يمكننا أن نقسم تاريخ التعليم إلى مرحلتين مرحلة ما قبل جوجل ومرحلة ما بعده،فكمية المعلومات التي أصبحت تتدفق على مائدة الطالب وبكبسة زريفترض أن تحدث ثورة في أسلوب التعليم وإعادة النظر في أهدافه وطرقه.

عندما كنا صغارا كان الكتاب المدرسي هو المصدر الأساسي للمعلومة وعلينا حفظه وتسميعه كالكتب المقدسة دون مناقشة أو تفكير،اليوم ومع كثرة المعلومات يفترض أن يصبح دورالمدرسة هو تدريب الطالب على مهارات أخرى مثل :التثبت من المعلومة،مقارنتها،تحليلها...وليس حفظها واسترجاعها، أما البحث فأصبح يتم في خطوات بسيطة عبرإدخال كلمة الموضوع ثم إجراء نسخ ولصق دون تجشم عناء حتى قراءة المحتوى أو التعليق عليه.

وتأثيرجوجل لا يقتصرعلى التعليم فقط بل أصبح اليوم مستشارنا الأول إذا شعرنا بوعكة صحية والبحث عن تفسيرلأعراض معينة،وهو وجهتنا الأولى إذا أردنا السفر والبحث عن العروض المختلفة وأيضا وجهتنا لمعرفة أخبار النجوم ومتابعة الشائعات.

لا أحد ينكرإيجابيات جوجل والانقلاب الذي أحدثه في أسلوب حياتنا،لكن الأمرلا يخلومن سلبيات فرغم أنه أصبح الطبيب إلا أنه سيقذف في وجهك بكل الوصفات الطبية وغير الطبية التي قد تقضي عليك وترسلك إلى الآخرة بدلا من أن تشفيك،وأيضا قد يكون مصدرا للأخبار الكاذبة فقبل أسبوع جاءني ابني يبلغني بحزن بخبروفاة الفنان ناصر القصبي وعندما (جوجلت )الخبروجدت أكثرمن عشرصفحات تتحدث عن وفاته وتفاصيل هذه الوفاة مع الدعاء له بالرحمة لتكتشف أن كل ذلك مجرد إشاعة أطلقها أحد المواقع وتلقفتها بقية المواقع وأعادت بثها كالببغاوات.

أما الجانب الأخطرفهو عندما يتحول محرك البحث إلى (فضيلة الشيخ جوجل )ويبدأ في بث الفتاوى و(ضخها )ونشرأحاديث ونسبها إلى الرسول دون أن يكون لهاأي أساس من الصحة وليتولى الايميل بقية المهمة في تداولها و(فرودتها )...

لجوجل إيجابيات كثيرة لكن إذا لم نتعلم كيف أن (لا )نثق به دائما فحتما ستكون له آثار مدمرة.

ريم الصالح

[email protected]

reemalsaleh.blogspot.com