بعد ان قتل من قتل من ابناء شعبنا وبعد ان هجر من هجر وبعد ان قطعت ارزاقهم ومنهم من سلب داره وماله ومحله، ومنهم من طلب منه ترك دينه وعقيدته، ننظر نحن من بعيد الى بعض من ساستنا المهمشين واحينا ملعوبين ممن ينتظرون اليوم الذي سيولد فيه المخلوق العجيب الذي سموه عباقرة السياسة { بالحكم الذاتي }، هذا المخلوق والذي وعدنا به دستور العصر العراقي العجيب من خلال مادته 125 والتي تشير الى الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى، لكني اشك في ان من وضع الدستور كان في اولى مهماته حياة وحقوق شعب العراق ذات المكونات الدينية والقومية المتنوعة، واذكّر البعض من الذين يتصورون انهم يستطيعون تضليل شعبنا بمقولة...عصفور في اليد احسن من عشرة على الشجر، اذكرهم بان ذلك لن ينفع، بل عليكم مصارحة شعبكم بحقائق ما يدور في العراق،، ان شعبنا المهمش طيلة عقود وما زال الى حد الأن بحاجة الى المصداقية والصراحة، حيث ان اعتبار الحكم الذاتي سهل المنال وانه بات بين قوسين او ادنى فان ذلك أمر غير واقعي، ليس لسبب قانوني او سياسي انما بسبب كونه سيتحقق على ارض تحكمه قوى هي اصلا لا تؤمن بحقوق الشعوب ولا بممارسة الديمقراطية في مؤسساتها ولذلك فان المطالبة به هو نفاخة هواء كما يقولون، فوصيتي لهم ان لا ينتظروا الرؤيا العجيبة كالرؤيا التي كانت تحدث مع القديسين الأجلاء، انما شعبنا ينتظر القائد الذي يؤمن بالديمقراطية وفي قلبه حب العراق كل العراق، وقد اكون محقا ان قلت لكم ان ما يقوم به الأستاذ سركيس آغاجان اتجاه شعبنا المهجر او المغلوب على امره يصب فيما اعنيه، حيث ان العينة quot;الشخصيةquot;التي ابحث عنها واتمنى ان اشاهدها تقود العراق هي التي تكون كذلك.


وبمناسبة ذكر مفردة المهمشين انقل لكم نصا ورد على موقع زهريرا منسوب للأستاذ المهندس يوناذم كنة عضو مجلس النواب العراقي...


{ وقال كنه في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء اليوم الجمعة، إن quot;إرادة المكون المسيحي وحقة بالمشاركة بشغل المناصب الحكومية القيادية، تبعا لاستحقاقه الانتخابي، لم تحترم من قبل القائمين على صنع القرار لا في الحكومة المركزية ولا في حكومة اقليم كردستان، حيث استخدمت بحقة سياسات لاتخلو من الاقصاء والتهميش والاجتثاث، ربما هي ليست رسمية لكنها بالنتيجة أخذت طريقها الى التطبيق على ارض الواقع، حيث بدأنا نسمع كثيرا عن ابعاد أو فصل موظفين كبار من ذوي الخبرة والكفاءة العملية والمهنية فقط لكونهم مسيحيينquot;، على حد زعمه. } انتهى النص.


ان ممارسة الحكم الذاتي والموعودين به وكما يعرفه العقلاء منا لا يمر الا عبر الديمقراطية الحقيقية، فطريق الديمقراطية الذي سار عليه شهداءنا في العراق وقبله في اورومي وهكاري وجلك وسميلي وقبله الأبعد في نينوى وبابل، لم يتحقق بعد، بل تحول هذا الطريق الى فرصة ساعدت الإنتهازيين الى المكاسب والمصالح الشخصية الضيقة، فالحكـم الذاتي لايزال فكرة عامة وهو بذلك لم يأخذ إطاره الواقعي، كما قال الأستاذ القدير جميل روفائيل حين كتب عن الحكم الذاتي على موقع تللسقف، فيقول.... { ولـذا فمن الصواب إغنـاؤه بالأفكار والإقتراحات وليس معارضته، لأن إبداء الرأي يعني التطوير نحو الأفضل، والمعارضة التامـة تعني الهـدم، وبالتأكيد الوفي لشعبنا لايهدم ما ينفعه وإنما يدفعه باتجاه الأفضل، وبالنسبة للمعارضة، فعلى الرغم من وجود مواقف داخل العراق غيـر واضحة المعالم والنوايا، فإن المشكلة الأكبر مـن المعارضة أنـها تـتركز في مجالات سياسية خارجية غيـر مؤثرة في الداخل لكنـها تـتعمد الضجة الخارجيـة تعـويضا عـن إفلاسها الداخلي حيـث الواقع..} انتهى النص


اننا سواء كنا في الداخل او في الخارج لا نتكلم بانفعال ولا نختبئ وراء الجبناء وإنما نتحدث كشهود وضحايا وككائنات بشرية بقيت سهواً على حافة الحياة، اقول لكم أين هو النموذج الديمقراطي الذي ابتدعته العبقرية الأمريكية في العراق ليمكننا أن نأخذ به ونطالب بالحكم الذاتي من دون أن نطأطئ رؤوسنا وتمتلئ أيدينا بدماء احباءنا واصدقاءنا من القتلى الشهداء الأبرياء، هل غاب عن اعين المخلصين عهد التخلف والجهل الذي يمر به وطننا اليوم، الا يقال اننا نعيش عهد اجتثاث الآخر والإنفراد بالسلطة واجبار البشر الى اعتناق ما لا ترغب به، هل ما زال بعضنا يعتقد ان الحكم الذاتي سيحيا في احضان حكم الدكتاتورية والفرهود والطائفية والعنصرية، الم يعاد بالعراق الى عهد الجاهلية حين كان وأد الأناث المساكين حلالا، اليس لنا الحق ان نعتب على من هم في المسؤولية والحكم من اهلنا الأعزاء ممن بهرتهم المناصب التي منحتها لهم حكومة العاصمة والشمال ومن وراءهما الامبراطورية الأولى أميركا، وسؤالهم..عن ما حققته هذه الامبراطوريةلشعبنا وللشعوب الأخرى المبتلات بحكومات دكتاتورية وشمولية، اليس ما نشاهده هو تنصيب سلطات غير كفوءة ولا تجيد غير السرقات والفتنة وتقوية الإجرام والإرهاب والطائفية. ماذا حل بالعراق غير جثث تأكل جثثوطائفة تقتل طائفة وهروب وخراب اينما ذهبت ومساكين مسالمين يمضون وقتهم في دفن الشهداء ورعاية الأيتام. اقول لمن يريد أن يكتب لضوء القمر المطل على عراقنا، إنك يا قمرلا تليق بأحزاننا، ولمن يريد ان يرثي شهدائنا بكلمة طيبة قبل الحكم الذاتي، نقول له تذكر إن الحزبية والطائفية وزعماءها واعلامها الأعمى لا يملكون ولا كلمة واحدة تدل على رقة قلب عراقي مهموم، بل تقرأ في نهجهم كلمات الحقد والثأر والدم والجهاد وسرقة المال العام، وتذكر بان كل ذلك يحدث والعراقيون من الأطفال والنساء مضرجون بالدم ويعيش رجالهم حياة الخوف والرعب، فبالرغم من معرفتكم اكثر منا على انكم مهمشون وان كلامكم غير مسموع وان كل مؤتمراتكم ومجالسكم ومناصبكم لن تجدي نفعا ما دامت روح الديمقراطية بعيدة عن ارض العراق بالرغم من علمنا بان اصوات هذه التجمعات لا يصل صوتها ابعد من الجدران، فهل ما زال بعضكم يحلمون بالحكم الذاتي، ام انكم تشعرون بالخجل حين يصفكم شعبكم بعدم الآهلية السياسية، يحظرني ما كتبه المحامي الأستاذ يعقوب ابونا على موقع عنكاوة....حين قال....{ وبها نحقق جزء من ذاتنا ونكون جزء من التشكيله العراقية كانداد لهم ومشاركين في الوطن بحقوق متساوية وبندية المواطنة الحره مع الكل.. اليس هذا افضل من ان نكون جزء من هذا الجزء او ذاك وتبعيتنا له وحقوقنا ستكون عنده ليست اكثر من منحه اومكرمه منه لنا ليس الا..
لنرتقي الى مستوى المساوات مع الاخرين بدل التبعية والذيلية..؟؟


اما خلط الاوراق وحرق المراحل لدى البعض تشويه صورة الحق الممكن انتزاعه وتحقيقه، الافتراضات الجدليه لاتقوم سببا لنزع السند القانوني لحق نسعى اليه.... الذين يعتقدون انهم يطيرون في السماء ويلمسوا الغيوم باطراف اصابعنا فهو خيال بعينه للاسف......
الايام تمرونحن لازلنا نلهث وراء السراب، لنرتقى بخطابنا الى مستوى الشعور بالمسؤولية القومية التي نتحدث عنها... طريق الف ميل تبدا بخطوة، لنبدأ بالخطوة الممكنه والمكتسب،قبل ان نضيع الفرصة من ايدينا... وغير ذلك مع احترامي لكم فهو هراء في هراء...} انتهى النص


وقبل الختام كتب الأستاذ الفاضل ثامر توسا مقالة بعنوان أعطونا الأمان الوطني نعطيكم كلّ العراق...انقل نص نهايتها... { و لو عاد الأمان للوطن وإستقرّت النفوس، فنحن ابناء العراق سنكون الرابحون بكل العراق خاصة في تعاملنا القومي المنفتح مع فكرة الوطن والمواطنه.}


ختاما اقول ان ابداء وجهات النظر واغناءها تنضج الأفكار، ولكن وقبل الأفكار نقول ان حماية شعبنا وبكل مكوناته من الضياع والتشتت والذل لن يتحقق الا اذا تحقق للعراق سيادته واستقلاله، وان ازدهاره وتقدمه تحكمه معطيات حكامه وقادته فكلما تقدموا نحو التثقيف بالوطنية والديمقراطية وكلما ابتعدوا عن الحزبية والطائفية المقيتة، كلما ازدادت نسب تطوره وازدهاره، وعندما يتحقق ذلك فسيكون شعبنا مستوعبا لجوهر ولأهمية الحكم الذاتي وما شابهه من انظمة الحكم، ان العراق الموحد والديمقراطي هو الذي سيقود شعبنا نحو التقدم والإستقرار والحياة الآمنة.

ادورد ميرزا