من أجمل مشاهد دورة الألعاب الأولمبية على الأطلاق.. مشهد حضور أمهات الأبطال وهن يشجعن أبناءهن بحماس من على المدرجات، فقد شاهدنا أمهات السباح الأمريكي الحاصل على 8 مداليات ذهبية، وكذلك العداء بولت أسرع رجل في العالم، وايضا السباح التونسي الحاصل على المدالية الذهبية، وغيرهن من الامهات المتواجدات في الصين.

لقد كانت ألأم هي البطل الحقيقي في هذه البطولة فهي المشجع والملهم والقلب الحنون الدافيء الذي يخفق متفاعلا مع الأبن الذي نزل الى ميدان السباق وهو يضع في اعتباره ان أمه تراقبه وتتمنى له الفوز، فيمنحه هذا الشعور القوة والعزم والتصميم على ان يكون عند حسن ظن أمه به وبمستوى توقعاتها.

بعد فوز السباح الامريكي فيليبس بمداليته الثامنة، وحضوره بين حشود الأعلاميين قال لهم أنني أريد أن أرى أمي وأرتاح، فكل المجد الذي حققه لم يوفر له الراحة والسكينة، فقط رؤية ألأم والجلوس بقربها هو ما يحقق الشعور بالراحة والأطئنان والهدوء.

من المؤسف ان الثقافة العربية لاتشجع الرجل على الحديث عن مشاعر الحب لأمه، فالمجتمع العربي - غالباً - ما يسخر من حب الرجل لوالدته وتعلقه بها، ويهاجمه بأقسى العبارات التي تنال من رجولته، ويتهم بالطفولة وعدم النضج، وانه أبن أمه، وبحاجة الى قنينة رضاعة لانه لم يفطم بعد الى أخر التعليقات التي تعبر عن مستوى التخلف في العقلية العربية للمشاعر الانسانية النبيلة كمشاعر الإرتباط بالأم المقدسة !


يكفي ان الأم هي الكائن الوحيد الذي تكلمه متى شئت وفي جميع الأوقات من دون تردد أو خوف، ويكفي انك كلما تكلمت مع أمك تتوقع منها أجمل المشاعر والكلمات والأمنيات، وان الأم هي الكائن الوحيد الذي تكلمه من دون حواجز فأنت تتجرد من كافة أقنعتك وكبرياءك امامها.

خضير طاهر

[email protected]