انتشر و ينتشر العرافون والدجالون كل مكان وزمان ، مستغلين حاجة بعض الناس إلى معرفة ما تخبئه لهم الأيام. حيث أن هناك من يدفع نظير بضع جمل يذكرها الدجال الذي يقرا البخت أو الطالع. ويخطأ من يظن ان الدجل والشعوذة مسألة خاصة بمجتمعاتنا المتخلفة ، بل أن الموضوع ساري المفعول في جميع الدول الغربية المتقدمة أيضا. انها الرغبة الإنسانية في معرفة المجهول.


قبل فترة قصيرة نظم قراء البخت والطالع تجمعا لهم في جنيف ، وتقاطر المئات إليهم للاستفسار عما تخبئه لهم القادمات من الأيام. ودفع الفضول ابنتيّ (سومر وفرات) لزيارة هذا المكان الذي يجد فيه البسطاء والسذج راحتهم النفسية. وكان على كل مراجع أن يختار دجاله من خلال قائمة مكتوبة بأسمائهم ، وبعد الاختيار يتم الدفع مقدما.


اختارت سومر، أحدهم بعد ان علمت من اسمه انه عربي من المغرب،بسبب اختصاصه النادر ، وهو قراءة الحظ من خلال النظر إلى وجه المراجع دون ان يستعين بأوراق اللعب أو أوراق (التاروت) كما جرت العادة ، ودفعت مقدما 120 دولارا بالتمام والكمال.
جلست أمام الدجال المغربي الذي تطلع إلى وجهها طويلا ثم قال :
ـ أنت تحبين شابا واهلك يعارضون هذا الحب..
ـ كلا أنا متزوجة.
ـ إذن انك تعانين من عدم الإنجاب..
ـ أنا أم لطفلين..
ـ أنت تعانين حاليا من عدم العثور على عمل مناسب ، لكن الفرج سيأتي قريبا..
ـ غير صحيح فانا اعمل منذ سنوات ودخلي جيد جدا..
ـ من أي بلد أنت؟
ـ الست عرافا.. قل أنت؟
في نهاية المطاف وبعد أن افرغ الدجال كل ما في جعبته ، انتابته نوبة من الضحك وهو يقول لها :
ـ ماذا أقول لك؟
ـ قل أنا مشعوذ ودجال.
ـ أنا لم أرغم أحدا على زيارتي ، بل هناك دائما من يسعى إلي..
عندما تركته سومر ، لاحظت وهي تغادر المكان صفا طويلا من المراجعين من المتلهفين لمراجعة الدجال الذي يقرأ الوجوه.
قبل سنوات كان ثمة عراقي يدعى الدكتور الألوسي يقدم برنامجا من قناة ( العربية) يقرأ البخت والحظ من خلال اتصال تليفوني ، حيث يقرأ حظ المتصل من خلال بلورة موضوعة أمامه ، وكان يقول إذا كان المتصل امرأة :
ـ أختي ارفعي ايدج اليمنى ، حتى اكدر اتغلغل بعقلج الباطن..
وفي ثانية كان يتغلغل في عقلها الباطن رغم كون المتصلة بعيدة عنه آلاف الكيلومترات ، دون ان يبالي بالحدود والموانع الجغرافية والأمنية.
في الأيام التي بدا فيه الرأي العام الدولي بالحديث عن الاحتلال العراقي للعراق واحتمال سقوط نظام صدام ، قال العراف الألوسي في برنامجه :
ـ أكو غمامة فوك العراق راح تروح ،وراح يظل الرئيس العراقي بالحكم ، بعد هاي الغمامة راح ينرفع الحصار ، ويحتل العراق مكانته بالعالم ويعيش رخاء اقتصادي كبير ، ويعيش العراقيين بأمان وسلام..!

نصرت مردان