ادارة كركوك عام 1955 كنموذج حي

يحاولون جاهدين الأخذ بعين الأعتبار مكانة وثقل وادارة الكرد في كركوك الآن وربطها بوجود حكومة اقليم كوردستان ظنا منهم ان الكرد يستمدون القوة من حكومة اقليم كوردستان لبسط سيطرتهم على كركوك.
على الرغم من ذلك اعتقد على الكرد أن يتعامل بروحية اكثر ديمقراطية مع المكونات الاخرى في كركوك ونفسح المجال أكثر من السابق لمشاركة حقيقة معنا في ادارة اعمال المدينة وبشكل يومي.

ولكن هنالك حقيقة على الجميع ان يعيها وهي ان المنجزات التي تحققت اليوم على يد الكرد في كركوك والتي تثير حفيظة اعداء الكرد هي نتيجة لمساعدة الأدارة الكردية والمشاركة الكردية في تبوأ المناصب في العملية السياسية العراقية.
عليهم ايضا معرفة حقيقة ان الكرد في فترة من الزمن قد خلت كانت كيفية ادارتهم لدفة الحكم في كركوك أكثرنسبة من الزمن الحالي وكان عدد الدوائر الحكومية التي تدار من قبل الكرد أكثر من عددها الحالي، علما ان الكرد آنذك لم يكن يمتلك حزبا سياسيا ذا نفوذ كما الآن علاوة على ذلك لم يكن للكرد رجالات في اروقة الحكم في بغداد على اعتبار يمارسوا الكوردايتي و يسعوا جاهدين لضم كركوك للكرد حسب الافكارالمتخلفة التي يؤمن بها اعداء الكرد الآن.
بل السبب الرئيس في ذلك هو كركوك كمحافظة آنذاك كانت الغالبية العظمى من سكانها هم الكرد واعتمادا على النسبة السكانية تم اعطاء هذا الحق للكرد في المدينة.

هنالك الكثير من الأمثلة منذ قيام الدولة العراقية الى تسنم البعث لمقاليد السلطة نجد ان معظم الدوائر الحكومية في كركوك كانت تدار من قبل الكرد في المدينة منهم رئيس البلدية والمحافظ وقائمقام الاقضية ومدراء نواحي المحافظة اضافة الى معظم الدوائر.
علما ان في ذلك الحين لم يكن هنالك حظور ملحوظ للأحزاب السياسية الكردية ولك يكن بأستطاعتهم
تعيين اي موظف ولم يكونوا اصحاب حقوق ادارية ولم يكن رئيس الجمهورية كرديا ولم يكن للكرد وزارات او وزراء كما الان يتحججون بها اعدائنا.

في معظم دورات مجلس النواب العراقي، نواب مناطق كركوك جلهم كانوا من الكرد المنتخبين ديمقراطيا من قبل من الجماهير، وعلى الدوام كان عدد النواب الكرد يفوق عدد القوميات الأخرى، هذه التفاصيل سوف يقع نظركم عليها في الكتاب الذي ذكرته لكم اذا كتب لنا العمر كي نتمه لكم.

ولكن النقطة التي اود هنا ان اسلط الضوء عليها هنا في هذا السرد القصير هو استبيان عدد المدراء الكرد
خلال عام معين في عهد الملك كنموذج وقد أخترت لكم عام 1955 بالأعتماد على الوثائق التأريخية التي تعود لأناس غير الكرد في العراق وهي لـ الكُتاب(محمد هادي دفتر ) و (عبدالله حسن)
حينما قاما برحلتهما الميدانية للمناطق الشمالية وتدوين الحقائق التأريخية عن المؤسسات الأدارية في المحافظات الواقعة في الشمال العراقي عام 1955في كتابهما، الكاتبان يتحدثان في مقدمة مختصرة (نحن ننشر هذا الكتاب وقد اطلقنا عليه تسمية - عراق الشمال ndash; حاولنا ان نجمع فيه جميع المفردات والمعلومات الوثائقية التي قد حصلنا عليها خلال رحلتنا الميدانية وبالتالي اظهار الحقائق كما هي ومثلما حصلنا عليها.لخدمة وطننا الحبيب ).

برأيي هذا الكتاب بمثابة بحث ميداني يمكننا عده من اهم المصادر التأريخية للقرن الماضي ويمكننا ايضا اعتماده كمصدر لتسجيل الواقع وإظهار حقيقة مناطق كركوك وديالى، وتكمن اهمية هذا المصدرمن ان واضعيه هم اناس من غير الكورد قد كتبوه ودونوه على الرغم من شعورنا بأنحيازهم للعرب او الغظينة التي يكنانها للكرد، ولكنني ارى اهميتهما لسببين :
اولهما لسبب ان رحلتهما كانت ميدانية واتسمت بالواقعية حين كتابتها.

ثانيا: تكمن اهمية هذا الكتاب في ان مؤلفيها هما من غير الكرد ولم يكن بإستطاعتهما ان يبتعدا عن بعض الحقائق وكتبوهاونقلوها لنا كما هي بالتالي اصبحت هذه المعلومات بمثابة افضل الوثائق التي تظهر حقيقة مفادها ان معظم سكان مناطق كركوك وديالى هم كانوا من الكرد.
وقد أتخذت ما اظهره الكاتبان هنا كنوذج لحديثي عن التسجيل الاداري لمنطقة معظم سكانها من الكرد في وقت لم يكن للكرد من معين، حين نرى جل المسؤولين في المؤوسسات الأدارية آنذاك هم من الكرد، هذه الحقائق تنفعنا اليوم للرد على أعدائنا لأظهار حقائق المناطق بعد مضي أكثر من ثلاثة اعوام من بناء الدولة العراقية والحاق كوردستان بالعراق علما ان تلك المناطق كان معظم قاطنيها من الكرد.
الوجه المشرق الآخر في الموضوع هو إظهار الوجه الحظاري للكورد وهو ان كل الافراد الذين كانوا يتبؤن المناصب الأدارية من الكرد كلهم كانو اصحاب شهادات عليها والجميع كانوا خريجي كلية الحقوق.
انا هنا اود ان اسلط الضوء على الجزء المتعلق بمناطق كركوك، بسبب أن الشوفينيين من العرب والتركمان باتوا اليوم يشنون حملات مغرضة بالضد من الكورد تحت ذريعة واهية وهي ( تكريد كركوك)
هؤلاء لم يروا بأم اعينهم الظلم الذي مورس بمناطق كركوك لتغيير الواقع الديموغرافي للمدينة، ولكن يعادون تصحيح جزء بسيط من ذلك الظلم.

لذا ارى من الضروري أن إظهر لكم هنا الهيكل الأداري لمدينة كركوك عام 1955 سيما ان تلك الحقبة هنالك من يعتبرها بالحقبة التي تخلى فيها الجميع عن الكرد، ومن جملة الأسباب التي دفعتني لأختيار عام 1955 لم تكن تلك الفترة بداية لتكوين الدولة العراقية كي لايتحدث البعض بالقول من ان كركوك لم تكن جزءا من العراق وبالتالي كانت تحت سيطرة الكورد. وايضا ليس في زمننا الحالي كي يتخذوها ذريعة ايضا، ذلك الحين ليس كركوك فقط بل أقضية جمجمال ودوزخورماتو وكفري اضافة الى مدير ناحية (الملحة ) التي اصبحت الآن تعرف بالحويجة، كان مدير ناحيتها من الكورد حينها لم يكن ازلام البعث قد مسكو بزمام الأمور ولم تكن ادارة كركوك قد تعرضت للخراب.

أنذاك كانت كركوك تتكون من مركز قضاء كركوك ونواحي ئالتون كوبري وشوان وملحة و قه ره حه سه ن اما قضاء دوزخورماتو كان يتكون من نواحي داقوق وقادركرم وقضاء جمجمال كان يتكون من نواحي ئاغجلر وسنكاو وقضاء كفري كان يتكون من نواحي قه ره ته به وشيروانة وبيباز.
محافظ كركوك عام 1955 كان كرديا واسمه ( رشيد نجيب ).