بعث الي أحد الكتاب الأصدقاء نشرة الكترونية لمجموعة تطلق على نفسها (الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب)، وعلى الصفحة الأولى و ب(البنط) العريض كتبت:

الجمعية العالمية للقضاء على الكتاب والصحفيين العراقيين الطائفيين والعملاء.. نحن قادمون يا طارق عزيز

ولما كنت قد نشرت فى ايلاف مقالة بتأريخ 5 مايو 2008 بعنوان (بل هم الأعزة وهو الذليل) فقد اعترانى الرعب الشديد ولم تذق عيناي الكرى لليلتين مضتا!! ولما كنت بعيدا عن بغداد فانى اناشد أهل الخير من أحبتى فى بغداد ان يتصلوا بابن الشيخ ملا كمر أو غيره من الشيوخ المباركين ليحصلوا لى منه على (تعويذة- بازبند) أربطها على زندى حتى يذهب عنى فزعي (وتروح الخرعة).

هذه هى الوسيلة الرئيسة التى يتبعها البعثيون للقضاء على مناوئيهم وخصومهم والتى عودهم عليها المقبور القائد الضرورة: أقطع الرأس ينقطع الخبر، بالعراقي (كص راس وموت خبر). ان هذه الشرذمة لم ولن تشبع من الامعان فى القتل واراقة الدماء، ولم ولن يكتفوا بقتلهم الملايين من العراقيين اثناء حكمهم وتخريب العراق بل يطمعون بالمزيد من سفك الدماء.

ميخائيل يوحنا والذى غير اسمه الى (طارق عزيز) حسب مقتضيات (المهنة)، ومقلدا بذلك القائد مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي (ميشيل عفلق) الذى أطلق على نفسه لقب (أبو محمد).


البعثيون يحبون التقليد واضافة هالة قدسية على أسمائهم، فقبل أيام قلائل أصدر حزب البعث من مخبئه بيانا وقع عليه نائب صدام سابقا و حاليا الأمين العام للحزب، وقعه هكذا: عزة الدوري، المعتز بالله (البعثي وليس العباسي)، خادم الجهاد والمجاهدين، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، القائد الأعلى للجهاد والتحرير!!!

لم يكن يوحنا فى يوم من الأيام شخصية عالمية كما يحاول البعثيون اظهاره، ولم يكن أكثر من وزير فى حكومة من حكومات دول العالم الثالث، حكومة قامت على الغدروالخيانة والارعاب، حكومة اعتدت على الجيران، حكومة أنفقت أموال شعبها على أسلحة الدمار وبناء القصور لسيف العرب وفارس الأمة وحامى البوابة الشرقية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المهيب الركن (الذى لم يخدم فى الجيش يوما واحدا)، والذى هزاسمه أمريكا (كما كان يهتف له أعوانه: صدام اسمك هز أمريكا!!) عبد الله المؤمن صدام حسين المجيد، الذى أنزل بالعراق الكوارث بعد ان دفع بالعراقيين الى (ام الكوارث) أو (أم الهزائم) كما يسميها البعض، عندما اجتاح الكويت ودمرها.


ولم يكن يوحنا أكثر من مترجم لصدام وواحد من الذين يقولون له (نعم سيدى... ألف صار سيدي) حتى قبل ان ينطق بكلمة واحدة. وكان صدام قد عينه وزيرا للخارجية وليس كما يدعى البعض بسبب اجادته اللغة الأنكليزية، فهو لم يكن يجيدها أكثر من كثيرين غيره فى الوزارة، وانما اراد ان يقنع العالم المسيحي الغربي بأنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي عراقي، والكل يعرفون العدد الهائل من أحبتنا المسيحيين العراقيين الشرفاء الذين هاجروا الى ديتروت الأمريكية وغيرها هاربين من طغيانه وطغيان عائلته والمقربين اليه. أما من بقي منهم فى العراق بعد سقوط صدام، فبعد أن قتل المتشددون المجرمون أعدادا كبيرة منهم، غادر أكثرهم الى شتى بقاع العالم، ولا أظن ان يوم عودتهم الى بلدهم العراق ببعيد.

وفى الجلستين السابقتين لمحاكمته، عاد يوحنا للتمجيد بصدام وحكمه، وأصر على انه لم يشترك فى القتل و التعذيب، وهو يعرف قبل غيره ان جميع الوزراء فى كل الحكومات فى كل العالم مسئولين بالتضامن عن سياسة الحكومة. أما حشد المحامين للدفاع عنه فلا أظن ان عددهم سيصل الى عدد محاميى صدام، ولكن النتيجة ستكون واحدة، فلا يوجد عدا البعثيين أحد فى العراق يبرىء صدام وطغمته من جرائمهم التى ارتكبوها بحق شعب العراق والشعوب المجاورة، فان آثارها المدمرة ستبقى واضحة لعشرات قادمة من السنين.

وسواء اعدم او لم يعدم، فهو لم يعد ذا قيمة تذكر وسيدخل التأريخ من أسفل وأحط أبوابه.

عاطف العزي