خبر بايت: quot;رياضي واحد، وفي مجال رياضي واحد يحرز ما عجز عنه ممثلو 22 دولة عربية، وما شاء الله، لكنهم جميعاً أعضاء في جامعة عمرو موسى، وربما هذا هو الإنجاز الوحيد في حياتهم، لذا اقتضى التنويهquot;.
فالعرب العاربة والمستعربة والمتصهينة والمتنفطة والمتأمركة، بقضها وقضيضها، وشبابها وشيبها، لم يستطيعوا جميعاً، بعون وحمد من الله سبحانه وتعالى، أن ينالوا حتى اليوم ولا حتى ميدالية خشبية أو بلاستيكية، ويا حرام، من أجل أن يتفاخر بها القوميون العرب وأحزابهم الكرتونية في برامجهم الانتخابية والتلفزيونية والإذاعية، كإنجاز عربي هام وكبير ويعملوا عليها quot;العمايلquot;، ويقنعوا الناس بأنهم وبلا قافية بشر quot; مثل باقي العالم والخلق والناسquot;،. ففي أعظم أولمبياد في تاريخ البشرية حتى اليوم لم يستطع العرب المفلسون حضارياً الإتيان بمثله هم وكل خدمهم وحشمهم ومرافقيهم ومخابراتهم وجواسيسهم وغلمانهم وخليلاتهم. ( ولكن تصورا هالنصراني ابن النصراني، وربما اليهودي الأمريكي مايكل فيلبس والعياذ بالله، أصبح أكثر الرياضيين تتويجا بالذهب الأولمبي في تاريخ الألعاب الأولمبية، أمس الأربعاء في بكين بعد أن رفع رصيده إلى 11 ذهبية متجاوزاً كل الأرقام القياسية السابقة كما ثرثرت وجعجعت وكالات الأنباء الملعونة الخنزيرة quot;تبعquot; الكفار أعداء الله، وطبعاً، لأنها quot;منحازة ضد العربquot;. ورغم أن هذا المشرك( ومصيره النار بإذن الله)، هو ليس من سلالة خير أمة أخرجت للناس، وليس قواماً على إي من نساء أمريكا الكاسيات العاريات وعلى كثرتهم، ولا يتزوج من الرضيعات ولا يفخـّذ الصغيرات، ولا يرضع من زميلته في العمل، تصوروا، ولا ينكح ما يطيب له من النسوان والغلمان وملك الإيمان، ولا يستعبد، مثلنا، كلا وحاشاً لله، المهاجرين والوافدين لدولته مثل أوباما يعني، وينكل بهم ويجرجرهم هنا وهناك، وأحياناً، وفي المناسبات القومية فقط، وبيني وبينكم، يحتسي المنكر والعياذ بالله، ولا تشتق مواد دستوره الأمريكي من الشريعة المسيحية السمحاء، وربما يكون من ابن مهاجر أمريكي يعني ليس أمريكياً بروتستانتياً إيرلندياً قحاً، وهو بالتأكيد، كما أفادنا
أحد مخبرينا quot;الموفدينquot; إلى الأولمبياد، ليس عضواً في إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي والحمد لله، ولم يسمعه أحد يتكلم عن أقليات وشعبويات كما يفعل بلاشفة سوريا وليبرالييها الكبار).( وللعلم، ولمن لا يهمه ولم يع الأمر بعد، فقد انتشرت quot;الشعبويةquot; التي تشغل بال البلاشفة السوريين وانتعشت فقط كرد مباشر على العنصرية التي كان يمارسها العرب المسلمون ضد المسلمين الآخرين، وهم كانوا أول من أوقظها).
فلقد انقضى اليوم السابع، من دورة الألعاب الأولمبية في بكين، والعرب( ما غيرهم تبع الهشك بشك وزواج المسيار)، يا حسرتي ويا حرام، على حالهم، انفضحت حقيقتهم وبان عجافهم وهزالهم، وحقيقة رسالتهم الحضارية المضللة التي ما زال يصر أن يطنطن ويجعجع بها القوميون العرب ليل نهار. ( هنا فقط في هذه المحافل الإنسانية الإبداعية الرائعة، لا العنصرية، تظهر الرسائل الحضارية الخالدة للأمم والشعوب لا في البيانات الملفقة والإذاعات الكاذبة). فلقد كان العرب في هذا الأولمبياد، أيضاً، مجرد كومبارس بائس فقير فاشل مهزوم، لا حول له ولا قوة، يعني تكملة عدد، ومكانك راوح وquot;تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتيquot;، ويتابعون، بكل حسرة وخيبة أمل، رياضيي العالم المتمدن كله وهم يسطرون المعجزات ويحطمون الأرقام، ويتنافسون بـquot;شرفquot;، من أجل حصد الميداليات الرياضية الذهبية لا حصد النساء والأرصدة والفضائح والموبقات، هل قلنا شرف، وهل تبدو الكلمة غريبة واستفزازية بعض الشيء؟ عذراً منكم.
فالاكتفاء بمتابعة الأولمبياد، مباشرة على الهواء ومن بكين بلد الملاحدة الشيوعيين فرع ابن ماو، ألف رحمة من الله تنزل عليه، وكما أفاد الفقيه ابن نحيران عين الله حوله وحواليه، نقول الاكتفاء هو أقرب للتقوى وأفضل عند الله، وهو فرض كفاية إذا قام به وفد عربي سقط عن الآخرين، لكنه سيحتسب ذلك في ميزان حسناتهم فلمثله عشر حسنات، لاسيما إذا اقترن بتعويضات عالية باليورو والدولار، وشرط أن يكون الرياضي نفسه مقرباً من السلالات الحاكمة ودوائر الأمن والمخابرات، ومحظياً ابن محظي ومحظية، ومن المحاسيب والأزلام والأتباع، هذا والله أعلم على كل حال. وكل ذلك على حساب هذه الشعوب quot;الغلبانةquot; والمستوية التي صارت تطارد لقمة الخبز لكن معظم أبنائها صاروا أبطالاً حقيقيين في قفز الحواجز الحكومية التي تقف حائلاً بينهم وبين الحياة الحرة الكريمة، ورفع الأثقال الحياتية الكثيرة والتي تنوء بحملها الجبال، ورمي إيمان الطلاق، وقذف المسؤولين العرب بأشنع الألفاظ، والسباحة ضد التيار، وباتوا يحصدون لذلك عشرات الفلقات والمداهمات والاعتقالات بدل الميداليات.
هل وعى العرب، والقوميون العرب تحديداً، اليوم ماذا تعني الرسالة الحضارية، وماذا تعني الإنجازات الإنسانية، وأين هي البطولة الحقيقية وكيف تظهر في الميدان؟ وأن الشعوب المفلسة والخاوية من أي أفق حضاري وإنساني تقف عاجزة أمام أي نشاط فيه فن وأخلاق وإبداع. فعملية تفريع هذه الشعوب من أية قيمة ومثل علياً، وإرث حضاري، وزرع القيم العنصرية البائدة فيها، وعلى مر دهور من القمع والفساد والقهر والاستبداد قد أتت أكلها، والحمد لله، الذي لا يحمد على سقوط بالأولمبياد سواه.
وهل تعلم بنو قومي الكرام بأن هناك الكثير من الأشياء وعلى بساطتها، كالركض في الميدان وكسب مجرد ميدالية رمزية،quot; لا تودي ولا تجيبquot;، لا تستطيع كل مليارات السحت الحرام أن تشتريها؟ وأن الرسالة الحضارية لأية أمة في التاريخ هي في ما تتركه من إنجازات، وفن، وعلوم، وفيما تبذله من دروس نبيلة في التضحية والتحدي وتحقيق المنجزات. لا تلك الحالة المقرفة والمخزية التي تعيشها الإمبراطورية العربية من المحيط إلى الخليج، والتي تمور بحمى الطائفية والمذهبية والعنصرية والتفرقة والبغضاء وفوبيا الجنس وفنون التقاتل والتنابح والعواء، ( كشفت وفاة الشاعر محمود درويش عما تكتنزه بعض النفوس من سادية وحقد وسوداوية لا يتصورها عقل الإنسان)، واجترار ثقافة بدوية منحطة صفراء أتت على عقول ونفوس شعوب هذه الأرض اليباب،( تعبير الأرض اليباب Waste Land The هو للشاعر الإنكليزي تي. إس. إليوت1888ndash;1965)، وجعلتها عصفاً مأكولاً تعاني القحط، والتصحر واليباس. فبأي آلاء ربكما تتباريان؟
نضال نعيسة
التعليقات