في القرن الواحد وعشرين أشعلت الشعلة القبطية من جديد بمؤتمر الأقباط في زيورخ في الفترة من 23 إلى 25 سبتمبر بفندق ماريوت بزيورخ حضرة لفيف من الكُتّاب والمفكرين والسياسيين من جميع دول العالم.
استطاع المؤتمر لَم شمل أقباط القارات الخمسة وعُقِد تحت اسم quot;الأقباط أقلية تحت الحصارquot; فتم توحيد الأقباط في العالم ورفعت القضية القبطية إلى العالمية.

**فضل الأولين
لا نستطيع أن ننكر مجهود الرعيل الأول أمثال المرحوم الدكتور شوقي كراس، وعطاء الأستاذ ألفونس قلادة، والعطاء المتواصل للدكتور سليم نجيب، وغيرهم كثيرين في أمريكا وأستراليا وأوربا ومصر مثل المرحوم أنطون سيدهم هؤلاء العظماء أعطوا ومازال الأحياء منهم يعطون للقضية القبطية من وقتهم وأموالهم وصحتهم ليس دفاعاً عن الأقباط فقط بل دفاعاً عن مصر ليعود لمصر السلام والمحبة والوحدة الوطنية وتغرب سماء مصر السحابة الوهابية القاتمة.

**مؤتمرات الأقباط
وبعد مؤتمر زيورخ سبتمبر 2004 أقيم مؤتمر واشنطن 2005 ومؤتمر مونتريال 2006 ومؤتمر الأقباط والأقباط بـ quot;نيوجيرسيquot; ومؤتمر الأقباط بـ quot;شيكاغوquot; 2007 وأصبحت القضية القبطية والأقباط في حالة حراك دائم بفعل العدد الكبير للمؤتمرات والعدد الكبير للنشطاء الأقباط في كل بلاد العالم، علاوة على انضمام الجيل الثاني والثالث أيضاً للقضية القبطية ولمصر علاوة على مؤتمر زيورخ للأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط.


**مؤتمر الأقليات المضطهدة
لم يكتفي المهندس عدلي أبادير يوسف بالصراخ عالياً لرفع الظلم والإجحاف والتهميش الواقع على أقباط مصر، بل تَبنّى قضايا الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط لتضاف للقضية القبطية أصوات المهمشين والمضطهدين في الشرق الأوسط، فارتفع صوت الأقليات المضطهدة عالياً طالبين تعضيد المجتمع الدولي لرفع الظلم عنهم فمثل عدد من الأقليات في المؤتمر quot;الأكراد والأيزيديين والسريان والآشوريين والكلدان والصابئة والمندائين والأمازيغ..quot; الخ وتعاضد الجميع لرفع شكواهم عالمياً.

**هل نجحت مؤتمرات الأقباط؟
سؤال منطقي، هل أتت مؤتمرات الأقباط بنتائج إيجابية أم نتائج سلبية؟ بكل تأكيد نجحت مؤتمرات الأقباط نجاحاً باهراً وأتت المؤتمرات بنتائج إيجابية فارتفع صوتهم عالمياً وضم إليه أصوات أخرى تطالب برفع الظلم عن الأقباط، وتبنى قضية الأقباط عدد كبير من الكتاب المفكرين المسلمين ليس المصريين فقط بل مغاربة وأمازيغ وتونسيين وعراقيين وأردنيين وفرضت القضية القبطية نفسها على الصحف المصرية بدليل أن كل جريدة أصبح بها quot;الملف القبطيquot; يناقش قضايا الأقباط.


النظام المصري
تحرك النظام المصري ضد مؤتمرات الأقباط، فرفع سيوف الخيانة والعمالة عليهم ومُسلّطاً المأجورين من الصحف الأمنية والقومية والإذاعة والتليفزيون عليهم واستعان بجيش اليهوذات المعروفين مسبقاً للنيّل من الأقباط وعملهم الوطني مثل مصطفى البكري quot;بالسب واللعن في أقباط المهجر متهمهم بالخيانة والعمالة وانطبق عليه قول الشاعر العربي quot;رمتني بدائها وانسلتquot;، ساهم الهجوم الإعلامي الكبير على مؤتمرات الأقباط بشكل فعّال في نجاح مؤتمر الأقباط عالمياً ليس محلياً فقط.

بمناسبة الذكرى الرابعة لمؤتمر الأقباط بزيورخ أهنئكم جميعا مع أملي أن يأتي العام القادم وينال الأقباط حقوق المواطنة الكاملة وتتراجع الوهابية الشعبية ويتعلم كل قبطي من قول مارتن لوثر كينج المناضل الأمريكي الشهير quot;لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياًquot; ويتعلم النظام أن أسلوب الإنكار أو الاستهتار بقضايا الأقباط برفع سيوف التخوين والعمالة لن تجدي في الإصلاح بل تأتي بنتائج عكسية لعلة يتعلم من مقولة اينشتين quot;الحماقة الكبرى هي أن تفعل نفس الشيء مرة بعد الأخرى وتتوقع نتائج مختلفةquot; ليعدل مساره 180 درجة وإلى اللقاء في العام القادم بإذن الله.

مدحت قلادة

زيورخ