفوظ... الذي كفره أساتذة كلية الآداب،كما نشر ذلك في quot;الأهرامquot; شاعر مصر المعاصر أحمد عبد المعطي حجازي!!
كل هذا العبث يقع سيدي الرئيس،وأنت جالس على عرش مينا،إسماً،ومهدي عاكف جالس عليه فعلاً!!! ومصر المخطوفة إلى رحمة الله!!! بارقة الأمل الوحيدة في هذا الليل الدامس،إقرار الأستاذ المتأسلم أن المجتمع المصري لا يهتم بردة المرتد،مادام سلوكه الإجتماعي طيباً تماماً كما جاء في القرآن الكريم... وبدلاً من أن تضع مصر الرسمية نفسها على سكة مصر الشعبية،فإنها إختارت السير وراء عاكف.
quot;ويتعلم الطلبة في مادةquot;حقوق الإنسانquot; أيضاً ما يلي quot;بطلان زواج المرتد،عدم توريث المرتدة،عدم استحقاقها للمعاش،وفي الشرح يقول للطلبةquot;لما كانت القوانين الوضعية في مصر خلت من أية نصوص تشريعية تحكم الحالة القانونية للمرتد عن الإسلام،كما أن أعراف المجتمع المصري لا تهتم بحالة المرتد إلا في نطاق قواعد الأخلاق،إذاً يتعين الرجوع في شانها إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي تقضي بأن المسلم الذي يرتد عن دين الإسلام سواء إلى دين سماوي آخر أو إلى غير دين. لا يقر على ردتهquot; ويعترف الأستاذ أن أعراف المجتمع المصري لا تهتم بحالة المرتد إلا في إطار قواعد ألأخلاق،وقواعد الأخلاق كما يعرفها علم الإجتماع هي أن معيار تقييم الإنسان هو تعامله مع أبناء وطنه،فإذا كان شريفاً في تعاملاته مع الآخر فهو مواطن صالح،والعكس صحيح. وذلك بغض النظر عن معتقداته الشخصية في الأديانquot; وأعتقد أن هذه الفقرة كتبها الأستاذ بعد أن أجبره quot;اللاوعي الجمعيquot; على الإقرار بأعراف المجتمع المصري التي لا تهتم بحالة المرتد إلخ. إلا أنه يتجاوز هذا المعني الحضاري،ويصر على اتهام المختلف دينياً ويصفه بالمرتدquot;(المصدر ذاته).
في جامع السلطان حسن،شاهدت قبور نساء الخديوي إسماعيل في داخل الجامع،قبور المسلمات الثلاث مكتوب عليها quot;الله أكبرquot; والثالثة المسيحية عليه صليب... عكساً لتقاليد مصر الخالدة في التسامح التي كانت تخصص في كل معبد ركناً خاصاً بالضيوف لإقامة صواتهم الخاصة بهم فيه... هذه هي مصر الحقيقية التي تعترف بأديان جميع مواطنيها والتي يحاول اليوم المتأسلمون -عبثاً إن شاء الله- إختطافها نحو إيران الدموية،التي أضرت بصورة الإسلام في الرأي العام العالمي أكثر مما أضر به أعداؤه من أبي لهب إلى مصعب الزرقاوي... سألت إمام الجامع:quot;ألم يحتج أحد من المصلين على وجود قبر عليه صليب قرب المحراب؟!quot; أجاب:quot;لا. أبداً،يحتج علي إيه... كلنا عباد الله وتحت رحمة الله... وما الفرق بين هلال أو صليب؟!quot;.
أخشى بعد أن يقرأ quot;فوهررquot; مصر مهدي عاكف هذا المقال،أن يرسل كومانوز من الـ quot;إس إسquot; جماعته الإرهابية لتدمير القبر والصليب!!
يا ريس،إلى متى يبقى التعليم والإعلام والخطاب الديني تحت رحمة المتأسلمين ونسلهم اللعين؟
يا ريس،إلى متى تسمح لهم بإختطاف مصر إلى المجهول،إلى كارثة إيران الدموية؟
يا ريس،إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!!!.
مواطنكم المهاجر
أشرف عبد القادر
[email protected]
التعليقات