في الايام الماضية جمع لقاء مهم رئيس الوزراء اقليم كردستان العراق نيجيرفان ادريس البرزاني مع رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران محمود احمدي نجاد.
هذه الزيارة المهمة للبرزاني الى طهران والتي تلتها اليوم زيارة اخرى لنائب رئيس الوزاء العراقي الدكتور برهم صالح مع وفد حكومي كبير، تعكس عمق العلاقات التاريخية المتينة المبنية على خدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والقضايا الاسلامية والسلام والاستقرار في المنطقة.
وفي حقيقة الامر ان زيارة البرزاني الى طهران حملت في داخلها العديد من المعاني والرسائل بسبب الاوضاع التي تمر فيها المنطقة، واولها هي اعادة التاكيد على العلاقة التاريخية بين الشعبين، ووقوف ايران الدائم الى جانب قضية الاكراد في العراق وفي الظروف المختلفة. وتاليها التاكيد على الاتفاق في وجهات النظر بخصوص اوضاع المنطقة وبالاخص ما يجري على الساحة العراقية واللبنانية من دعم للتوافق الوطني ودعم الحكومة فيها للحفاظ على سيادتها الوطنية، واضافة الى افشال المحاولات الامريكية والعربية الرامية الى اضعاف الدور الايراني الحيوي الذي يلعبه من اجل تدعيم الامن والاستقرار في العراق والمنطقة.
والجدير بالذكر ان زيارة رئيس حكومة اقليم كوردستان الى طهران استغرقت ثلاثة ايام حيث عقد خلالها نيجيرفان البارزاني سلسلة من الاجتماعات المهمة مع كبار المسؤولين الايرانيين وعلى راسهم محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية وعلي لاريجاني رئيس الامن القومي وعدد من الوزراء والمسؤولين الكبار ورجال الاعمال في جمهورية ايران الاسلامية من اجل تنمية وتقوية العلاقات السياسية بين طهران واقليم كردستان وتجديد الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.
ومثلما هو معروف للجميع فان العلاقات القائمة بين اقليم كردستان وايران هي علاقات متجذرة وعميقة للغاية وقد اخذت هذه العلاقات الاستراتيجية منذ قيام الثورة في الجمهورية الاسلامية الايرانية طريقها نحو المزيد من التطور والتقدم، وخاصة ان اكثرية الدول العربية وقفوا مع الولايات المتحدة الاميركية ونظام صدام حسين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
لقاء الامس الذي جمع نيجيرفان ادريس البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان مع الرئيس محمود احمدي نجاد اعطت دلالات مهمة ولعل احد اهم هذه الدلالات هو التاكيد على الاهداف و المنطلقات المشتركة للشعبين الشقيقين ودعمهما للسلام والامن في منطقة الشرق الاوسط.
لقد اتت زيارة البرزاني الى طهران في لحظة سياسية حرجة، في ظل غموض بالموقف الامريكي وعدم اكتراث عربي بالدور المهم لايران في المنطقة. فلذلك تعتبر خطوة سياسية موفقة من اليرزاني خاصة في ظل استمرار الفشل الامريكي في العراق ولبنان و تزايد الاصوات الاوروبية المطالبة بفتح حوار جديد مع ايران.
لقد اثبتت القيادة الكردية ولاول مرة انهم حاضرون بقوة على الساحة الاقليمية وانهم ليسوا متورطين في المخطط الامريكي التي رات في العراق راس الحربة الملائم لايذاء دول المنطقة دون استثناء وقبل الكل ايران.
زيارة البرزاني كانت ناجحة بكل المقاييس، اكدت على قوة العلاقة الاستراتيجية بين حكومة اقليم كردستان وايران ووحدة المواقف بين الشعبين الشقيقين.
الدكتور راوند رسول
[email protected]
التعليقات