يبدو أن الصديق إبراهيم الزبيدي قد نسي عملنا معاً في فريق الإعلام والثقافة في مجلس إعادة إعمار العراق بين القصرين، الجمهوري وقصر الثقافة والأزياء،أو بناية وزارة الثقافة في زيونة في بغداد قبل حوالي ستة أعوام، وكيف بدأ باجتماع أفعم بالوعود مع وزير الثقافة الأخ مفيد الجزائري ثم تواصل على وتائر مختلفة تخللها ذلك الصراع الذي اعتاد عليه مستشارو مجلس إعادة الإعمار مع كل وزير يرى أنهم جاءوا لمنافسته على موقعه لا كمعاونين ومساعدين له للنهوض بعمل الوزارة على الوجه الأكمل!
أشار الزبيدي في مقاله في إيلاف على أن عملنا كان معطلاً، وهذا للأسف قول غير دقيق، صحيح أن حل وزارة الإعلام، أشعر البعض منا أن مهمته قد توقفت لكن الفريق أو معظم أعضائه راح ينشط في الوزارة البديلة وهي وزارة الثقافة! ولم يتلكأ عن العمل معنا سوى سامي العسكري الذي توارى معتكفاً تارة في مكتب مجلس محافظة بغداد، أو عاملاً مع محمد بحر العلوم في مجلس الحكم!
كان واضحاً للكثيرين منا أن كل شعوب ودول العالم التي خرجت من حروب مدمرة وأنظمة دكتاتورية شمولية استنزفتها وحطمت جسدها وروحها،وأرادت بناء حياتها ونظمها الجديدة على أسس صحيحة،التفتت إلى بنائها الثقافي، فأولته اهتماماً وعناية لا تقل عن اهتمامها وعنايتها ببنائها الاقتصادي والمادي عموماً!
في الثقافة تتجلى روح المجتمع،ونفسه ومزاجه وأحلامه وطموحاته الكبيرة، وفي رعايتها ينتعش المجتمع ويقوى على الحياة والعمل والعطاء،تلك بديهيات قالها الأقدمون بكلمات أخرى حتى ليمكن شرح كلمتي المبنى والمعنى بما هو أكبر من مجرد الصياغة اللغوية، واعتبار المبنى الهياكل التحتية، والمعنى هو الإبداع الثقافي والإلهام الذي يعكسه أو المثال الجمالي الذي قام على أساسه!
حدث هذا في ألمانيا وإيطاليا بعد سقوط النازية والفاشية مختنقتين بدخان حروبهما الطاحنة، وفي فرنسا بعد تحريرها من النازية حيث استعان ديكول بالروائي والمثقف الكبير إندريه مالرو ليتولى وزارة الثقافة،ويعيد بناء ثقافة فرنسا التي هي اليوم في طليعة ثقافات العالم!
بعد سقوط صدام كان المؤمل أن يجري الالتفات للبناء الثقافي فيعاد بناؤه عبر عمليتين أساسيتين متوازيتين : تخليصه من أفكار ومفاهيم القمع والاستبداد والحروب وكل بشاعة وفظاظة أخرى،وفتحه لثقافة حرة إنسانية قائمة على قيم الديمقراطية والتسامح والمحبة والخير والجمال!
إذ لا يمكن مطلقاً بناء عهد جديد بثقافة النظام السابق، وسقوط صدام هو مجرد جزء من الطريق، والجزء الأكبر من الطريق وهو الأصعب والأكثر مشقة، تصفية أفكاره وأيدلوجيته الشمولية الدموية التي حكم بها العراق لخمس وثلاثين سنة،كما لا بد من المضي أبعد في التراث والعقل العراقي الجمعي للخلاص من مفاهيم الخنوع واللامبالاة التي سهلت صعوده وهو المجرم الأفاق النكرة إلى الموقع الأول في العراق،كانت إزالة صوره وتماثيله من الساحات ودوائر الدولة عملية آلية بحتة، ولكن عملية إزالة صوره ونمط سلوكه وتفكيره من عقول الناس وأعماقهم ولا شعورهم هي الأصعب، لذا كان يجب التصدي لها بثقافة كبيرة عميقة واسعة ونشيطة تتضافر فيها جهود علماء وأطباء النفس أيضاً!
إن عدم إنجاز هذه الحلقة يعني بقاء النظام كما هو،مهما تغيرت أسماء موظفيه ومؤسساته، وتحوله إلى ما هو أبشع كلما تعاقبت على رأسه مجموعات حاكمة لا هم لها سوى ترسيخ سلطتها والبقاء فترات أطول متحكمة برقاب الناس،فاتحة شهيتها للمزيد من الثروات والسرقات!
كانت مهمة تاريخية ضرورية وملحة جداً،وكان على فريق الإعلام والثقافة في مجلس إعادة الإعمار أن يأخذها على عاتقه بما تقتضيه من عزيمة وإرادة ثابتتين، ورغم إدراكه أن هذه المهمة أكبر من طاقته بكثير،خاصة وهو لا يمتلك أية سلطة مادية أو معنوية إلا أنه مضى في عمله وإن بتفاوت في مستوى نشاط أعضائه!
لا يمكن القول إن كل أعضاء هذا الفريق لديهم نفس التصور أو التعريف أو الفهم للثقافة ودورها فقد كانوا بأمزجة وذهنيات متباينة،وانتموا سابقاً لمختلف الأحزاب والأيدلوجيات بدأ من الإسلامي والقومي إلى الشيوعي والفكر المستقل،بينما بعضهم حرفي مهني بحت، كان قاسمهم المشترك جميعاً وطنيتهم العالية وأملهم في التغيير والمسار الجيد!
كان حل وزارة الأعلام قرارا صائباً عكس قرار حل الجيش. إذ ينبغي أن يكون الإعلام مستقلاً عن الدولة، غير موجه من قبلها، ولا يخدم أغراضها السلطوية، وأن يكون محايداً على نفس المسافة من جميع قادة وأحزاب النظام السياسي في البلاد، وأن يكون متعدد الأصوات ويجري طليقاً في أجواء الحرية والديمقراطية والشفافية، يقوده مجلس مدني نزيه محلف.
لهذا لم يعترض الفريق على حل وزارة الإعلام لكنه دعا دوماً لحل مشكلة آلاف الموظفين والمستخدمين الذين فقدوا وظائفهم بعد حل الوزارة والعمل على استيعابهم في وزارة الثقافة والوزارات الأخرى، وأن لا يستبعد من العمل ويحال للتقاعد سوى الأشخاص الذين كانوا أبواقاً تهريجية روجت بشكل مسعور لحروب النظام وجرائمه واتجاهاته الفاسدة!
ولكن كيف أدار الأمريكان الإعلام العراقي المستقل وهو في أولى خطواته؟ أحالوه كما أشار الزبيدي في مقالته إلى شركة لبنانية بددوا عليها أموالاً طائلة دون ثمرة تذكر!
وبالطبع من حق الزبيدي ان يشعر بالمرارة من ذلك فهو إعلامي عراقي معروف كان يدير إذاعة المعارضة من جدة والتي لعبت دوراً هاماً في فضح النظام وممارساته الجائرة، وكمخضرم له تجربة طويلة في إذاعة وتلفزيون بغداد، وكمواطن عراقي مضطهد ومنفى لسنوات طويلة يجد نفسه مبعداً عن وسائل الإعلام في بلده لتسلم إلى غرباء يمارسونها كتجارة يجنون منها الأموال الطائلة دون جهد! ويبدو إنه أصيب بالإحباط فاتجه للعمل باللجنة الإعلامية في مجلس الحكم على طريقة نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا!
ولكن ما كان يجوز للزبيدي محو تجربة فريق الإعلام والثقافة واختصارها بانطباعاته الخاصة والمبالغ بها كثيراً عن حياة القصر،ونساء القصر، فما واجهه بصدد عمله هو جزء من ظاهرة عامة استفحلت فيما بعد وصارت ماثلة على نطاق واسع : دفع المثقف للاغتراب أو تهميشه وإبعاده عن حقه في ممارسة خبرته واختصاصه، بل تغريب المواطن الذي ذهب للمنفى مضطراً أو وهو يعتقد إنه سيخدم وطنه من هناك بشكل أفضل، وهذا ما حدث فعلاً، إلا إنه حين عاد قوبل بالنكران والجحود والنبذ، وكأن عليه أن يعيش المنفى في وطنه أيضاً، مارست ذلك سلطة الاحتلال بجهل وعنجهية وسوء طوية أيضاً، ثم مارستها وتمارسها اليوم جميع الأحزاب المتنفذة : الوظيفة تعطى لمن تستفيد منه أو للتابع في الحزب لا للكفء أو الجدير بها!
من الممكن للمثقف المحب لوطنه أن يتقبل حرمانه ومحاصرته وعزله شرط أن يرى أن وطنه يساس بطريقة صحيحة وسليمة وإن الشعب يعيش ازدهاره وحريته وسعادته! فمعياره ليس مغانمه الشخصية من الأسلاب، ما يدفعه للأسى والتذمر هو أن عزله جاء من أجل أن يحل مكانه الجهلة والفاسدون والمخربون لا المصلحون!
تجربة عملنا في وزارة الثقافة متشعبة ومعقدة بعض الشيء وربما أتحدث عنها تفصيلاً في حلقات مستقلة لكني سأتحدث في هذا الحيز القصير عن بعض خطوطها العريضة.
ليس تفنيداً لما قاله الزبيدي بل من أجل أن يعرف القراء المحاولات الجادة الأولى لبناء الثقافة العراقية الجديدة بعد الحرب الأخيرة، ثم ما آلت إليه في ما بعد!
توزع فريق عملنا على ثلاثة محاور أساسية،فقد عملت والزميلين صادق الصائغ ومحمد عبد الجبار ضمن لجنة وضع الوثيقة الخاصة لسياسة الوزارة الثقافية،الجديدة والتي ترأسها وزير الثقافة مفيد الجزائري والورقة الخاصة بخطوات تنفيذها واللتين اعتمدتا لنهج الوزارة الذي قدم لليونسكو في مؤتمر أو ندوة عقدت في باريس في صيف 2004 ( الحديث عن هاتين الورقتين،ولدي نصهما كما أعددته من أكداس من المقترحات والملاحظات، يقتضي مقالة تفصيلية حيث هي تتعلق بصلب ضمير ثقافتنا المضيعة ) وعملنا أيضا على رسم خطط عمل لطبع الكتب الجديدة واستئناف إصدار المجلات الأساسية كالأقلام والتراث الشعبي والطليعة الأدبية واستئناف طبع الكتب عبر دائرة الشئون الثقافية! وركزت جهداً خاصاً في حقل الموسيقى والأغنية في محاولة لتخليصها من إيقاعات الحرب والسطوة وتأليه القائد،وإشاعة موسيقى وأغان جديدة تشيع الحب والجمال.وركز صادق الصائغ جهدا صعباً للعمل في نطاق المسرح وتنفيذ برامج مسرحية للفرق الشابة ضمن أسبوع مسرحي تم تقديم عروضه من المسرح الوطني!
استغرقت والزميل محمد عبد الجبار والدكتور رؤوف الأنصاري في عملنا بلجنة إعادة المفصولين والمتضررين من النظام السابق،والعمل على حل مشكلة موظفي وزارة الأعلام العاطلين عن العمل والتي ظلت مستعصية تقريباً لكونها كانت بحاجة لقرار سياسي،ورصيد مالي كبير!
بينما اتجهت الخبيرة المعروفة الدكتورة لمياء الكيلاني والخبير الدكتور إسماعيل حجارة للمحور الثاني وهو العمل في لجنة الآثار والتراث حيث باشرا على الفور عملاً استثنائياً لمعالجة ما لحق بالمتحف الوطني والمتاحف الأخرى ومراكز الآثار من أضرار فادحة خلال عمليات السلب والنهب والحرق المعروفة وفقدان الجزء الأكبر من محتوياته الفريدة.
فشرع أعضاء الفريق في جرد الخسائر ودراسة الحالة الراهنة ووضع الخطط المناسبة لملاحقة الآثار المسروقة واستعادة ما يمكن استعادته منها وشكل مجلس متابعة خاصة لذلك مكون من مدراء عامين ومستشارين أكفاء يعقد اجتماعاً كل يوم لمراجعة ما تحقق والاستمرار في البحث والتقصي.
وقد تحققت في هذا الفترة زيارات للعراق من وفود علماء أجانب مختصين بآثار بلاد ما بين النهرين وعاملين في متاحف مختلف البلدان الغربية للوقوف على حجم خسائر متاحفنا،كما دعي بعض موظفي الآثار في العراق إلى عدة دول أوربية لوضع خطط للتعاون في رصد ما يرد لأسواق التحف السرية والعلنية من التحف والآثار العراقية والإبلاغ عنها والعمل على وضع اليد عليها بمساعدة البوليس الدولي وإعادتها للمتحف الوطني العراقي.
وقد استرجعت فعلاً الكثير من التحف واللقى والآثار العراقية الهامة جداً وما يزال العمل حتى اليوم جارياً على هذه الأسس ويحقق نتائج طيبة.حيث استعيدت مجموعات كبيرة من الآثار المسروقة!
وسعى الفريق بمثابرة يومية لاستعادة الهيئة العامة للآثار والمتحف العراقـي نشاطها بصورة طبيعية فتم تأهيل بنايتها وتعويضها عن أثاثها المحترق والمنهوب وضبط دوامها الرسمي،والتنسيق بينها والجهات المتبرعة الامريكية، الايطالية لتأهيلها بشكل أرقى وتشغيل مختبرها الكبير.
وشكلت فرق عمل وحراسة كثيرة للمحافظة على المواقع الأثرية في الناصرية، والسماوة، والديوانية وبابل ثم شملت النجف، كربلاء وواسط وديالى 0وقد حضر الفريق الكثير من اللقاءات والندوات التي عقدت من أجل المتاحف والآثار العراقية من بينها مؤتمر الدول المانحة في مدريد،وقد استشهد الأستاذ ربيع القيسي رئيس الهيئة العامة للآثار، في حادث سيارة على طريق عمان وهو يتجه لحضور افتتاح قاعة حمورابي في باريس وأصيب معه عضو الفريق إسماعيل حجارة بجروح ورقد فترة في المستشفى..
وعمل الدكتور وشيار كريم محمد على إعادة بناء دار الكتب التي كانت محتوياتها قبل الحرب تقدر بحوالي مليون ونصف مليون كتاب وما يقارب 17 مليون وثيقة ولكن توقف منذ العقدين المنصرمين تزويدها بالكتب والمجلات، خاصة الأجنبية بسبب ميزانية المكتبة الضعيفة وإهمال السلطة لها وكان عدد هائل من الكتب فيها ممنوعاً عن التداول لأسباب سياسية0
وقد تعرضت خلال الحرب الأخيرة للسلب والنهب والتهمت النيران مجموعة كبيرة من وثائق العهود الحكومية الجمهورية، وبعض مجموعات الكتب والوثائق الرسمية وقد تمكن رجل الدين السيد عبد المنعم الموسوي من إنقاذ ما يقارب 000ر350 من مجموعتها ونقلها إلى جامعه الكائن في مدينة الثورة،وقد سلمها للمكتبة مشكورا كاملة سليمة!
كانت مجموعة أخرى من الوثائق والكتب النادرة قد تم نقلها قبل الحرب إلى سرداب هيئة السياحة العامة في شارع حيفا،وقد تسربت المياه إلى السرداب فأتلفت عدداً كبيراً من هذه الوثائق والكتب 0لم تصل النيران إلى مجموعتها الرئيسية وبقيت محفوظة في المخازن ولكن تراكمت عليها طبقات من الدخان والتراب نتيجة الحريق 0وقد تم جمعها وتنظيفها بطرق فنية ناجحة واستعيد رونقها وحفظت مع المجموعات الأخرى المنقذة بعناية.وجرى تدريب موظفي المكتبة الوطنية،والحصول على منح مالية من منظمة هولندية لبدء مشروع التنظيم الإلكتروني للمكتبة الوطنية والمكتبات الجامعية في العراق.
عمل عضو الفريق الدكتور المهندس رؤوف الأنصاري مستشارا لهيئة السياحة مع موظفين في هيئة السياحة على أن يستعيد العراق مكانته السياحية الكبيرة جداً والمعطلة منذ زمن طويل وقد عقدت عشرات الندوات ومحاور الدراسة لذلك في بغداد والسليمانية بمشاركة والجامعات والمعاهد والمؤسسات السياحية، وذلك لتفعيل واقع السياحة وتأهيله لمواكبة التطورات التي تحصل في هذا الحقل، وقد شارك في هذه الندوات مجموعة من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين في مجال السياحة والفندقة وقدمت بحوث ودراسات.
وقد تمخضت عنها توصيات ومقترحات هامة منها : تأسيس مجلس وطني أعلى للساحبة يتولى رسم سياسة بعيدة المدى تجعل من العراق بلدا سياحيا بارزا،والاهتمام بالسياحة الدينية تحويل المنشآت السياحية والقصور الرئاسية إلى قصور ثقافة ومرافق ترفيهية ومجمعات ومنتجعات وفتجها أم المواطنين والزوار.
إنه اختصار شديد لعمل يومي دائب،تواصل لسنة وثلاثة أشهر تقريباً خارج القصر الجمهوري بل بين دوائر ومراكز ومتاحف ومواقع متباعدة يصعب التنقل بينها في أجواء حرب تقريباً،حيث المفخخات تتفجر في كل مكان وعصابات القنص والقتل تتحرك كالأشباح ولها السيادة تقريباً!
ولم يكن الفريق يتمتع بأية حماية أو حصانة وكان يستعمل أحيانا سيارات مستعارة من الدوائر نفسها، أو سيارات شخصية أو سيارات الأجرة للتخفي والمرور بين المواقع المعروفة بأنها موبوءة بالإرهابيين!
ولو أن العمل في وزارة الثقافة قد جرى على هذا الزخم وهذا الاتجاه والمستوى الحضاري للخمس سنوات الماضية لكان وضع وزارة الثقافة،والثقافة عموما في بلادنا في حال آخر تماماً،ولكن الأمور مضت باتجاه مختلف مريع،ووصل الحال بوزارة الثقافة أن تربع على كرسيها غرباء عنها بل معادون للثقافة والمثقفين!
فتارة تسلم أمرها شرطي جاهل، وتارة إمام جامع وهابي إرهابي قاتل،، جاراهما وعاش على خلافه المذهبي معهما وكيل وزارة أقدم معروف بنزعته الطائفية الموتورة وضيق أفقه الثقافي،فقد اختصر كل تاريخ ثقافتنا الإنسانية والوطنية بقوله ( إنها في جوهرها ثقافة عاشوراء)،وعمل بدأب خلال هرب وزيرها الإرهابي من وجه العدالة على شطر وزارة الثقافة إلى شطرين،شطر سني في الكرخ، وشطر شيعي في زيونة، وصار كل همه ونشاطه الثقافي إطلاق مواكب اللطم والتطبير من شطرها الشيعي الذي يتربع على عرشه كوزير مطلق الصلاحيات!
الوزارة اليوم يتولى أمرها وزير لم نسمع به من قبل بين المثقفين، ولا نعرف إن كان لديه مشروع ثقافي حقيقي وهو على كل حال جاء على حصة جبهة التوافق المعروفة كتجمع لبقايا الأخوان المسلمين،وهؤلاء مواقفهم من الثقافة والمثقفين معروفة ولا تبشر بخير!
كثيرون في تلك الأيام الصعبة وفي هذه الأيام أيضا أنكروا جهود رجال ونساء جاءوا لبناء ثقافة جديدة تليق بعهد جديد بل واجهوا وما زالوا الكثير من النكران والشكوك والتثبيط
فكيف نسيت يا صديقي إبراهيم جهودهم؟ وأنت قد كنت معهم في اللجة بين القصرين،وليس في أي قصر!
إبراهيم أحمد
رواية ين القصرين إسم أحد أجزاء ثلاثية نجيب محفوظ الروائية!
التعليقات